المرأة أكثر ايماناً بالخرافات من الرجل.. وتعد أيضاً هي الاكثر تردداً على الدجالين.. وقد اثبتت الدراسات الاجتماعية ذلك. حيث اكدت دراسة للدكتورة سامية الساعاتي استاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس تحت عنوان "تاريخ الخرافة كظاهرة اجتماعية وموقف الاديان منها" ان المرأة في مصر هي الاكثر تردداً على السحرة نظراً للضغوط العنيفة التي تتعرض لها في حياتها.. ومن الاحصائيات التي جاءت في الدراسة ان 55% من المترددين على السحرة من المتعلمين و 51% متزوجون و 2.1% عزاب بهدف نيل رضا المحبوب والنجاح في العمل و 72% من المترددين موظفون.. وفسر 98% من المترددين على السحرة ذلك السلوك بأنه محاولة لعلاج المشكلات التي فشل الاطباء في علاجها. وأوضحت الدراسة ان 50% من سحرة القاهرة يمارسون اكثر من تخصص سواء قراءة الكف او فتح المندل او عقد او فك الاعمال.. وكشفت الدراسة نفسها عن بعض الحقائق الخاصة بعالم الدجالين منها ان 53% من الدجالين عملوا بهذه المهنة بدافع الهواية والباقي بالوراثة او سعياً وراء المال او حباً في مساعدة الغير وخاصة النساء لانهن الاكثر قابلية للاستهواء من الرجال وغالباً ما تتركز مطالبهن في الاحتفاظ بحب الرجل او البحث عن الابن المفقود او علاج العقم وانجاب الذكر.. بالاضافة إلى ان معظم الدجالين تتراوح اعمارهم بين الاربعين والخمسين لضرورة توافر الهيبة والاحترام فيهم.. ويحرص هؤلاء الدجالون على خلط عملهم بالدين لضمان سهولة التأثير على الناس نظراً لقوة الوازع الديني في نفوس المصريين بالاضافة إلى كشف حقيقة مهمة هي ان ثلث المشتغلين بالدجل من الاميين و 6% من الجامعيين. ويؤكد الدكتور عبد اللطيف محمد استاذ علم النفس جامعة القاهرة في دراسته تحت عنوان "المعتقدات الخرافية الشائعة وعلاقتها ببعض المتغيرات لدى عينة من المواطنين" ان المرأة أيضاً اكثر ايماناً بالخرافات والدجالين من الرجل.. وجاء في دراسة الدكتور عبد اللطيف ان اكثر المعتقدات بروزاً لدى كل من الجنسين تتمثل في معتقدين هما لجوء المرأة العاقر إلى زيارة قبور اولياء الله ليساعدها على الحمل والانجاب بنسبة 15.5% من الذكور و 18.5% من الاناث ونذر النذور يمكن ان يؤدي إلى حمل العاقر 17.5% لدى كل من الذكور والاناث.. اما اهم جوانب الاختلاف فتمثلت في تزايد تمسك الاناث بالمعتقدات الخرافية حول علاج العقم من الذكور.. وبرزت الفروق الجوهرية بينهما في بعض المعتقدات منها لجوء المرأة العاقر إلى الاغتسال بماء غسل الميت يساعدها على الحمل 8% من الاناث مقابل 1.5% من الذكور. كما ان الخرافات الشائعة في المجتمع المصري تختلف باختلاف البعد الطبقي والبعد الريفي والمدني والبعد الجنسي.. واكدت نتائج الدراسة في مصر ان اكثر الخرافات شيوعاً بين مختلف القطاعات البحثية تدور حول الحمل والولادة والحسد والسحر والاحجبة والتعاويذ والاصابة بالمرض. المجتمع ممتلىء بالخرافات وتؤكد دراسة الدكتور عبد اللطيف محمد انه لا يكاد يخلو مجتمع في العصر الحالي من الخرافات ومن الانماط الخرافية.. رغم ما يبدو في هذا من تناقض مع ظروف العصر وما وصلت اليه العلوم والمعارف من تقدم هائل في مختلف الميادين.. حيث تعتبر الخرافات من اسباب تعطيل نمو العلم وتطبيق كثير من النتائج التي كشف عنها البحث العلمي ويزداد انتشار كلما ازدادات الحياة صعوبة.. ويبين الدكتور عبد اللطيف ان سبب انتشار الخرافات هو الجهل بالاسلوب العلمي في التفكير.. ويشير الدكتور محمود عبد الرحمن استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر إلى ان المرأة بطبيعتها لا تختلف كثيراً من حيث العقل والمشاعر الفطرية التي وهبها الله اياها ولكن الاختلاف ينتج من خلال التربية حيث يسمح للمرأة بالتعبير عن انفعالاتها بالدموع. كما ان تلقينها الدائم انها الصدر الحنون وانها مصدر العواطف والمحبة والحنان جعلها تنشأ كانسان غير منطقي في تفكيره وهذا ينطبق على معظم النساء باستنثاء قلة نشأت على التفكير العقلاني واحترام المنطق. وتضيف الدكتورة وفاء السيد استشاري الامراض النفسية والعصبية ان لجوء المرأة إلى الدجالين يعد شائعاً خاصة في المجتمعات الريفية والشعبية.. ولكن هذا لا يعني عدم ايمان المرأة في الحضر بالخرافات بل على العكس نجد نساء ينتمين إلى قمة الطبقة الراقية ونجوم مجتمع وفن يلجأن إلى الدجالات للاغراض نفسها التي تلجأ اليها غيرهن من النساء إلى الدجالين كما ان فئة سيدات المجتمعات يمارسن الدجل والشعوذة بشكل يومي من خلال متابعة باب حظك اليوم في الصحف وقراءة الكف والفنجان في الصباح او فتح الكوتشينة. المرأة ضعيفة وتؤكد الدكتورة ايمان شريف الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية انه بسبب احساس المرأة الدائم بالضعف تلجأ إلى الحيلة والغيبيات لمقاومة الضغوط الخارجة عن اراداتها وتؤكد الدراسة ان المرأة لديها قابلية للايحاء اكثر من الرجل مما يجعلها صيدا ثمينا وسهلا للدجالين للايقاع بهن تحت تأثير خرافاتهم. الموقف الديني وعن الموقف الديني من هذه الظاهرة قال الدكتور محمد عبد المنعم الاستاذ بجامعة الازهر من اسباب انتشار هذا الوباء العقائدي انتشار الامية الدينية وكل مظاهر هذه الظاهرة من الايمان بالدجالين شرك بالله وجهالات لا يقر بها مؤمن او مؤمنة الا اذا كان مطعوناً في دينه.. فيعد من ألوان الشرك بالله الاعتقاد بان هناك من يعلم الغيب دون الله.