الاحسان كلمة محببة للنفوس, وتنشرح لها الصدور.. بها تنكشف كل ضبابية في القلوب.. انها تدعو الى التآلف وعظيم التآخي بين الافراد والمجتمعات.. كم هي كلمة عظيمة رددها القرآن الكريم في كثير من سورة, وصورها بصور متعددة في كيفية التعامل بها, فكم من غشاوة انقشعت بين اثنين أو بين اسرة واخرى او بين دولة ودولة بسبب خيرها وبركتها, وقد تعددت في بيان معانيها في كل الايات التي ذكرها الله في كتابه, ويكفي كلمة (الاحسان) حبا وفخرا في قوله تعالى: (والله يحب المحسنين) اية 148 سورة ال عمران. وفي اية اخرى (وان الله لمع المحسنين) اية 69 العنكبوت. ويتضح من هذا ان القرآن والسنة الشريفة اهتما بالاحسان والرفق في مواقف كثيرة, واي خيرية أكثر من ان يكون الله مع المحسنين؟! اما كلمة (الشر) فهي كلمة خبيثة من اسمها وقد حذر القرآن والسنة منها. لقد جبلت النفوس على حب من أحسن اليها: لانه بالاحسان ينقلب العدو الى صديق حميم, وجل القائل: (ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) اية 34 فصلت, هكذا تظهر البشاشة والسرور على وجه المحسن اليه وكذلك المحسن ويقاس على ذلك حينما يبتسم شخص ما في وجه اي طفل فانه يضحك ويرتاح لمن قدم له الاحسان ويرغب الطفل في استمرارية مداعبته والانس به فلا يصرف نظره عنه, لذا على الانسان ان يعتبر بجميل الاحسان فكم من سوء تحول الى خير, وكم من غضب ارعد وازبد وبالاحسان تحول الى سرور, وكم من مشكلة فكك الاحسان عقدها, وكم من حادثة تدخل فيها فكانت بردا وسلاما على الجميع. حقا لقد كان الاحسان بلسما لجروح غائرة في العمق فكانت نتائجه السلام والوئام بين كل فريق يشتد بلاؤه على الاخر, وان الخيرين من الناس كثر والحمد لله.. يتعاملون بالاحسان في كل امورهم ويحثون عليه ويتواصون به مع القريب والبعيد, وفي الوقت نفسه فانهم يحصدون جزاء ذلك عظيم الوفاء ممن احسنوا اليهم في الله ولله, فيكون الجزاء من جنس العمل.