لعل سلسلة المفاوضات المتعلقة بمبادرة المملكة في تطوير واستثمار مشاريع الغاز في المملكة مع الشركات الاجنبية قد اتخذت شكلا من الجمود، ولعل.. شركات النفط الاميركية تتريث لحين انتهاء الحرب للبت في المشاريع، في الوقت الذي لم يرد من أطراف التفاوض في الحكومة أو ممثلي الشركات المتضامنة خلال مفاوضاتهم أخيرا حول الوصول إلى اتفاق نهائي بعد سنتين من المفاوضات. فهل لعبت التطورات الاخيرة وخصوصا المرتبط منها بالهجمة العسكرية الامريكية البريطانية على العراق دورا في التأثير على رتم ونشاط الاستثمار الاجنبي ؟ على ما يبدو ان الشركات الامريكية في مجال النفط والغاز (شل وإكسون موبيل) التي تنتظر الفرصة للفوز بمشاريع مبادرة الغاز السعودية تتريث مرحليا لحين انتهاء الحرب في العراق والتحقق من فرصتها في مشروعات النفط والغاز هناك. وأشارت بعض المصادر الى أن التوقف عن الحديث حول مبادرة الغاز منذ فترة قد يعني أن الشركات الامريكية الكبرى المتزعمة لكونسيرتيوم الاستثمار في الغاز تنتظر أخذ نصيبها من موارد العراق في حال نجاح الولاياتالمتحدةالامريكية في السيطرة على العراق ومنابع الطاقة هناك". ان تفاقم الاوضاع قد يحدو بالشركات الامريكية الرئيسة في هذا المشروع إلى أن تتريث في إبرام أية عقود لحين اتضاح الصورة بشكل جلي في العراق. وكان مسئولون أمريكيون قد أكدوا أن الشركات الامريكية ستكون لها الاولوية في مشاريع استراتيجية بالعراق تتعلق بمشاريع إعادة الاعمار ومنها آبار النفط والغاز، ما يعني أنها ستحصل على مميزات ودعم مميز. وكان العراق ينتج 5.3 مليون برميل يوميا إبان ذروة إنتاجه النفطي في أواخر السبعينيات، ويقدر المحللون ان صناعة النفط العراقية قادرة على توسيع إنتاجها ليصل إلى ستة ملايين برميل في اليوم إذا ما حصلت على استثمارات واسعة النطاق في بنيتها الاساسية، علما بأن صناعة النفط العراقية بعد عشرين عاما من الحروب والعقوبات الدولية بحاجة ماسة إلى الاستثمارات الاجنبية. وفيما يتعلق بدور النفط في دعم الميزانية، فمن المتوقع أن تحقق المملكة فائضا في ميزانيتها العامة للعام الحالي 2003 يقدر بحوالي 50 مليار ريال (13.33 مليار دولار)، وذلك حسب تقدير كبير الاقتصاديين في البنك الاهلي التجاري السعودي سعيد الشيخ الذي أشار الى ان اجمالي الاقتصاد السعودي سيشهد خلال العام الحالي زيادة نمو تقدر بنسبة 2% ليصل اجمالي الدخل القومي المتوقع الى حوالي 710 مليارات ريال (189.33 مليار دولار). وقال الشيخ ان هذه الزيادة تعود الى ارتفاع متوسط أسعار النفط خلال الثلاثة اشهر الماضية التي وصلت الى 33 دولارا للبرميل وارتفاع الانتاج السعودي خلال شهري فبراير ومارس الى حوالي 9 ملايين برميل يوميا في ظل التوقعات لاستمرارالحرب على العراق لفترة طويلة . وتوقع ان يبلغ متوسط الانتاج السعودي خلال هذا العام حوالي 8.7 مليون برميل يوميا لتبلغ العوائد النفطية السعودية حوالي 234 مليار ريال (62.33 مليار دولار) فيما توقع أن تبلغ العوائد غير النفطية حوالي 46 مليار ريال (12.26 مليار دولار.) كما توقع ان تبلغ اجمالي العوائد السعودية في عام 2003 بحدود 280 مليار ريال (74.66 مليار دولار) مما يعني ان القطاع النفطي سيشهد نموا بنسبة 10% نتيجة ارتفاع الاسعار والانتاج لهذا العام. يذكر ان المملكة التي تعتمد بحوالي اكثر من 70% من الناتج القومي على النفط تعد اكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط في العالم وتتجاوز حصتها ضمن منظمة البلدان المصدرة للبترول "اوبك" ثمانية ملايين برميل يوميا اضافة الى اكثر من مليوني برميل للاستهلاك المحلي.