تعتبر القصور الرئاسية الفسيحة التي يؤكد الجيش الاميركي انه استولى على اربعة منها يوم الاثنين، الرمز الاول للسلطة المطلقة التي يمارسها الرئيس العراقي صدام حسين في العراق. وقد تشكل السرعة التي تمت بها العملية الاميركية وعنفها، ضربة قاضية ربما للنظام العراقي، اذ قد ينظر العراقيون الى ذلك على انه دليل على اقتراب نهاية حكم صدام حسين. ورد وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف بسرعة على المعلومات التي تحدثت عن الاستيلاء على القصور الرئاسية، مؤكدا انه تم طرد الاميركيين من العاصمة. الا ان السهولة الظاهرة التي اخترقت بها القوات الاميركية التي تسيطر على الاجواء بشكل كامل، الدفاعات العراقية انطلاقا من قاعدتها في مطار صدام الدولي في جنوب غرب بغداد، لا تعد بالخير بالنسبة الى مستقبل النظام العراقي. واعلنت الفرقة الثالثة في سلاح المشاة الاميركي ان قواتها سيطرت على القصر الرئاسي الرئيسي وعلى قصر آخر في وسط المدينة وقصر ثالث قرب مطار صدام الدولي (جنوب غرب بغداد). وذكر صحافي يرافق القوات البريطانية ان هذه الاخيرة استولت الاثنين على القصر الذي شيده الرئيس العراقي في البصرة جنوبالعراق، من دون ان تلقى مقاومة وبعد ليلة من الغارات الجوية المكثفة. وابدى جنود المارينز دهشتهم للفرق الشاسع بين فخامة الابنية والحدائق المشرفة على شط العرب -بما فيها حوض السباحة ومرسى خاص لليخوت- وبين الاماكن الفقيرة للغاية التي اجتازوها في العراق. ويقدم النظام العراقي هذه المجمعات على انها (قصور الشعب)، وبالتالي رمز مهم للسيادة والكرامة. الا ان عددا قليلا من العراقيين، باستثناء مسؤولي حزب البعث الحاكم، تمكنوا من اجتياز عتبة هذه القصور المحصنة التي تتمتع بحراسة امنية مشددة. وترى المعارضة العراقية في القصور رمزا للقمع. ويشتبه بان القصور الرئاسية تحتوي على اسلحة دمار شامل، الا ان خبراء نزع السلاح الدوليين الذين زاروها لم يعثروا فيها على شيء. ورفضت بغداد في 1997 فتح ابواب قصورها امام المفتشين، وتم التوصل الى تسوية مع الاممالمتحدة في شباط/فبراير 1998 لتجنب حصول ضربة عسكرية. وقام المفتشون بموجب هذه التسوية بزيارة واحدة الى هذه القصور قبل ان ينسحبوا من العراق في منتصف كانون الاول/ديسمبر 1998، قبيل الهجوم الاميركي البريطاني على العراق. وكان العراق وافق في 16 ايلول/سبتمبر الماضي، على استئناف عمليات التفتيش عن السلاح التي علقت على مدى اربعة اعوام، على ان تشمل هذه العمليات الوصول غير المشروط الى القصور. وتغطي قصور الرئيس العراقي الفخمة، وبعضها مزود بقبب، مساحة 5.31 كيلومتر مربع بالاجمال، ثلثها مؤلف من برك اصطناعية. وذكر فريق من الاممالمتحدة زار القصور في 1998 ان المجمعات تضم حوالى الف مبنى بينها منازل فاخرة ودور للضيوف ومكاتب ومواقف سيارات. ويقع ثلاثة من هذه القصور في بغداد، بينها القصر الجمهوري الذي تبلغ مساحته 2.5 كيلومتر مربع على الضفة الغربية من نهر دجلة الذي يعبر بغداد. وقد بنى الرئيس العراقي تحت هذا القصر ملجأه الحصين. وتم بناء هذا القصر في 1982، وهو يضم مكاتب صدام حسين، ومكاتب قوات الامن الخاصة المكلفة حماية المحيط المقرب من الرئيس، ومكاتب الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش العراقي. وركزت قوات التحالف قصفها على هذا المجمع الذي اصيب مرات عدة منذ بداية الحرب في 20 مارس. ويقول كارل برند ايسر، وهو مهندس معماري الماني شارك في تصميم ملجأ القصر ان سماكة جدرانه تبلغ ثلاثة امتار ويمكن ان تتحمل درجة حرارة تصل الى 300 درجة مئوية ويمكن ان تقاوم اي شيء باستثناء ضربة مباشرة بسلاح نووي بحجم القنبلة التي دمرت هيروشيما. القصور الرئاسية هذه مادة توثيقية، استنادا الى معلومات غربية، وصور لاقمار صناعية غربية، حول اهم قصور الرئيس العراقي صدام حسين. قصر الرضوانية: يمثل هذا المجمع الذي يقع بالقرب من مطار صدام الدولي الأول من بين ثمانية مجمعات زارها المفتشون الدوليون عام 1998. ووفقاً لجماعة Globalsecurity.Org فإن هذا المجمع الذي تبلغ مساحته 6.9 ميل مربع (18كلم2) يضم سجنا يحتجز فيه 5000 سجين. قصر السجود يقع في وسط بغداد وهو أكبر من قصر بكنغهام في بريطانيا. ويضم المجمع الذي بني فوق مناطق عامة سابقاً، القصر الرئيسي بالإضافة إلى مكاتب وأماكن سكن للخدم والمسؤولين، حدائق، نوافير مياه وتماثيل. قصر أبو غريب كغيره من القصور الأخرى يستخدم هذا القصر كمجمع أمني لإيواء قوات الحرس الخاص والنخبة. وقد ضرب القصر في عملية ثعلب الصحراء عام 1998. ولا تزال أعمال البناء مستمرة في هذا المجمع الذي يضم عدداً من البحيرات الصناعية. قصر الأعظمية تم الانتهاء من تشييد هذا القصر عام 1995 ويعتبر واحداً من القصور الخمسة الرئيسية في بغداد. يقع القصر على بعد حوالي ستة أميال (تسعة كيلومترات) من وسط بغداد. وتبلغ مساحة القصر الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة حوالي 0.4 ميل مربع (كيلو متر مربع واحد) حسب معلومات أوردتها جماعة الأبحاث العسكرية التي تسمى (غلوبال سيكيوريتي). قصر السلام بني هذا القصر على الموقع القديم لمقر الحرس الجمهوري الذي دمر أثناء الحرب العراقية الإيرانية. وقد انتهى العمل من بناء القصر في مطلع عام 1995. القصر الرئاسي يعرف أيضاً باسم القصر الجمهوري، وتبلغ مساحته ميلين مربعين (خمسة كيلومترات مربعة) ويضم المكاتب الرئيسية لحكومة صدام حسين بالإضافة إلى قوات الأمن الخاصة ووحدات الحرس الجمهوري. ويعد القصر الجمهوري من اقدم واكبر قصور الرئيس العراقي وهو ربما اول قصر تم بناؤه في العراق في العهد الجمهوري بعد سقوط الملكية وغياب آخر ملوك العراق فيصل الثاني في عام 1958. ويبدو القصر الجمهوري وكأنه قلعة حصينة على ضفاف دجلة وسط العاصمة العراقية. وتحيط به اسوار عالية كبيرة وبوابات ضخمة سوداء وحراسة امنية مشددة تجعل من الصعب على العراقيين رؤية ما في داخله. ويقع القصر الذي تبلغ مساحته عشرات الكيلومترات المربعة على طول نهر دجلة في وسط العاصمة العراقيةبغداد في جانب الكرخ ويحده جسر الجمهورية من جهة اليمين والجسر المعلق من جهة اليسار. ويواجه القصر على الضفة المقابلة لنهر دجلة (في حى الرصافة) شارع ابو نواس الذي يعد من اقدم واطول الشوارع العراقية والمعروف باشجاره العالية وبمطاعم السمك المسكوف البغدادي الشهير. وكان شارع ابو نواس قبلة السياح الاجانب في السبعينات من القرن الماضي ولكن الحركة فيه انحسرت الى حد كبير في الثمانينات والتسعينات بسبب الاجراءات الامنية التي تحيط به والاسيجة التي تمنع رؤية مياه نهر دجلة . وتمنع حركة سير الناس بجوار القصر الجمهوري كما تمنع منعا باتا حركة جميع انواع المركبات النهرية الصغيرة او الكبيرة قبالة القصر. ويستخدم العراقيون عادة هذه المركبات لعبور دجلة والتنقل ما بين حي الرصافة قبالة القصر الجمهوي وحي الكرخ المجاور له. وقبل سقوط الملكية كانت هذه المنطقة تضم قصرا ملكيا ومنازل لكبار المسؤولين العراقيين كرئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي الاسبق نوري السعيد والذي كان يسميه العراقيون "الباشا". وبالنسبة لجميع العراقيين فهذا هو القصر الرئاسي الوحيد الذي يمكن الحديث عنه بصراحة على انه القصر الجمهوري دون ان يتعرضوا للمساءلة خلافا لبقية القصور التي يتم التكتم عنها ويخشى العراقيون حتى النظر اليها . وكان القصر الجمهوري يستخدم في السبعينات من قبل رئيس الجمهورية العراقي السابق احمد حسن البكر الذي كان صدام حسين نائبا له في ذلك الحين . ويضم القصر العديد من البنايات الكبيرة كما تحيط به حديقة كبيرة واسعة خضراء لكن البناية الرئيسية للقصر تعلوها قبة خضراء من الموزاييك الذي يستخدم في معظم المساجد العراقية التقليلدية . وتم مؤخرا بناء قبة مشابهة لقبة الصخرة الذهبية الموجودة في القدس فوق احدى البوابات الرئيسة للقصر . قصر الرضوانية المقر الرئاسي /الجمهوري