حقيقة لا أستغرب عندما أسمع عن كثير من حالات الهجر الزوجية داخل البيوت.. خاصة بعد مضي السنوات الأولى من الزواج.. فمعظم المتزوجين من الرجال يشعرون بفتور العلاقة الزوجية مع شريكة حياتهم ليس بسبب الأولاد والخلفة كما تدعي بعض النساء.. وليس أيضا بسبب فراغة عين الزوج كما يقسم البعض الآخر منهن على ذلك..! لكن الحقيقة التي لا مفر من الاعتراف بها: هي معاملة الزوجات لأزواجهن فهي السبب الرئيسي لظاهرة هروب عقول بعض الأزاوج من البيوت وهروب البعض الآخر منهم جسديا أيضا.. ولن يكون هذا الموضوع لسرد النصوص الشرعية في وجوب استسلام الزوجة الكامل لمتطلبات زوجها أيا كانت وكيف ستكون.. طالما أن هذه الطلبات لم تتجاوز الأدب الشرعي..!! فهذه النصوص في متناول كل الزوجات ولا أظن أن إحداهن ينقصها العلم بها.. بل النقص كل النقص في تطبيق ما جاءت به النصوص بعد قناعة كاملة يتلبسها بها عقل المرأة وعاطفتها.. بل وكل ذرة من جسدها.. والبنات الخليجيات بشكل عام نشأن في ظروف تربوية وإعلامية جعلتهن ينظرن لأزواجهن نظرة التساوي والندية في كل شيء حتى في صلاحية اتخاذ القرار داخل البيوت الزوجية..!! ودعوني أدخل في صلب الموضوع قبل ما يهرب مني.. وأتوه مرة أخرى أبحث عنه.. وصلب الموضوع يا ستي ولا سيدك إلا أنا - على قول آبائنا لزوجاتهم الموافقات على العبارة نصا وروحا.. هو عن السلوكيات التي تكسب بها أية زوجة قلب زوجها وعقله فيحب بيته.. ويشتاق للعودة إليه كلما خرج منه.. كأنه الطير الذي يغيب طول النهار بحثا عن رزقه ولا يرتاح إلا إذا رجع لعشه أو كأنه سمك الساردين الذي يقطع آلاف الأميال البحرية ليرجع لموقعه الأول ومسقط رأسه الذي يهواه.. ويبذل الغالي من روحه ليصل إليه.. فالزوج - سيدتي المتعلمة - ليس في حاجة لزوجة مثقفة تدوش دماغه بأطروحاتها الفكرية والعلمية.. لتدحض بها رأيه السخيف والقاصر..! بل الزوج يا صاحبة العلم والشهادة الجامعية في حاجة لمن يقف معه ويرفع معنوياته ويقدر جهوده حتى لو كانت متواضعة وعلى قد حالها.! والزوج - سيدتي المتذاكية - لا يطيق زوجة تتنصت عليه تحسب كل شاردة وواردة.. لا يا سيدتي , الزوج يقدر الزوجة التي تعرف ان تبرر لزوجها تقصيره.. وتكون كاتمة سره وحالة ولا أظنه يتسامح مع من تتصيد أخطائه على الطالع والنازل وتشهر به في كل محفل تشهده..! والزوجة الجميلة وكل النساء جميلات إذا عرفن كيف يظهرن هذا الجمال هي التي تعرف كيف تلفت نظر زوجها بتسريحة شعر جديدة كل أسبوع وهي التي تعرف كيف تعطر أنف زوجها بنظافة جسدها كله - ما خفي منه وما ظهر - فلا تجلس بجواره إلا وتمتع حاسة الشم عنده بكل عبير طيب ومفرح..! والزوجة الأنيقة سيدتي.. ليست من يتحدث المجتمع عن تعدد فساتينها بل هي التي تتأنق لزوجها كل ليلة كأنها في ليلة زفافها .. وتقول له شبيك لبيك جاريتك بين يديك..!! والرجل منا - سيدتي لا يرغب في تبريد غرفة نومه بلوح ثلج يستلقي بجانبه على السرير فمكيفات الهواء هذه الأيام قامت بالمهمة خير قيام..!! ولكنه يسعد بزوجة تسعد لياليه كأنه شهريار زمانه.. فلا تترك خلية من جسده إلا وتطبع بصمات حبها عليها.. ولا تدخر أسلوبا أو حركة تعرفها أو تتخيلها إلا وتفاجأ بها ليلة بعد ليلة..!! والرجل منا - سيدتي المتعالية - ليس إلا طفلا في حجم رجل كبير.. يتعلق بكل سذاجة بمن تعرف كيف ترضي غروره وتشعره بأنه الكل في الكل.. بينما هي تستطيع بهذا الأسلوب الذكي أن تأخذ منه كل ما تريد بدءا من عقله وقلبه.. وانتهاء بأصغر طلب تتمناه..!! والرجل منا - سيدتي يا ست البيت - لا يحتاج لطاهية تنافس أشهر الطباخين بل تكفيه وتملك قلبه ومعدته (كما يقول المثل : الطريق إلى قلب الرجل يمر عبر معدته) من تعرف كيف تطهو بيدها- وليس بيد خادمتها - صنفا واحدا أو صنفين تتقن طبخهما وطريقة التقديم المغرية لهما .. بل وترفع بيدها الناعمة والجميلة لقيمات تضعها في فم زوجها كأنها ترضعه حبها وحناتها وكل أشواقها الحارة..!! هذا سيدتي الطيبة بعض من سلوكيات وأفكار الزوجة التي استطاعت أن تملك قلب زوجها وعقله.. فأصبح كلما غاص في هموم عمله وانشغالاته.. لم يجد ما ينتشله منها إلا يد حانية ومحبة يعرفها ويشتاق إليها, فيطير إليها.. وليس مستعدا أن يتخلى عنها يوما من الأيام أو ساعة من الساعات.. فهل أنت ممن تملك شيئا من هذه السلوكيات..؟؟ مشكلة البنات بشكل عام أنهن نشأن في ظروف تربوية وإعلامية جعلتهن ينظرن لأزواجهن نظرة التساوي والندية في كل شيء حتى في صلاحية اتخاذ القرار داخل البيوت الزوجية..!! باسم أحمد المنصور - الدمام