عزيزي رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: القضايا الاجتماعية في هذا المجتمع المبارك تشكل نسبة كبيرة, ففي المنزل لاشك ان هناك مشاكل, كذلك في الوظيفة كذلك ايضا في الاحياء السكنية فيما بين الجار وجاره وهكذا وما اردت ان اطرحه في هذه الصفحة هو قضية المشاكل بين الجيران والاختلافات التي ادت الى التقاطع والتباغض الذي نلحظه في هذا الزمن, والاسلام دين السماحة والكرامة قد حفظ للجار حقوقه وكرامته وبين عظيم منزلته وقدره, بل وحتى من شدة تكريمه له اوشك ان يضمه الى الورثة يدل على ذلك حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث قال (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه), لكننا اليوم ومع الاسف نرى خلاف ذلك فبعض الناس قد اعلنها حربا دموية على جاره بسبب موقف سيارته وذاك قد عم غضبه بسبب خصومة اطفال, وقل ان تجد تلك المعضلة التي تستحق هجر الجار لجاره. اما عن بعض مظاهر القطيعة التي قد يلحظها كل من يدقق النظر في هذه القضية, فهي بحسب ما نراه من الحال واما هذه النقاط فهي الدارجة عند الاغلبية من الناس وهي: قلة الزيارات فيما بينهما بل حتى قلة او عدم المكالمات الهاتفية. عدم الاهتمام من كلا الطرفين بالآخر اما بالظروف الصحية او المادية او الاجتماعية وهذا لا يولد الا التباغض. قد يصل الامر عند بعضهم لان يمنع من يعول من زيارة الجيران وهذا يفعله بعض اولياء أمور الأمر. وعلى هذا قس ولو اردنا ان نرجع عجلة التاريخ ونعود للماضي القريب عهد الآباء والاجداد لوجدنا الصورة المشرفة التي تستريح لها النفوس وترتاح لها القلوب ولو صح التعبير لاستطعنا ان نقول انهم كانوا يعيشون جميعا في بيت واحد فالكل سواء فهم في ذلك الزمن يمثلون القلوب الصافية والانفس السليمة بحق, ولا اظن التي نقلت عنهم الصورة الصحيحة الكاملة فاسألوهم ان كنتم تريدون المزيد. وكما ذكروا في السابق ان الاسلام كرم الجار وحفظ له حقوقه وواجباته وجعله في مكان سامق وعال, كذلك سلفنا الصالح رضوان الله عليهم قد عرفوا للجار منزلته العظيمة ويتجلى ذلك من خلال اقوالهم التي سجلت لهم, منها ما قاله الامام الشافعي رحمه الله ايضا قول سليمان الحكيم الجار القريب خير من الاخ البعيد بل حتى من هم عن الشريعة السمحاء مبتعدون قد عرفوا هذه الاحقية العظيمة للجار فيقول احدهم: من كان له جار ممتاز فانه يملك كنزا ثمينا كذلك المثل الروسي الذي يقول: من يرم الشوك لدى جاره يرد لينبت في حديقته) هذه الاقوال نقلا عن موسوعة روائع الحكمة والاقوال الخالدة. اذا هاهي الاقوال التي توصي بالجار خيرا, والقضية اليوم ليست قضية جهل الناس بهذه الاقوال وليس كذلك جهلهم بقيمة الجار لكنها قضية تلاعب الشيطان بالناس حيث دس فيما بين الجيران المشاكل التافهة, فليرتفع كل فرد بنفسه عن هذه المشاكل التي لا تستحق كل هذا الهجر, كذلك لا احسن من ان يتخذ كل جار تجاه جاره احد هذه الامور ويعمل بها لتكون عونا بعد الله للتآلف والتكاتف فمنها: 1- ترتيب وتحديد الزيارات والجلسات. 2- الاخلاص مع الجار ونبذ كل هذا الشقاق والنزاع. 3- الاحسان الى الجار بكل ما يعنيه الاحسان. 4- القيام بنشر الكتيبات والمسابقات الشهرية داخل الحي وما ذاك الا ليتكاتف الجميع. وبعد هذه الكلمات التي ذكرتها اختتم بدعوة صادقة ومن القلب لكل فرد من افراد هذا المجتمع النبيل لاهمس باذنيه: ان عليك بجارك خيرا, وليحسن كل الى جاره فالمسألة لا تستحق. @@ محمد بن عبدالعزيز الكريديس - بريدة