قدرت أحد مراكز البحث إلى أن تكاليف شن حرب على العراق ستكلف الولاياتالمتحدة وحلفائها أقل بكثير عن ما تكلفته حرب الخليج عام 1991. ويشير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إلى أن التكلفة التي تتحملها الولاياتالمتحدة في الحرب على العراق ستكون نحو نصف ما تكلفته في عاصفة الصحراء عام 1991. وقد درس المعهد أيضا تكاليف إعادة إعمار العراق بعد انتهاء الحرب، وهو العنصر الذي لم يعره الكثيرون اهتماما يذكر حتى الآن. وتشير التقديرات لما يسمى بمشروع مارشال العراق لإعادة بناء ما ستدمره الحرب بنحو 75 مليار دولار على مدار ستة أعوام. كما ستتكلف قوة حفظ سلام يتراوح قوامها بين 50 ألف جندي و مئتي ألف جندي ما بين 12 و 50 مليار دولار. وقد قدر معهد الأبحاث تلك الأرقام على أساس عمليات حفظ السلام في البوسنة . فوجود نحو 100 ألف جندي لفترة خمس سنوات سيتكلف حوالي 125 مليار دولار. ويقول المعهد إنه سيكون من الصعب تقييم تكلفة الصراع العسكري بشكل دقيق، لأن قدرا كبيرا من التكلفة الإجمالية يتوقف على الفترة الزمنية التي تستغرقها الحرب ومقدار المقاومة العراقية. بالنسبة لبريطانيا، التي تعد أقوى حلفاء واشنطن في النزاع القائم مع العراق، فإن تكلفة الحرب ستقارب نفس ما تحملته بريطانيا عام 1991، مع تعديل الأرقام بنفس معدل التضخم طوال السنوات الماضية. وسيكون العبء البريطاني الذي يبلغ 5ر5 مليار دولار إضافة إلى مبلغ7ر39 مليار دولار هي موازنة الدفاع البريطاني سنويا. ويقول المعهد إن تكاليف الحرب الجديدة ستكون اقل بكثير بسبب انخفاض عدد القوات البرية التي سترسل إلى داخل العراق. حيث ستتكون القوات البرية المزمع إرسالها من خمس فرق بدلا من ثمان خلال حرب عام 1991التي عرفت باسم عاصفة الصحراء. ولذلك فإن تكاليف النقل ستنخفض بدرجة كبيرة .كما ستنخفض تكاليف أخرى بسبب الدوريات الجوية المتواصلة لمنطقتي حظر الطيران شمالي العراق وجنوبه، مما يعني انخفاض عدد الأهداف التي ستتعرض للقصف الجوي. وأخيرا، فإن معظم القوات التي نشرت عام 1991، بدأت من حالة جمود ، ولكن في الظروف الراهنة فإن هناك بالفعل وجودا عسكريا ضخما في المنطقة أي بالقرب من مسرح العمليات.