بدأ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري سيب جوزيف بلاتر الترويج لحملته الانتخابية في أول ظهور له بعد زيارته للعاصمة القطرية الدوحة، وذلك عندما تحدث أمس بزهو عن بلوغ دخل «الفيفا» 3.4 بليون دولار، مشيراً إلى أن 70 في المئة منها تذهب إلى تطوير كرة القدم في العالم، ملمحاً إلى اختلاف وضع «الفيفا» المالي في المرحلة الحالية عن الوضع السابق حين قال: «لو نظرنا إلى الدخل وكيف كان يعمل الاتحاد الدولي سابقاً وما وصل إليه اليوم يمكن أن نعترف بصراحة بأننا قطعنا خطوات جبارة وكبيرة جداً ما بين الماضي والحاضر». وعلى رغم أن بلاتر نفى أن تكون هناك أي مقايضة بينه وبين رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام حول انتخابات رئاسة «الفيفا» المقررة في أيار (مايو) 2011، وهو ما نشرته صحيفة «الحياة» في عددها الصادر أول من أمس (الأحد)، إلا أنه اعترف بوجود اجتماع تم بين الطرفين في مطار الدوحة الدولي. وعلمت «الحياة» أن اجتماع بلاتر وابن همام ناقش أموراً عدة، وأن الطرفين اتفقا على الكثير من الخطوط العريضة حول المرحلة المقبلة، ومن بينها تراجع ابن همام عن ترشحه المزمع على كرسي رئاسة «الفيفا» في مقابل دعم استضافة قطر مونديال 2022. وبدا جلياً من تصريحات بلاتر أمس (الاثنين) خلال زيارته للمقر الجديد للاتحاد الإماراتي لكرة القدم في دبي، على هامش حضوره فعاليات مؤتمر «سبورت اكورد» الدولي، أنه بدأ في الترويج الفعلي لترشيحه لمنصب الرئاسة، إذ بدا مزهواً بما يعيشه الاتحاد الدولي من طفرة مالية، محاولاً التأكيد على ما قام به من نقلة في إيراداته حين قال: «عندما دخلت الاتحاد الدولي لم تكن توجد مبالغ مالية لصرف الرواتب، واعتبرت أن هذا الأمر غير إيجابي، لأني وجدت نفسي احتياطياً لفريق من 11 لاعباً»، في إشارة إلى أنه الرئيس رقم 12 ل«الفيفا». ونفى بلاتر أثناء وجوده في دبي أمس أن يكون ضد ترشّح رئيس الاتحاد الآسيوي لانتخابات رئاسة «الفيفا» المقررة في مايو 2011، أو أن تكون هناك مقايضة معه، وقال: «لا توجد أي مقايضة بسحب ابن همام ترشيحه من انتخابات رئاسة الفيفا في مقابل قيامي بدعم ملف قطر لتنظيم مونديال 2022». وكان بلاتر زار قطر وحضر المباراة النهائية لكأس ولي عهد قطر التي جمعت الغرافة والعربي السبت الماضي، ما زاد من حدة التكهنات حول صفقة بين رئيسي الاتحادين الدولي والآسيوي. وتابع بلاتر: «قابلت ابن همام، وتحدثنا على هامش نهائي كأس ولي العهد لمدة 5 دقائق، كما كانت هناك جلسة في المطار، لكني أرى أنه يوجد من يريد بناء قصة سلبية، أو أن هناك معلومات خاطئة، أنا لم أقل مرة واحدة إني ضد ترشّح ابن همام لرئاسة الاتحاد الدولي أو إنه لا يصلح لهذا المنصب، وعلى العموم لن أتحدث حالياً عن انتخابات رئاسة فيفا، ولا وقت لديّ للتفكير في هذا الأمر، كل تركيزي ينصب حول نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في حزيران (يونيو) المقبل. وفي محاولة لتبرير لغة المديح التي اتبعها لإمكانات قطر قال بلاتر: «عندما أزور كل اتحاد ودولة تريد تنظيم كأس العالم من الطبيعي أن نشجع تلك الدولة ونحث مسؤوليها على القيام بهذه الخطوة الجبارة، لقد قامت قطر بتنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 وكانت بطولة أكثر من ناجحة، وهذا يدل على القدرات التي تتمتع بها وحسن التنظيم، ولا يمكن القول انني ادعم ملف قطر أكثر من ملف آخر». وكانت لهجة بلاتر اختلفت في الدوحة عنها في العاصمة السعودية التي زارها في ال 22 من شهر آذار (مارس) الماضي إذ قال حينها ان عامل المناخ «ربما يكون أحد الأسباب التي أدت إلى عدم استضافة الدول العربية لكأس العالم» لافتاً إلى أنه ليس من السهل تغيير توقيت وتقويم الفيفا ولكن هناك متسع من الوقت للحديث عن هذا الأمر». لكن موقفه المتحفظ شهد تحولاً في زيارته الأخيرة للعاصمة القطرية حين قال: «العالم العربي يستحق استضافة كأس العالم، وقطر تملك حظوظاً جيدة لتصبح أول دولة في المنطقة تنال هذا الشرف». ورداً على سؤال حول الوضع المالي للفيفا في ظل الأزمة المالية العالمية حالياً قال بلاتر: «عندما تكون غنياً لا تتحدث عن أزمة مالية، ولو نظرنا إلى الخلف كيف كان الاتحاد الدولي سابقاً، وما وصل إليه اليوم يمكن أن نعترف بصراحة بأننا قطعنا خطوات جبارة وكبيرة جداً ما بين الماضي والحاضر». وتابع بلاتر: «طورنا عمل الاتحاد الدولي من خلال الشركاء، ومن خلالهم يمكن أن نسهم في تطوير الكرة في كل مكان، من دون أن ننسى الدور الأساسي لشبكات التلفزيون التي كان لها الدور الكبير في تعزيز موازنة الاتحاد الدولي من خلال عقود شراء البطولات التي ينظمها فيفا». وأكد بلاتر أن «70 في المئة من دخل الاتحاد الدولي من عقود الرعاية التلفزيونية و25 في المئة من عقود الرعاية التجارية و5 في المئة من أمور مختلفة»، كاشفاً أن «دخل فيفا حالياً يبلغ 3,4 بليون دولار». وقال بلاتر: «70 في المئة من الدخل يصرف على تطوير كرة القدم وعلى الأمور الإدارية وإقامة منافسات الفئات العمرية وبطولات الصالات والكرة الشاطئية، بينما لو نظرنا إلى أوروبا نجد أن 80 في المئة من دخل مسابقة دوري أبطال أوروبا تعود إلى الأندية الغنية، ما يسهم في إغناء الأغنياء أكثر وأكثر». وكشف بلاتر أن «فيفا سيقوم بمنح 200 ألف دولار لكل اتحاد وطني، كما سنعمل على تطوير الاتحادات من خلال مشروع الهدف، لذا يمكن أن أقول إننا مرتاحون وفي أمان لكننا لسنا أغنياء». وقال بلاتر: «بعد مونديال اسبانيا عام 1982 لم يكن فيفا يملك المال، وذهبنا إلى المصرف وقمنا بسحب سلفة بقيمة 200 ألف فرنك سويسري أنا وزميلي ارمين، لكن منذ مونديال 1986 في المكسيك اخذ الفيفا أمور المونديال على عاتقه وبدأ يجني الكثير من المال والأرباح».