عينا " بيبي" تجحظان بشراسة عندما يقترب غرباء من كلب التشيواوا في محل الألبسة المكتظ الذي تعمل فيه مالكتها. ولكن (بيبي) لا تنبح، إنها لا تنبح أبداً، ولن تنبح قطعياً. وتعتقد تشن شينغ- هوا أن الأوتار الصوتية لكلبتها التي أخذت من مأوى للكلاب الشاردة مقطوعة، فهي عندما تفتح فمها لا يخرج منه صوت كما تقول. ويقول نشطاء حقوق الحيوانات إنهم كثيراً ما يعثرون على كلاب خرساء يتخلص منها أصحابها الذين كانوا يقتنونها بشكل غير قانوني في أماكن التربية التي يربونها فيها وهم يجدون صعوبة في بيعها الآن بالنظر إلى الركود الاقتصادي. وغالباً ما يعمد مربو الكلاب في هذه الجزيرة المكتظة بالسكان الذين يعيشون في شقق صغيرة ومدن كثيفة السكان إلى قطع الأوتار الصوتية للكلاب لمنعها من إزعاج الجيران بنباحها وبالتالي لفت أنظار السلطات إلى عملهم غير المرخص. وتقول الناشطة شين جونغ- تشن إن مشكلة الكلاب الخرساء، شأن الكلاب الشاردة، هي نتيجة السياسات الخاطئة. وتقول جماعات حماية حقوق الحيوانات إن السلطات تلكأت كثيراً قبل اتخاذ خطوات تهدف إلى خفض العدد الكبير من الكلاب الشاردة، كخصي الكلاب وتسجيل الحيوانات الأليفة. وينتقد النشاطاء الجمهور أيضاً لشرائه الكلاب الصغيرة الجميلة ثم التخلص منها بالقائها في الطرق بعد أن تكبر حجماً وسناً. ويقول الطبيب البيطري تشن تشيا- تشون إنه من النادر جداً أن يولد كلب أخرس تلقائياً، وهو يشتبه أن بيبي خسرت أوتارها الصوتية بعملية جراحية حديثة لا تترك ندوباً. ويضيف الطبيب:" في الماضي كانت عمليات استئصال الأوتار الصوتية تخلف علامة خارج حلق الكلب. ولكن الأطباء البيطريين يصلون اليوم مباشرة إلى الحلق عن طريق الفم ويزيلون الأوتار الصوتية من الداخل وهذه العملية ليست خالية من المخاطر، فقطع الأوتار الصوتية يعرض الكلاب لخطر الالتهاب. وتقول يانغ هزيانغ، وهي متطوعة إن بين 500 كلب تشرف عليها هناك 12 كلباً خرساء بينها أربعة كلاب عثر عليها دفعة واحدة. وقد تكون هناك كلاب أخرى ولكن العثور عليها صعب في المأوى لأن نباح الكلاب الأخرى يطغى على كل الأصوات. وتخشى يانغ على مصير كلابها لأن أعدادها تتكاثر والتبرعات المالية للمأوى تتراجع. وكثير من التايوانيين يرفضون القضاء على الكلاب بالقتل الرحيم لأن ذلك يخالف معتقداتهم البوذية. وتقول يانغ:" الأشخاص الذين يجلبون الكلاب إلى المأوى يتولون مسؤولية إطعامها أيضاً، إلا أن التبرعات أخذت تتضاءل بسبب الحالة الاقتصادية السيئة".