لا يبدو ثمة اختلاف على الإطلاق في وجهات النظر تجاه مايمكن اعتباره محورا ترتكز عليه وتدور في فلكه معظم المؤسسات العامة والخاصة- وهو ما يعرف في المصطلح التجاري ب (الإنتاج)- بأنه الغاية القصوى والهدف الرئيس لكل مؤسسة تنافس على العطاء من أجل البقاء .. وهو ما يعني إيجاد آلية تضمن ديمومة توظيف كل الجهود المتاحة بما يتناسب والأبعاد الإستراتيجية القائمة عليها هذه المؤسسة أو تلك.. والتسليم بحتمية التطوير الفكري والمهني للقوى العاملة على حد سواء والاهتمام بهما بما يضمن لهما الاستقرار النفسي والوظيفي على الدوام حتى تضمن بذلك المؤسسة معدلا ربحية ثابتة أو متحركة للأفضل على كافة الأصعدة. ولاشك أن لكل مؤسسة أهداف محددة تتباين تبعا لتنوع أنشطتها .. فالمشروع التجاري غالبا ما يهدف إلى تحقيق معدلات ربحية بينما يستهدف التنظيم الحكومي خدمة المجتمع .. وكلاهما يظهران إنتاجية واضحة باختلاف نوعية الإنتاج. وعلى الرغم من تعدد وتباين الأهداف التنظيمية يظل تحقيق هذه الأهداف من أولويات القائد وهو مايعني تأكيده على تحقيق هذه الأهداف من خلال توضيحها وتحديدها للمرؤوسين والحيلولة دون تعارض أهداف ومتطلبات المؤسسة مع أهداف ومتطلبات الموظفين العاملين فيه من جهة وبين أهداف المجتمع ككل من جهة أخرى وربما يختلط علينا أحيانا الفرق بين أهداف المؤسسة الرئيسية وممارستها الإشرافية وذلك أن المؤسسة قد تعلن أن لها أهدافا معينة ولكنها في التطبيق الفعلي تنحرف عن هذه الأهداف.. فقد تعلن منظمة للبحث العلمي أن أهدافها هي تقديم نتائج أبحاثها العلمية ومنجزاتها لخدمة المجتمع .. لكنها قد تحجب بعض منجزاتها العلمية عن المجتمع بغرض تحقيق أهداف ربحية من هذه المنجزات في وقت لاحق . كذلك فقد يعلن نظام للسجون أن هدفه هو تأهيل السجناء ولكن في الواقع قد يقدم رعاية محدودة جدا في هذا النطاق كإجراء مؤقت لتغطية الهدف. وإذا كان للقيادة دور هام ومؤثر في الجانب الاجتماعي للإدارة فإنها من ناحية أخرى تتأثر بدورها بما يفرضه عليها هذا الجانب الاجتماعي من قيود تنعكس على سلوك القائد داخل التنظيم . فالقائد الإداري يتأثر في ممارسته لمهامه القيادية بعوامل اجتماعية من داخل التنظيم تكون نابعة من الأعضاء العاملين فيه وتتمثل في عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم واتجاهاتهم وتطلعاتهم. كما يتأثر أيضا بعوامل اجتماعية من خارج التنظيم تتمثل في القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع ذلك أن هذه القيم ستنعكس على سلوك القائد ومرؤوسيه داخل التنظيم الذي يعمل في نطاق المجتمع ككل... وهذه العوامل الاجتماعية تفرض على القائد أن يأخذها في اعتباره لأن تنكره لقيم المجتمع والمرؤوسين يترتب عليه فقدان القائد لتعاون مرؤوسيه معه. وعلى مدى قدرة القائد على تقدير هذه العوامل وأخذها في اعتباره يتوقف نجاحه وفاعليته في تحقيق أهداف المؤسسة. في الماضي القريب كان ينظر إلى العامل على أنه مجرد آله وأن سلوكه يتأثر تأثرا مباشرا بالظروف الفيزيقية المحيطة بعمله وكذاك بالبواعث الخارجية خاصة البواعث المالية. أما اليوم فيحتل موضوع الدوافع ومنها الاتجاهات النفسية مركز الصدارة من اهتمام الصناعة الحديثة وذلك بقصد زيادة الإنتاج ومراعاة راحة العامل وكرامته .. ومما زاد من تركيز المهتمين بمشكلات الصناعة والعمال على دراسة الدوافع .. بل زاد من إسراف بعضهم في هذه الناحية على درجة غضت من أثر العوامل الأخرى في الإنتاج أن قدرات العامل وما لديه من خبرة ومهارة وتدريب وما يحيط به من ظروف مادية ملائمة في عمله. لايمكن أن تؤتى أقصى ثمارها إلا إذا اقترنت بدوافع قوية. وقد دلت بعض الدراسات الحديثة على أن الإنتاج بتأثير دوافع قوية أعلى منه بأثير دوافع ضعيفة.. وقد اهتمت الإدارة المعاصرة في دوافع العاملين وأولتها أهمية خاصة كما أنها استفادت من تجارب وبحوث ودراسات على المجتمع التنظيمي حيث اتجه في ميدان الدوافع غالبية المختصين بدراسة السلوك التنظيمي لنماذج الدوافع ونظرياتها. وقد كان لثمرة البحوث هذه آثار إيجابية على إنتاجية الموظفين والعاملين ورضاهم الوظيفي. وإذا كانت الحاجة تستهدف تزويد العاملين والموظفين بالبواعث والمواقف التي تنشط دوافعهم وميولهم بهدف زيادة كفايتهم الإنتاجية فيجب أن نذكر أن الغرض الأساسي من حفزهم هو حمل كل واحد منهم على ان يستغل قدراته إلى أقصى ما يستطيع وعلى الحيلولة دونه أن يحيد بها إلى التبذير .. كما يجب أن نذكر أن الإسراف في بذل الجهد يؤدي إلى التعب وأن التعب من شانه خفض الكفاية الإنتاجية وضيق العامل بعمله .. ومن أجل هذا يتعين على القيادات أن تصطنع البواعث لزيادة رغبة العامل في العمل المثمر لافي العمل المتعب .. وأن تستخدمها كوسيلة لتشجيعهم على تحسين مهاراتهم وتعلم إحدى في العمل على ألا تكلف نفس إلا وسعها. التعامل الجيد يزيد من حجم الإنتاجية وقال السيد عبدالرحمن بن محمد العبيدان مدير مؤسسة العبيدان : ان التعامل الجيد مع العاملين ورفع روحهم المعنوية يعتبر هدفا أساسيا في تسيير العملية الإدارية والإنتاجية مشيرا إلى أن الإدارة إذا ما فشلت في تحقيق الانسجام بين العاملين سيؤدي ذلك إلى أضرار بالغة بالإنتاج وتذمر شديد بين العاملين واستياء بالغ من العمل. واضاف: انه يستوجب من إدارة المؤسسة العمل على اتباع الأساليب التي تعمل على رفع الروح المعنوية لدى العاملين والعمل على تهيئة المناخ الإداري الصحيح البعيد عن التوترات والتأكيد على إعطائهم حقوقهم كاملة وحق التعبير عن آرائهم بما تسمح لهم مكانتهم بالمؤسسة بما يشعرهم حقا انهم أصحاب المؤسسة والمسؤولون عنها مؤكدا ان هذه الأساليب تجعل العاملين يبذلون عن رضا كل جهدهم لتقدم المؤسسة ورفع كفايتها الإنتاجية .. وهذا يتطلب ان تكون إدارة المؤسسة واعية لروح العصر ومخلصة لمصلحة المجتمع. وأشار: إلى ان الروح المعنوية تلعب دورا أساسيا في حياة العامل وفي مستوى إنتاجه واستمراره في المؤسسة وفي استخدامه لطاقاته ومواهبه خير استخدام وكذلك تؤثر الروح المعنوية تأثيرا كبيرا في نسبة الحوادث والإصابات التي تقع للعمال أو الموظفين داخل المؤسسة الإنتاجية. يؤذيه قيام المصلحة على حسابه وقال السيد احمد سالم السويلم: أن العامل إنسان يشعر بكرامته ومكانته ومقامه ومصالحه وارتباطاته الاجتماعية وانتمائه القومي يؤذيه أن يرى المؤسسة تعمل على أداء مصالحها بوسائل أو طرق تمسه هو أو تؤذيه وعلى الرغم من أنه يعمل لقاء أجر .. لكن المال لا يكفي في حسن تكيف العامل مع عمله واندفاعه نحوه .. ولابد للعامل أن يتأثر في حسن العلاقة القائمة بينه وبين الإدارة التي تمثل المؤسسة. وأضاف:أن الإداري الذي يحتك بالعامل خلال عمله إنما يعكس إرادة المؤسسة بالنسبة للعامل .. وهذه العلاقة ذات أثر كبير على إنتاج العامل وكل إساءة من الإداري للعمل أو الموظف ستعكس موقفا ساخطا يؤثر على معنويات ولهذا فأن التعاون يؤدي إلى خلق جو تسوده روح الاحترام المتبادل. وأكد : ان العمل في المؤسسات يقوم على التعاون ويتأثر الإنتاج بمقدار صلابة هذا التعاون وصدقه كما يتأثر الإنتاج والعامل بما يتولد عن هذا اللقاء مع الآخرين والعمل معهم من تفاهم أو تفاخر.