لا شك أن النظريات الإدارية كثيرة ولا تعد ولا تحصى وهي تتطرق جميعها إلى عدة أمور تتعلق بالحياة في العمل، وتتركز على تقديم الحلول المختلفة لرفع الإنتاجية وكفاءة الأداء، ولعل في نظري أن النظريات التي تمس التعامل الإنساني مباشرة هي النظريات الإدارية التي تستحق الإشادة والتقدير، لأنها تهدف إلى جعل العاملين من رؤساء ومرؤوسين فريق واحد بهدف واحد ، يسعى كلا منهم إلى إنجاح المؤسسة في كافة النواحي وبخاصة في مجال السمعة والمكانة. ومن هنا أورد ما يمكن ان يعرف او يطلق عليه الإدارة بالدبلوماسية والتي لها تأثير خارق وهائل على نفوس البشر في أداء العمل وسمو التعامل.. وهي دافع معنوي قوي لتسهيل أداء الموظف إلى ما يقارب الوجه الأكمل ، حيث ان هذا النوع من التعامل يعمل على توفير البيئة المناسبة للعمل التي قد تجعل الجميع يعطي أكثر بنفسية راضية حبا في مؤسسته وفي عمله ، وقد تجعل الموظف يشعر بداخله بالتقصير تجاه مؤسسته ليكون الالتزام وبذل الكثير من الجهد ناتج عن حبه للعمل وانتمائه للمؤسسة ، وقد قيل ( إذا لم تشعر بأن عملك هو أسرتك الثانية فاتركه ) ويكفينا درسا أن ( الدين المعاملة ) وبنظرة فاحصة فإن هذا المنهج قد يساعد على الإبداع وزيادة الإنتاج في العمل، ولكنه قد يوصف بالضعف خاصة في حالة غياب الرقابة أو التهاون في اتخاذ القرارات اللازمة ضد أي مخالفة أو فساد، أو في حالة انتشار ما بات يعرف (بالكيل بمكيالين) وهي اللغة التي يستخدمها بعض التنفيذيون في إدارة مؤسساتهم والتي تعطي أفضلية في التعامل والمميزات لموظف دون غيره ، وهذا الأسلوب يجعل المتضررين منه يشعرون بعدم الرضا وقد يسودهم إحساس بالظلم جراء ذلك ، وبالتالي ينعكس أداء عملهم سلباً على الإنتاج ، فيجب أن تكون الإدارة قوة مطمئنة للجميع ومحل ثقة في المعاملة تجمع بين السلوك والقيم المثالية وأسس ومبادئ نظام العمل.. وأن لا تعتمد فقط على قوتها الصلبة في اتخاذ قراراتها ، كما يجب أن تكون الرقابة صارمة وحازمة مع الموظفين كافة دون تمييز موظف عن موظف آخر من أجل تحقيق تنمية وتطوير العمل وانسجام روح التعاون بين جميع العاملين.