قالت صحيفة واشنطن بوست امس ان فكرة الهجوم على العراق فجر امس بدأت الساعة الرابعة عصرا حينما قدم مدير وكالة المخابرات الامريكية جورج تينت الى الرئيس الامريكي جورج بوش فكرة (هدف الفرصة) تأسيسا على ان وكالة المخابرات لديها الامكانات لتحديد الاماكن التي يتواجد فيها صدام حسين وان تتحول الحرب الى (ضربات افتتاحية). وقالت الصحيفة ان الرئيس بوش استمع بهدوء فيما يعرض عليه المساعدون الافكار والاوقات التي يتوقع ان يمضيها صدام حسين في اماكن مراقبة ويمكن رصد تواجد الرئيس العراقي. وكان يحضر الاجتماع نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشارة الامن القومي كوندليزا رايس وكبير موظفي البيت الابيض اندرو كارد. ورئيس هيئة الاركان الجنرال ريتشارد مايرز. وعندما وقع الرئيس امر القيام بالعملية الساعة 6.30 كانت لديه نبذة عما يمكن ان يحدث : الرميات الاولى سوف تخترق سقف وجدران منزل في بغداد وتخترق ارضيته على امل قطع رأس الحكومة العراقية بضربة واحدة. وبدأ الجنود في السفن الحربية ببرمجة صواريخ توماهوك الجوالة الموجهة عبر الاقمار الصناعية. واعطيت اوامر قتالية لطياري (الشبح) التي حملت قنابل بحجم 2000 رطل مصممة لاختراق مبان من الحجارة او الفولاذ. بعد ثلاث ساعات من توقيع بوش الاوامر وفي الساعة 5.33 من صباح امس بتوقيت بغداد كانت الصواريخ والقاذفات تضرب منزلا في جنوب شرق بغداد. وقال مسئولون امريكيون ان الامر يحتاج لوقت لتقييم مدى نجاح الضربات، ومن كان في المنزل رغم ان العراقيين قد اعلنوا أن رئيسهم لم يصب بأي سوء ويشرف على قيادة صمود العراق. من الحرب خلت شوارع بغداد من المارّة باستثناء رجال المرور الذين يرتدون ملابسهم العسكرية وعلى رأسهم الخوذات، كما انتشر افراد الميليشيات الحزبية بملابسهم العسكرية فى شوارع العاصمة.. وأغلقت المحال والاسواق ابوابها بسبب القصف فيما استمرت مرافق الخدمات العامة من الكهرباء والمياه والاتصالات على حالتها الطبيعية. صدرت الصحف اليومية أمس في بغداد لكنه لم يجر توزيعها بسبب تغيب الموزعين نتيجة القصف باستثناء صحيفة "الزوراء" الاسبوعية التى يديرها عدي صدام حسين.