يتم الإعداد في وزارة الثقافة المصرية (قطاع الفنون التشكيلية) لتنظيم بينالي القاهرة الدولي في دورته التاسعة، تحت عنوان (الاسطورة .. رهان الخيالي ورهان الفن) القومسيير العام للبينالي الفنان والناقد المصري أحمد فؤاد سليم اعتبر أن الفن بقدر ما تجذر عميقاً في الحياة اليومية لتلك المجتمعات صار عاجزاً عن إنتاج خاصية التخيل، وأن الناتج الخيالي الذي هو (روح الفن) وتميمته الواقية، صار مستعاراً ومقتلعا من جذوره اقتلاعا وأن زمن الأسطورة وزمن الحكايات الخرافية قد انمحى وأطيح بطاقة التخيل التي هي أم الابتكار وصانعة الاكتشاف والدهشة البريئة. وان الأسطورة برغم كونها مجدولة كعدو للعلم التي تملك القدرة على اختراق الأكوان مهما عظمت ودون تكاليف تذكر، وانه في عهد الأسطورة والحكايات الخرافية النبيلة نشأ التمدن وتجلت الحضارة في أحسن خلقة وتم اكتشاف مقومات العلم ومداركه، وكانت قيامة الفن والفلسفة جنباً إلى جنب مع نبض الشعر ومدارجه المعروفة وأن العولمة سقطت في مستنقع التاريخ البشري بمفهوم العسكرة وبياننا هو : ما من سبيل إلى نفي الآدمية والحضارة والمدنية والثقافة والفن بعيداً عن منابعها ويتساءل كيف يحق لنا في هذا العصر الدامي أن نسقط الأسطورة باسم الصناعة وباسم العلم وباسم التكنولوجيا والبيوتكنولوجيا . ينادي بينالي القاهرة الدولي بالعلم باعتباره نسباً من هجين الأسطورة، ويستكمل (سليم) هذه الأسطورة التي وصفها فيلسوف الشكية والنسبية الشهير بول فيرابند بقوله: (أنشأ مخترعو الأسطورة الحضارة، بينما اكتفى العلماء بتغييرها ولم يكن هذا التغيير دائماً إلى الأفضل) ويعين في الختام (إن البينالي حين يدون بيانه في نهاية العام الثالث من الألفية الثالثة يود أن تكون المشاركات من فناني العالم بمثابة احتجاج على استاتيكا الحرب) .. يفتتح بينالي القاهرة في دورته التاسعة يوم الجمعة 12 ديسمبر من العام الجاري 2003 وحتى 12 فبراير 2004م ومجالات المشاركة مفتوحة لكافة وسائل التعبير (اللوحات التصويرية النحت، الجرافيك ، الرسم المجسمات أو الانستاليشن، البورفورمانس أو الفيديو أو مختلف الوسائل التكولوجية لإنتاج الفن) بحيث لا يتجاوز زمن إنتاج الأعمال العامين قبل التاريخ المحدد للافتتاح وألا يزيد عدد فناني الدولة الواحدة على خمسة وبمعدل ثلاثة أعمال لكل فنان وأن تصل الأعمال قبل الأول من نوفمبر 2003م ، كما وستتم دعوة فنانين محددين من كافة دول العالم، وتستضيف إدارة البينالي دولة أو أكثر كضيف شرف للبينالي . جوائز البينالي هي جائزة النيل الكبرى وقدرها خمسون ألف جنيه مصري وخمس جوائز قيمة كل منها خمسة وعشرون ألف جنيه تمنح لأفضل خمسة أعمال وتمنح لجنة التحكيم خمس جوائز لخمسة أعمال متميزة قيمة كل منها خمسة آلاف جنيه، وتتكون اللجنة من سبعة أعضاء بينهم عضو واحد من مصر.