تعاني بعض مناطق المملكة من انتشار أمراض الدم الوراثية خاصة المنطقتين الشرقية وجازان اللتين تهددهما مشكلة ارتفاع معدلات الأمراض الوراثية. وتصل نسبة الاصابة بهذه الأمراض في الأحساء ما بين 27 % إلى 30 % بين السكان وتعد من أكثر مناطق العالم إصابة به. ويرجع ذلك إلى عوامل وراثية ترتبط بعادات اجتماعية شائعة في المملكة، ويعد زواج الأقارب إحدى السمات البارزة التي تساهم في ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية. وقد اكدت توصيات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ضرورة اعتبار الأمراض الوراثية من أولويات الاستراتيجيات ضمن خطط التنمية الوطنية واعتبار الفحص عنها قبل الزواج من المتطلبات الملحة.ويصاب عشرات الالاف من الاطفال سنويا بسبب عدم اجراء الفحص قبل الزواج تأخر القرار تشير مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية التابع للجنة خدمة المجتمع بمستشفى الملك فهد في الاحساء هدى المنصور الى المساوئ الكثيرة التي يحدثها تأخر اصدار قرار الفحص قبل الزواج على المجتمع من أهمها التسبب في إصابة عشرات الآلاف من الأطفال سنويا بهذه الأمراض وذلك على الرغم من توفر أجهزة الفحص وعلى الرغم من تأييد علماء الدين ومطالبتهم بتعجيل صدوره. وتضيف المنصور ان لجنة خدمة المجتمع تبنت مشروعا ضخما لمكافحة أمراض الدم الوراثية على مستوى المملكة وتهيئة الأهالي لتقبل الفحص بصورة إلزامية وقد قام المشروع بدراسة وتقييم برامج التوعية التي تمت خلال السنوات ال10 الماضية وما قام به خلال السنوات ال3 الأخيرة وأثبت المشروع من خلال دراسات لحالات واقعية واستبيانات عشوائية لمختلف شرائح المجتمع أن التوعية وحدها لا تكفي في مثل هذه الظروف وأن الوضع بحاجة لإلزام الفحص بجانب الاستمرار بحملات التوعية ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر وقد قام المشروع بأخذ مرئيات الأهالي حول تقبلهم إلزام إقرار الفحص عن هذين المرضين الوراثيين (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا) ووصلت نسبة الموافقين وإلزام المأذون بطلب الفحص عن أمراض الدم الوراثية المنجلية والثلاسيما (95%) وارتفعت إلى (97%) وتضيف المنصور: هناك مبررات عديدة لتعجيل صدور قرار إلزام الفحص عن أشد الأمراض الوراثية خطورة وانتشارا في السعودية حيث تصل نسبة انتشار أخطر أمراض الدم الوراثية إلى30% في حالة الأنيميا المنجلية تقريبا و20% في حالة أنيميا الثلاسيميا الكبرى وهي نسبة خطرة وحالات الإصابة في ازدياد لا يحتمل التأخير كما أن التكاليف المادية في حالة الفحص عن أمراض الدم الوراثية المذكورة أقل بكثير من فحص الأمراض المعدية التي قد تعادل خمسة أضعاف تكلفة الفحص عن الأمراض الوراثية المذكورة لذا فالفحص قبل الزواج هو السبيل الوحيد للوقاية وحماية الأجيال القادمة في حالة أمراض الدم الوراثية المذكورة بينما هذا الفحص لا يحقق الحماية من إصابة الأجيال القادمة في حالة الأمراض المعدية وإن كان من أحد الأسباب كما أن عدم إجراء الفحص قبل الزواج ليس هو السبب الأساسي في إصابة الأجيال بالأمراض المعدية، بينما نجد أنه هو السبب الرئيس الوحيد لإصابة الأجيال بأمراض الدم الوراثية المذكورة وتعد السعودية من أعلى النسب إصابة في العالم بهذين المرضين الوراثيين (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا) التراجع المدمر يؤكد سعيد محمد 26 سنة من الأحساء (مصاب بتكسر الدم الوراثي) على ضرورة التعامل مع عملية الفحص بشكل جدي خاصة من قبل المصابين بنوع من هذه الأمراض ويقول :لمعرفتي بأني حامل لصفة تكسر الدم الوراثي ولست مصابا به وكذلك معرفتي بما يعانيه المصابون من أقاربي بمرض التكسر فقد قررت أن أطلب نتيجة فحص الدم الوراثي للفتاة التي سوف أتزوجها قبل عقد القران. عبدالله الشهري قال ان عملية الفحص قبل الزواج مفيدة جداً لكلا الزوجين وانصح بها كافة الشباب والشابات المقبلين على الزواج لتدارك كثير من العيوب التي يمكن أن تنشأ بعد الزواج بسبب أمراض وراثية أو معدية ويرى عايد الشمري أن فكرة الفحص قبل الزواج تمثل أسلوب الحماية للأسر وهي مفيدة لتلافي انتشار أمراض معدية ووراثية قد تنتج عنها تشوهات خلقية عديدة. مزيد من الاصابات بسبب عدم الفحص