يقصد بالروح المعنوية المزاج السائد بين الأفراد الذين يكونون جماعة، والثقة في الجماعة والاخلاص لها والاستعداد للكفاح من أجل أهداف الجماعة وتماسكها. وتوجد عدة مظاهر تدل على ارتفاع الروح المعنوية للجماعة منها: * قلة المشاحنات بين أعضاء الجماعة. * شدة تمسك الأعضاء بعضويتهم في الجماعة وفخرهم بالانتماء إليها وكذلك سعي الأعضاء لتحقيق أهداف الجماعة ودفاع أعضاء الجماعة وحرصهم على بقائها وتدعيمها بما يكفل لها الاستمرار والنجاح. ولا شك أن رفع الروح المعنوية للعاملين في المنظمة هدف أساسي ينبغي على الإدارة أن تعمل على تحقيقه لأن الفشل في الوصول إليه يؤدي إلى الإضرار بالإنتاج وتذمر شديد بين العاملين واستياء من العمل ولأجل رفع الروح المعنوية للعاملين يوجد عدة عوامل يجب أن تأخذها الإدارة في الاعتبار وهي: * تحسين الظروف الطبيعية للعمل. * اتباع أسلوب إداري رشيد يسود مختلف المستويات الإدارية في المنظمة. * تدريب المسؤولين عن الإدارة والإشراف على كيفية تهيئة المناخ الإداري الصحيح وتنظيم الجماعات رسمياً على غرار التنظيم غير الرسمي والاستخدام الرشيد لظاهرتي التعاون والتنافس. * التنفيذ الفعلي لنصوص اللوائح والقوانين المتعلقة بإشراف العاملين في المؤسسة في إدارتها أي إعطاء العاملين حقهم في أن يكون لهم رأي في إدارة المؤسسة وسيرها بما يشعرهم حقاً بأنهم أصحاب المؤسسة والمسؤولون عنها وبالتالي يبذلون عن رضا كل جهدهم لتقدم المؤسسة ورفع كفايتها الانتاجية. * التنفيذ الفعلي لنصوص اللوائح والقوانين المتعلقة بإشراك الموظفين في أرباح المنظمة إذا نصت على ذلك وهذا يشعرهم بأنهم لم يبخسوا هذا الحق وأن العدالة قد روعيت في توزيع هذه الأرباح على مختلف مستويات العاملين في المنظمة. * العدالة التامة في معاملة العاملين بالمنظمة وتطبيق اللوائح والقوانين بالعدل والموضوعية والمساواة وذلك فيما يتعلق بعمليات شؤون الموظفين مثل الترقية والاختيار والمكافأة أو الجزاء وعدم تدخل العلاقات الشخصية. * رفع الحد الأدنى للأجور بحيث يكفل للعامل حداً من المعيشة الإنسانية الكريمة ولا يضطره إلى اللجوء إلى الكسب بطرق غير مشروعة. * الحد من كافة مظاهر الإسراف المختلفة سواء في المرتبات أو المكافآت أو التجهيزات أو التأثيث بما يدعم لدى العامل اطمئنانه على ميزانية المؤسسة وإحساسه بضعف الفوارق بين مستويات المعيشة. * تأمين العاملين ضد النقل التعسفي والإصابات والأمراض ومختلف أوجه التأمينات الاجتماعية. * إتاحة فرص الترقي أمام العاملين وعدم تعيين فرد جديد من خارج المؤسسة وخاصة في المناصب القيادية إلا إذا استحال ترقية فرد من الموجودين على رأس العمل لأن هذا يشعر العاملين بالأهمية ويجعلهم أكثر ولاء للمؤسسة ويكون التفاهم بين الرئيس والمرؤوس أكثر قوة. * تبادل الرأي بين الإدارة والعاملين في كل ما له علاقة بالعمل والعمال وذلك عن طريق النشرات وإقامة الحوارات والندوات والمحاضرات. * دراسة اتجاهات العاملين وآرائهم دراسة علمية موضوعية للوقوف على مشاكلهم وهمومهم ومعالجتها. * أن يكون المسؤول الأول في المنظمة قدوة صالحة في إخلاصه للعمل أو إخلاصه للعاملين معه أو في المثل والمبادئ السامية. * مؤاخذة المنحرفين من المسؤولين بشدة وذلك في حالات مثل الاختلاس والرشوة والاهمال لأن التعاون في محاسبة المنحرفين يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين ويؤدي إلى كثرة المخالفات. * يجب على الإدارة أن تجاهد وتسعى لتحقيق المناخ المادي والاجتماعي والنفسي اللائق لكرامة العاملين وإنسانيتهم. * تهيئة الفرص للعاملين لمزاولة الأنشطة الترفيهية والتثقيفية والاجتماعية والرياضية بتكلفة رمزية أو مجاناً كالرحلات وإقامة النوادي الرياضية والاجتماعية وإقامة الندوات واللقاءات. * إصدار مجلة دورية باسم المؤسسة تكون وسيطاً لنقل الأفكار والآراء والمعلومات بين الإدارة والعاملين والجمهور على أن تفتح هذه المجلة صدرها لكافة الاتجاهات والآراء مهما كان مصدرها كما تتولى مناقشة والرد عليهما في ضوء الواقع. ويمكن للمجلة أن تتلقى شكاوى العاملين واستفساراتهم وتتخذ اللازم في فحص المسؤوليات لها وإنصاف المظلومين كما أن مجرد وجودها بهذه الصورة يجعلها تؤدي دوراً رقابياً على المستويات الإشرافية داخل المؤسسة فتستقيم خشية كشفها ومحاسبتها. ولمصلحة كل من المنظمة والعاملين يجب أن تهتم كثيرا إدارة المنظمة بوسائل رفع الروح المعنوية وهي وسائل لا تكلف وفائدتها المحققة تعادل أضعاف ما تكلفه بل إن الإنتاج يكون عرضة للانهيار إذا انهارت الروح المعنوية للعاملين، والجدير بالذكر بأن هذه العوامل منها ما ينطبق على القطاع العام ومنها ما ينطبق على القطاع الخاص ومنها ما ينبطق عليهما معاً. * معهد الإدارة العامة قطاع الموارد البشرية