تحقق الفنانة التشكيلية العراقية ملاك جميل حضوراً فنياً لافتاً في واحد من أشهر البينالات التشكيلية العالمية والمتمثل ب «بينالي بكين الفني» (ينعقد كل سنتين) وتقام دورته الخامسة في 20 أيلول (سبتمبر) المقبل تحت شعار «المستقبل والواقع». اختار «بينالي بكين» لوحة الفنانة جميل «العراق في عين فنان» لتمثل الفن التشكيلي العراقي المعاصر ضمن 90 لوحة من 90 بلداً من القارات الخمس، ما يسجّل نصراً فنياً جدياً للعراق ويظهر مكانته المتقدمة التي تمتد جذورها الى أولى الحضارات الإنسانية في بلاد الرافدين التي عرفت بمنجزاتها المختلفة في مجالات الثقافة والفنون والعلوم. وينظم البينالي، الذي تتطلع عبره بكين إلى مجاراة المنتديات الفنية العالمية، كل من «اتحاد الفنانين الصينيين» و «الاتحاد الصيني للمنتديات الفنية والأدبية» وكذلك بلدية بكين. ويناقش المنتدى التطلعات إلى مستقبل الجنس البشري «في عالم تتقاذفه الكوارث الطبيعية التي تهدد بقاءه». كما ستنظم مسابقة للأعمال المقدمة في البينالي، وفق المنظمين. وكانت الدورة الأولى من البينالي انطلقت عام 2003، ثم أقيمت نسخ تالية في أعوام 2005 و2008 و2010. يذكر أن الفنانة جميل شاركت في معارض فردية أو جماعية حول العالم، عارضة المنجز البصري التشكيلي بحيث تتراقص الألوان في ريشتها كما تتراقص الحروف في قصيدة الشاعر. وإلى كونها فنانة تشكيلية، تعمل جميل أيضاً مصممة أزياء، ونظمت عروضاً في كل من الأردن والخليج العربي وتونس والجزائر والمغرب وموسكو وباريس، إضافة الى العراق. وتتميز أزياؤها بكونها مصممة من مواد غير مكلفة ومتقشفة، لكنها مزينة برسوم تضفي على القماش نفحة شرقية تراثية. وكما في أزيائها، تستعيد جميل الموروث وتستوحيه، محاولة من خلاله رواية حكاية ما للمشاهد، وهذا ما حققته في لوحتها الأخيرة التي اختارها «بينالي بكين». أما آخر مشاركاتها فكانت في الولاياتالمتحدة الأميركية حيث أقامت معرضها الشخصي ال28 بلوحاته العشرين وقصصه الحضارية التي عكست دور المرأة العراقية ومكانتها في الحضارات السومرية والاكدية والبابلية والآشورية، وفي عصر الإسلام في إدارة الحكم في العراق، إذ كانت ملكة ناجحة وأميرة بارزة وقائدة وسياسية وديبلوماسية وسفيرة وكاتبة وفنانة... تتميز بحسها الفني وأناقتها وحكمتها وجمالها.