اعرب ميخائيل جورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفيتى السابق عن رفضه الشديد لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق.وقال انه قبل فرض اى نوع من العقوبات كان يجب اتاحة الفرصة للخبراء ليقوموا بعملهم بجدية وانه كان فى امكان مجلس الامن توجيه انذار نهائى الى العراق فى حال وجود خطر حقيقى يستوجب ذلك. واضاف ان الموقف الصحيح والجدي والمسئول كان يقضى بمنح المفتشين فرصة لاكمال عملهم الا أن الولاياتالمتحدة بمباشرتها العمل العسكرى وجهت ضربة موجعة الى الاممالمتحدة ومجلس الامن والقانون الدولي. وحذر جورباتشوف في حديث صحفي نشر في بيروت امس من عواقب خطرة اذا لم يعد مجلس الامن الى العمل..مطالبا بوقف فورى للعمليات العسكرية ويحض امريكا بكل الوسائل المتوافرة على العودة الى اطر القانون الدولى. وأشار الى أن مجريات الاحداث تسببت بالكثير من الدماء والدمار فى العراق ووضعت حلفاء امريكا وشركاءها فى موقع صعب جدا لجهة القبول بتصرفها الخطر وغير المبرر. وتمنى جورباتشوف ان تفهم الولاياتالمتحدة الوضع فى شكل افضل . مرحبا فى هذا الاطار بتحرك وزير خارجيتها كولين باول فى اتجاه اوروبا وروسيا فى البحث عن قواسم مشتركة مع الاوروبيين وروسيا. وحذر من أن عدم الجدية فى الحوار مع اوروبا حول ايجاد مخارج للوضع الحالى قد يؤدى الى عزل امريكا خصوصا اذا أرادت الاستمرار فى قصف العراق التدميري. واعتبر ان الحل قد يكون فى تنحي الرئيس العراقى صدام حسين مما سيظهر قدرته على التصرف بمسئولية كشخص كان مسئولا عن العراق طوال 3. عاما ليجنب الشعب العراقى مواجهة الخطر المحدق به. وتوقع الرئيس السوفيتى السابق نتائج مدمرة ومأساوية للحرب على العراق وتأثيرا سلبيا جدا على الصراع العربى الاسرائيلى ..لافتا الى ان الامريكيين يتوهمون اذا كانوا يعتبرون انهم سيتعاملون مع العالم متخذين العراق مثالا . واشار الى أن تأثير الحرب فى العراق على الصراع العربى الاسرائيلى سيكون سلبيا جدا وأنها لن تساهم فى تحسين الوضع بل ستجعله اصعب مما هو عليه كما ستنمى التطرف والارهاب و تزعزع الاوضاع فى هذه المنطقة بشكل كامل. لكنه اعتبر ان السلام بين العرب والاسرائيليين ليس مستحيلا و أنه لا يزال ممكنا بعد الحرب لكنه يتطلب تفهما أمريكيا وارادة سياسية وتصرفا بناء بدل التسلط والغاء الدول الاخرى. ولاحظ جورباتشوف طغيان جو معاد لامريكا على العالم..داعيا الولاياتالمتحدة الى العودة الى الاممالمتحدة والى أخذ العبر من الماضى القريب.. مذكرا بما حصل فى يوغوسلافيا حين تصرفت أمريكا من دون اى اذن مجلس الامن ومن دون اخذ رأى روسيا ودول اخرى فى الاعتبار ثم اضطرت لاحقا لطلب مساعدة روسيا كوسيط وعادت الى مجلس الامن. وفى تقويمه لدور روسيا حيال الازمة العراقية قال ان موقف روسيا كان جيدا وصارما وأنه كان حاسما مع موقفى فرنسا والمانيا فى اقناع مجلس الامن بعدم اضفاء شرعية على هذا النوع من الحروب وفى التأثير فى الرأى العام العالمى المعارض للحرب. واشار الى تمتع روسيا بخبرة واسعة فى الامور الدولية معتبرا ان لها من النفوذ والقوة ما يخولها التأثير فى سير الامور فى العالم وفى الحفاظ على السلام . و من ناحية اخرى قال جورباتشوف انه يحضر مشروعا مهما هو (الفوروم السياسى الدولي) وهو عبارة عن دافوس سياسى سيطلقه خلال عدة اشهر مع ثلاثين من اصدقائه من المسئولين الدوليين الحاليين والسابقين ومنهم المستشار الالمانى السابق هلموت كول ورئيس الوزراء الاسبانى السابق فيليب جونزاليس والرئيس الامريكى السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق شمعون بيريز ورئيس الوزراء الصينى السباق لى بنج والدكتور بطرس غالى الامين العام السابق للامم المتحدة وللمنظمة الدولية للفرانكفونية.