عندما نركب ونمتطي سفينة العلم والتكنولوجيا، وعندما تكون بين ايدينا يجب ان لانفرح بها قدر ما نخاف من سوء استخدامها، والطريقة التي تستخدم بها، والمعلوم لدى الجميع ان كل وسيلة وكل جهاز تكنولوجي هو سلاح ذو حدين، فالسيارة اذا لم تستخدم قيادتها بالروية والتأني والعمل بأنظمة وقواعد المرور فربما تؤدي الى لا سمح الله الموت، او تقعد الفرد على سريره الابيض طوال حياته، هنالك احصائيات كثيرة في هذا المجال، كذلك بقية الاجهزة التقنية التي نستعملها ولعل ابرز امور التقنية التي علينا ان نكون حذرين في استعمالها مجال الاتصالات (الشبكة العنكبوتية) التي اصبحت في كل منزل وفي كل مكان ومنطقة، ولعل من نخاف عليهم هم طبقة الشباب، والتي لا يخلو مقهى الا وتراه مزدحما بمجموعة من الشباب، فقد قمت بجولات على مجموعة من المقاهي في محافظة الاحساء، فلاحظت بعض الملاحظات، ابرزها ما يأتي: * بالنسبة الى مرتاديها هم من الطبقة الشبابية، التي تتراوح اعمارهم بين 15 25 عاما ويعتبر هذا السن خطرا، كونه سن المراهقة واللبنة الاولى في بناء جيل واع بثقافة واعية، لذلك علىالاباء ان يكونوا اكثر حرصا في توجيه ابنائهم الشباب بشكل مستمر ودائم، وان لا يغفلوا عنهم طرفة عين، اضافة الى السعي الى توجيههم الى ما ينفعهم ويزيد من ثقافتهم ويرشدونهم الى قضاء وقتهم مع مواقع تفيدهم في مجالهم وتخصصاتهم. * الكثير من مرتادي المقاهي يقضون ساعات طويلة حتى في اوقات الدراسة اضافة الى يومي الاجازة الاسبوعية الخميس والجمعة، ولعل ذلك فيه من السلبية الكثير، ومنها ابتعاد الابناء عن الجلوس مع ابائهم، وبالتالي افتقادهم الحوار وابتعادهم عن الاسرة وفقدانهم المسؤولية. * بالنسبة الى المواقع التي يدخلون عليها فهم اضعاف الاول يهتم بالدخول الى مواقع الحوار (المنتديات)، ولكن يبقى الهدف الذي يسعى اليه خلال مشاركته فيها، ومن المعلوم ايضا ان هنالك منتديات لها توجهات قد تكون خطرة ووبالا على الفرد، والصنف الاخر يهتم بالمواقع المحادثة (الشات) التي تعتبر من اخطر المواقع، خصوصا ان الكثير من اعضاء الشات ليس لهم هدف من الشات، وليس لديهم مواضيع هادفة ونقاشات جادة، فالغالب منهم يتحدثون كمراهقين، اضافة الى تبادل ارقام الهواتف والجوالات، والتي قد تجر الى مالا يحمد عقباه، الا اذا كان الشخص يراقب الله في اموره، كذلك صنف يهتم بالمراسلة وعمل مجموعات او ما يسمى (group) فيتم عن طريقها تبادل الصور المخلة بالآداب، وكذلك تبادل الرسائل الغرامية. نحن العرب ما زلنا الى هذا الوقت لا نعرف كيف نستغل الشبكة بالشكل الصحيح والهادف، ولعل الغرب سبقنا في ذلك، فالامكانيات التي تحملها الشبكة كافية بتكوين جيل وناشئة مثقفة وواعية اذا سارت في المسارات الصحيحة. * الادمان، حيث أصبح الفرد منا لا يبارح الانترنت ليلا ومساء، متناسيا كل امور حياته الاخرى، من الدراسة ومسؤولية المنزل والتكاسل والاعتماد على الغير، ولكن الشاب الذي يفهم ويعرف كيف يستغل وقته، وينظمه التنظيم الامثل والصحيح، فالادمان على الشبكة وسيلة الى تدهور الصحة، اضافة الى تدهور حياته باخلاله بالمسؤوليات الاخرى.