تشكل مراكز البحوث الطبية في الجامعات إستراتيجية علمية لتطوير العلوم الطبية وإثراء تخصصاتها وإجراء التجارب عليها ، وتعتبر نتائجها بالغة الأهمية سواء في الممارسة الطبية الميدانية أو في الصناعة الدوائية ذات المردود الاقتصادي واسألوا الفياجرا وغيره ولولا جهود علماء الطب العاملين في مراكز البحوث الطبية في العالم لما تقدم الطب الى ما وصل اليه الآن من مستوى متقدم خدم الإنسانية علاجيا ووقائيا ، وحري بالمعنيين في جامعاتنا السعودية والخليجية متابعة إنجازات تلك المراكز في الغرب والشرق وعلى نظمها وتجهيزاتها للاستفادة من تجاربها وخبراتها بغية إنشاء مراكز مماثلة . لقد كان في المملكة العربية السعودية ثماني جامعات بخمس منها كليات طب تعد على أصابع اليد وخلال خمس سنوات من عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله قفز عددها الى أكثر من ثلاثين جامعة وتم افتتاح كليات العلوم الطبية والتطبيقية والمساندة في معظمها ، حيث يبلغ عددها أكثر من مائة كلية في الوقت الحاضر . وبحثت في معظم جامعاتنا فوجدتها تفتقر الى مراكز للبحوث الطبية المتخصصة وأن ما يجرى فيها من بحوث طبية هو لغرض التدريب والترقية الأكاديمية ولا ترقى الى البحوث الطبية المحكمة عالميا، ويعتبر مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وكذلك المؤسسات الطبية بالحرس الوطني رائدة في إجراء البحوث الطبية ذات الجودة من حيث الكم والكيف والنوع. وأن إنشاء مراكز أو معاهد للبحوث الطبية المتخصصة الحديثة والمتكاملة التجهيز حسب المعايير العلمية في المراكز العالمية في كل جامعة سعودية بات ضرورة قصوى وهدفا إستراتيجيا عظيم الأهمية سواء في مجالات الطب المختلفة أو في العلوم الدوائية والصيدلانية وصناعتها لاسيما وقد أثبت الأطباء السعوديون من الرجال والنساء تفوقا طبيا في جميع التخصصات الطبية ومشهود لهم ذلك محليا وإقليميا وعالميا وأصبح الطبيب السعودي معروفا بإخلاصه في علمه وعمله ولا يؤثر على سمعته النفر القليل من الأطباء غير الصالحين فلكل قاعدة شواذ وتشهد المؤسسات الطبية في كندا وأمريكا للأطباء السعوديين الممارسين فيها البالغ عددهم أكثر من سبعمائة طبيب من النساء والرجال بالمهارة والكفاءة، ولدينا في المنطقة الشرقية والأحساء مركزان لطب القلب ومستشفى الدمام التخصصي وغيرها من المستشفيات يديرها ويعمل بها أطباء سعوديون ووافدون من الجنسين فضلا عمن يعمل في القطاع الطبي للحرس الوطني والمستشفيات الأخرى بكل مناطق المملكة . ومن الجدير بالاقتراح إقامة مؤتمر لجميع المختصين في الجامعات وغيرها بالمملكة العربية السعودية للوصول الى قرار بتأسيس مراكز أو معاهد حديثة للبحوث الطبية في الجامعات السعودية بحيث يتركز البحث في كل منها على الأمراض المتوطنة في بيئة الجامعة كأولوية قصوى مما يحقق التركيز عليها والخروج من دراستها وبحوثها التجريبية بنتائج علاجية ودوائية، على أن يتم تأسيس معهد مركزي للبحوث الطبية في مدينة الرياض تجرى فيه البحوث الطبية للأمراض الأخرى ويقوم الأطباء السعوديون في المؤسسات الطبية في العاصمة بإجراء بحوثهم ويمكن الاستفادة من مراكز البحوث الطبية العالمية في تأسيس المراكز المقترحة وتنظيمها وتجهيزها بأحدث التجهيزات والإمكانات المادية والبشرية والتمويلية وتحكيم البحوث من قبل هيئات علمية عالمية متخصصة وتأسيس جائزة للبحوث الفائزة . [email protected]