كذبوا عليها فصدقت , واقنعوها فأذعنت, وبلاسؤال اقتنعت, تركت خباءها, وسارت تعشو إلى اضواء نيرانهم, التي كادت تحرقها , وعما قريب سوف تذوق لهيبها عرضواعليها صور نساء غريبات عنها, ليس بينها وبينهن رابط من نوع ما , وبهن اعجبت , وبأشكالهن تشبهت, حتى لقد غدت مسخا مشوها منهن, اتعلمون من هي ؟ انها المرأة العربية التي تُعتبر السمنة المعتدلة , ابرزعناوين جمالها, وسواد العينين والشعر, احلى الوانها , ولون الحنطة سيد الوان بشرتها , واللمى في الشفاة مما تغنى به شعراء لغتها , انها متميزة بكل شيء, ومقاساتها مختلفة تماما,عن مقاسات غيرها من نساء الأعراق والأجناس الأخرى ,المتناثرة على مساحات الكرة الأرضية.. وزع الخالق سبحانه وتعالى الأجناس والأعراق حسب مخطط جغرافي محدد بمعالم جغرافية مختلفة, وجعل كل جنس وعرق له ,شكل ومواصفات معينة ,لايخرج عنها الا اذا اختلط بعرق آخر اخذ منه بعض صفاته والوانه(تهجين) غيران المرأة العربية من دون نساء العالمين, ومنذ التسعينيات الميلادية اصبحت, واضحت, وامست, تتبرأ من تميزها , ومن خصوصية جمالها, (العربي الأصيل) واختارت لها خطوطا غربية الطابع, غريبة عماالفته والفها من اشياء.. سارت مشرقة وسرت مغربة وشتان بين مشرق ومغرب في كل شيء سرت عدوى حمى التقليد في حياتها, بدأ بتصاميم هندسة بناء منزلها الذي لايتناسب وطقس الجزيرة العربية , مرورا بأثاثه , وطريقة الأكل , وصولا وهذه هي الكارثة الى شكل تكوين اعضاء جسدها , ومايتبعها من تفاصيل , وتضاريس لايشاركها فيها احد من نساء الأعراق والأجناس الأخرى, وقد كان من المفترض بها ان تحافظ ويحافظ معها الرجل, على هذا التميز, كما حرص العرب منذ سالف العصر, على حفظ سلالات الخيل العربية الأصيلة ,كان الأجدى ان تحرص على الا يشاركها اعتلاء منابرجمالها الرائع احد من نساء الأرض, لااريد هنا ان ادرج أشعارا تثبت خصوصيتها للجمال دون غيرها, ربما لأنها تحتاج مساحة اكبر, وحيازتها وساما من نوع معين منحها اياه الخالق واثبته لها شعراء الغزل ,سواء الفصيح او الشعبي, عندما تغنوا بها في اشعارهم, بأنها (بعيدة مهوى القرط), أي طويلة العنق , و(صموت الحجل) أي سمينة ونادرة الخروج, ومشيتها مثل (مر السحابة لاريث ولاعجل) لما يعلو جسدها من سمنة, وغيرها من الأوصاف، التي كانت المرأة الى عهد قريب, تبذل الغالي والنفيس في سبيل ان تحققها, ثم وبلا مبررات انقلبت المقاييس فجأة, حيث اخذت في تغيير لون عينيها من الأسود والعسلي إلى الأزرق والأخضر, ولون شعرها من الأسود والكستنائي إلى الأصفر والأحمر, وصارت تكلف نفسها مالاتطيق من اجل ان تحصل على جسد نحيل , وما علمت ان جماله يكمن في تفرده شبه احدهم المرأة النحيلة ب (دراجة السباق) وحذر اخواته من ان يخطبن له زوجة من هذا النوع.. اما آن الآوان ان نفخر باشيائنا التي تميزنا عن غيرنا, بلى وربي ولكن ولربما ان في الأجيال القادمة من يشعر بضرورة ان يكون إنسانا متميزا في مجتمع متميز من شعب اكثر تميزا..