تختلف التصريحات والتوجهات المتعلقة بكأس العالم للشباب في كرة القدم (دون 20 عاما) التي كانت مقررة في الامارات من 25 مارس الماضي الى 16 ابريل الحالي واجلت الى موعد لاحق، لكن تفسيرها يصب في خانة واحدة تتمثل بنقلها من الامارات الى دولة اخرى. وتتراكم اسباب عدة كامنة وراء هذا التفسير اهمها مفاعيل الحرب الحالية على العراق، وصعوبة اختيار الموعد المناسب لاقامة النهائيات في الفترة المقبلة، ومسألة تصفية الحسابات التي تحولت الى مادة خصبة في وسائل الاعلام الخليجية وتحديدا الاماراتية منها. ورغم ان الاتحاد الدولي (فيفا) لم يصدر قرارا رسميا حتى الان بنقل البطولة الى بلد آخر، لكن النقاش الجاري حاليا حول هذه المسألة يأتي بعد تصريح لرئيس الاتحاد الاسيوي وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا القطري محمد بن همام لوكالة فرانس برس اكد فيه انه يفضل شخصيا ان تنقل البطولة الى بلد آخر غير اسيوي، لكن قد يصدر قرار الفيفا قريبا لان المنتخبات المشاركة يجب ان تكون على بينة من الموعد الجديد لوضع البرنامج الملائم لاستعداداتها. ولا بد من الاشارة بعد كل هذه المعطيات الى ان مونديال الشباب في الامارات كان في البداية ضحية تداعيات الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة وبريطانيا منذ نحو اسبوعين على العراق والتي بدأت قبيل الفترة المحددة اصلا لانطلاق المونديال وادت الى قرار في 6 الماضي بالتأجيل. ويعتبر تصريح رئيس الاتحاد الاماراتي لكرة القدم رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم للشباب الشيخ سعيد بن زايد الى صحيفة الاتحاد الاماراتية انه ليس متفائلا باقامة المونديال في الامارات هذا العام اول اعلان اماراتي مباشر بامكانية نقل البطولة. لكنه تطرق الى مسألة تصفية الحسابات ايضا قائلا : ساورتني الشكوك منذ ان كلفت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي كلا من السويسري جوزيف بلاتر والقطري محمد بن همام في اجتماعها الاخير في 6 اذار/مارس الماضي بتحديد مصير مونديال 2003، لا سيما ان كل الدلائل تشير الى ان هذين الشخصين تحديدا لا تزال لديهما رغبة في تصفية الحسابات على ضوء ما افرزته انتخابات رئاسة الفيفا التي جرت في كوريا الجنوبية خلال شهر مايو الماضي وكان الاتحاد الاماراتي اعطى موافقته على تأييد بلاتر في انتخابات الفيفا التي اقيمت في كوريا قبل انطلاق مونديال 2002 بعد زيارة الاخير الى الامارات على هامش معرض سوكريكس، لكن الموقف الاماراتي تغير لمصلحة المرشح الثاني على منصب رئاسة الفيفا الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي. وتأتي مسألة تحديد موعد جديد للنهائيات لتزيد الامور تعقيدا حيث خاطب الفيفا الاتحاد الاماراتي طالبا منه تحديد الموعد بشكل لا يتعارض مع بطولاته ونشاطاته، وقال الشيخ سعيد في هذا الصدد : في الرسالة الاخيرة للفيفا اقترحت موعدين لاقامة البطولة في الامارات، الاول في بداية شهر سبتمبر المقبل، والثاني بعد شهر رمضان، ومع ذلك فان لدي الف سبب لعدم التفاؤل. فابن همام اكد تمسكه بموقفه وطالب بان تقام البطولة في دولة غير اسيوية لتحفظ الامارات حقها في تنظيمها مرة ثانية قد تكون عام 2005 او 2007، واعتبر انه لا يمكن تنظيمها في الامارات في الشهرين المقبلين لانه لا احد يعلم متى ستنتهي الحرب، كما رفض تعارضها ايضا مع شهر رمضان. ويبدأ شهر رمضان في الاسبوع الاخير من شهر اكتوبر. ولكن روزنامة الفيفا تزدحم بالاحداث والبطولات في الفترة المقبلة، فمن 18 الى 29 يونيو تستضيف فرنسا كأس القارات التي تشارك فيها ثمانية منتخبات هي فرنسا والبرازيل بطلة العالم وتركيا ونيوزيلندا واليابان والولاياتالمتحدة والكاميرون وكولومبيا. وتستضيف فنلندا بطولة العالم للناشئين (دون 17 عاما) من 13 الى 30 اغسطس، والصين بطولة العالم للسيدات من 23 ايلول/سبتمبر الى 11 اكتوبر، والدوحة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في اكتوبر ايضا، وتقام في ديسمبر قرعة نهائيات كأس العالم عام 2006 المقررة في المانيا. كما ان درجات الحرارة والرطوبة تكون مرتفعة جدا في منطقة الخليج في اشهر الصيف بحيث يكون من الصعب خوض المباريات فيها. وتقام في المنطقة ايضا بطولة مهمة هي كأس الخليج السادسة عشرة المقررة في الكويت في النصف الثاني من ديسمبر ونقل الفيفا في السابق كأس العالم للناشئين (دون 17 عاما) من الاكوادور الى ايطاليا عام 1991 لاسباب سياسية، وكأس العالم للشباب (دون 20 عاما) من نيجيريا الى قطر عام 1995 لاسباب صحية.