دخلت الازمة العراقية باشتعال فتائل الحرب في نفق معقد ومتشابك افضى الى عدم قدرة اي محلل على التكهن بما سوف يرسمه المستقبل للعراق من ملامح، فالحرب عادة لا تخلف الا الدمار والوبال والخسائر في الارواح والممتلكات وتحطيم البنى التحتية، كما يحدث الآن في العراق، وللاسف انها ادت الى حرب اعلانية وملاسنات وبروز قاموس من الشتائم العراقية ضد عديد من الدول التي لا تضمر الشر للعراق واهله، ولا تزال سياسات معظم الدول العربية، بما فيها المملكة، تسعى لوضع نهاية لهذه الحرب الدامية، فتحكيم العقل باعادة الازمة العراقية الى مجلس الامن، للنظر فيها وفقا لمعطيات الشرعية الدولية هو الاسلوب الامثل لتسوية الازمة من جذورها، ولن يتحقق ذلك الا بوقف آلة الحرب التي رفضت دورانها كل الدول العربية، ومعظم دول العالم المحبة للعدل والحرية والسلام، فتغيير النظام العراقي من الخارج امر مرفوض ويعد تعديا واضحا على ميثاق الاممالمتحدة وتدخلا في شؤون الغير، فمصير العراق يجب ان يقرره العراقيون دون غيرهم، فهم الذين يملكون حق تقرير مصيرهم ومستقبل دولتهم، وهذا ما اعلنته المملكة مرارا وتكرارا قبل الحرب وبعد اندلاعها، وقد رفضت عطفا على هذا المبدأ التدخل في الحرب الدائرة حاليا في العراق او استخدام اراضيها لشن اية عملية عسكرية ضد العراق، فوقف الحرب يعد في جوهره اسلوبا حكيما لابد من اتخاذه قبل فوات الاوان، وقبل ان يخرج الامر عن السيطرة، فاستمرارية الحرب سوف تؤدي دون شك الى ظهور موجات من التوتر في المنطقة، كما انها سوف تصعد من كراهية الشعوب للولايات المتحدة، وليس من سبيل لتسوية الازمة العراقية الا بوقف الحرب اولا، ثم الشروع في حلحلة الازمة وفقا لما تقتضيه معطيات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.