حاول رئيس وزراء أستراليا جون هوارد امس تبرير المناظر المروعة للضحايا المدنيين في العراق. وقال: يجب ألا تجعل الاستراليين يغفلون عن مشروعية الحرب في العراق. وأكد خلال اجتماع لرجال اعمال أن من المهم دائما أن نعود إلى الاساسيات ونذكر أنفسنا لماذا نحن مشاركون في الحرب. وأضاف إنها ليست مسألة دين، إنها مسألة عدالة ومسألة اتخاذ الخطوات الضرورية لمنع الهجمات ضد دول مختلفة بما في ذلك أستراليا في المستقبل. وذكر هوارد الحاضرين بأن مدى البؤس والموت في الحربين العالميتين السابقتين كان أكبر مما هو في العراق. و وصف الذين يعتقدون بأن أمد الحرب في العراق طال أكثر من اللازم بأنهم حمقى . وقال: إن الذين يقولون إن (الحرب) طالت أكثر من اللازم وإن استراتيجيتها فشلت وغير ذلك من الكلام، هم حقا أناس فقدوا الاحساس بالواقع. وفي مسعى لتهدئة التوتر في أوساط 300000 مسلم ، يعتزم هوارد إلقاء كلمة أمام اجتماع يعقده الاتحاد الاسترالي للمجالس الاسلامية هذا الشهر. ولكن دعوة رئيس الوزراء إلى حضور الاجتماع أدت إلى خلافات بين زعماء المسلمين هناك. وقال: سكرتير الجمعية المصرية الاسلامية محمد هلال إنه (هوارد) أرسل جنودنا الاستراليين ليقتلوا إخواننا وأخواتنا المسلمين الابرياء. كما دعا آخرون الاتحاد إلى رفض إلقاء هوارد كلمة خلال الاجتماع، ومن بين هؤلاء قيصر طراد المتحدث باسم مفتي أستراليا. وقال طراد: إن ديننا هو دين سلام .. فكيف يمكن أن نؤيد شخصا مولعا بالقتال؟. من جهة اخرى قالت استراليا امس ان المسؤولين الامريكيين الذين يعتقدون انه يجب ان تلعب الاممالمتحدة دورا في العراق بعد الحرب تغلبوا فيما يبدو على اولئك الذين يعارضون اي دور للمنظمة الدولية. غير ان وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر قال من واشنطن انه اتضح له ان حكومة الرئيس جورج بوش تعارض ادارة كاملة للامم المتحدة في العراق بعد انتهاء الحرب. وقال لهيئة الاذاعة الاسترالية انه بدلا من ذلك فان واشنطن تريد ان تنتقل السيطرة على العراق في اقرب وقت ممكن الى سلطة عراقية مؤقتة يعاونها مبعوث للامم المتحدة. واكد بعد مباحثات مع بوش ووزير الخارجية كولن باول ونائب الرئيس ديك تشيني ومسؤولين امريكيين آخرين ان واشنطن تتقبل فكرة تعيين ممثل خاص للامم المتحدة يقوم بدور مستشار لادارة عراقية. واشار: لا اعتقد ان الامريكيين يرون ان افضل حل هوالانتقال من احتلال امريكي من الواضح انه سيكون اول شيء يبدأ به بعد انتهاء الحرب الى احتلال للامم المتحدة لفترة زمنية طويلة يعقبها في نهاية الامر تولي ادارة عراقية. واضاف اعتقد ان الامريكيين يشعرون بأنه سيكون من الافضل كثيرا الانتقال من الاحتلال الامريكي الى ادارة عراقية في اسرع وقت ممكن. ويقول مسؤولون وخبراء امريكيون ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والبنتاجون يريدون اقصى سيطرة ممكنة على شؤون اعادة اعمار العراق واختيار حكومة ما بعد الحرب. وقال داونر انه شدد في اجتماعاته في واشنطن على ان استراليا تعتزم ان تحافظ على مركزها اكبر مورد للقمح للعراق بعد الحرب. مشيرا الي انه لقي ردا ايجابيا من واشنطن.