اعتبر رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة، الجنرال ريتشارد مايرز، ان القوات الاميركية تلقي بالذهب في الاوحال، من خلال استخدامها المفرط لصواريخ كروز والقذائف الموجهة، ذات الكلفة الباهظة في العراق، ومن دون تحقيق أي تقدم جوهري في ارض المعركة. ووفقا لتقرير البنتاغون، فقد اطلق الاميركيون خلال ستة ايام منذ بدء الحرب اكثر من 600 صاروخ توماهوك الذي يصل ثمنه الى اكثر من مليون وربع المليون دولار واكثر من 4300 قنبلة موجهة تصيب الهدف بدقة في العراق. وقد قصفت الاهداف التي تم تحديدها قبل الحرب، بما بين 3-7 مرات، بهذه القذائف والصواريخ، غير ان ذلك لم يكن له أي تاثير على القدرة القتالية للجيش العراقي. وقد شكل الاستخدام الزائد للقذائف الموجهة وصواريخ كروز، مصدر قلق للقيادة العسكرية الاميركية، التي عمدت الى خفض امدادات العمليات العسكرية بهذه الصواريخ ومن بينها صواريخ توما هوك بمقدار الثلث. وفي حال استمرت القوات الاميركية على معدل الاستخدام الحالي لصواريخ توما هوك، فسوف تجد الولاياتالمتحدة نفسها خلال ثلاثة اسابيع، امام مشكلة. ونفس الحالة تنطبق على الانواع الاخرى من القذائف الموجهة، ومعدل استخدام هذه القذائف، لا يعادل النتائج التي يتم تحقيقها منها على ارض المعركة. ومن ناحيته، رأى الجنرال ستانلي ماكريستال، ان الانجازات الحالية في ارض المعركة لا تبرر الحجم الكبير لانفاقنا عليها..العدو يستخدم نظاما من الاسلحة الرخيصة لتحقيق اهداف ننفق نحن مليارات الدولارات على اسلحة متطورة من اجل الوصول اليها. ويصف الخبراء العسكريون الاميركيون هذه الحرب منذ الآن بانها وصلت الى مرحلة ازمة.. ويقولون انه كان يكفي العدو (القوات العراقية) اظهار قدر بسيط من المقاومة وبعض التفكير الخلاق حتى بدأ تفوقنا التكنولوجي في فقدان معناه سريعا. وتبدي القيادة الميدانية قلقا حيال التحركات المتنامية للمقاومة العراقية في خطوطها الخلفية، والتي نجحت الى حد بعيد في شل تقدم القوات الأمريكية البريطانية. وبالاضافة الى ذلك، فان هناك مقاومة مسلحة فعالة في القرى التي تمت السيطرة عليها من قبل التحالف، والتي تقوم كذلك بمهمات استطلاعية لصالح القيادة العراقية، وتشن هجمات منظمة على جنود التحالف. وخلال يوم الثلاثاء وحده، فقدت قوات العدوان اكثر من 30 عجلة ومدرعة خلال مثل هذه الهجمات.. وايضا، اعلن عن فقدان سبعة جنود ومقتل ثلاثة واصابة عشرة. وكان الرئيس الاميركي بوش، قد عقد اجتماعا عاجلا لاركان قيادته بهدف الخروج من مازق عدم تمكن القوات الحليفة من تحقيق انجازات على الارض. وقد وصف وزير الخارجية، الجنرال السابق، كولن باول، الوضع الراهن في ساحة المعارك بانه غير فعال ويقود الى ازمة.. محذرا من ان الحال اذا ما استمر على ما هو عليه مدة شهر اخر فانه سيقود الى نتائج سياسية لا يمكن توقعها. وأمهل الرئيس بوش قادته الميدانيين اسبوعا واحدا فقط لتحقيق تقدم جوهري على الارض.