وللأسف الشديد ظهرت في الانترنت دعوات كثيرة جداً للشباب للذهاب للعراق وغيره من المناطق الساخنة بالحروب والقلاقل للقتال ومقاومة المحتل، وما زالت المنتديات تدفع بشبابنا وأبنائنا للذهاب هناك حيث الموت والمحرقة الفعلية للشباب. وهذا الذهاب للهلاك والدمار للأسف يسوق له بغير اسمه فاسمه عبر الانترنت الجهاد ودفع الصائل وجهاد الدفع وغيرها من المسميات الرنانة على كثير من شبابنا الذين لايملكون الفقه لمعرفة الحق من الباطل. للأسف الشديد والحق الذي عرفته عن طريق عدد من الشباب الذين قدموا من تلك المناطق الساخنة أن شبابنا وأبناءنا يستغلون هناك لهجمات انتحارية حيث إنهم ذهبوا هناك للموت، فمرحباً بهم للموت الشاب السعودي ذهب ليموت هناك وعند وصوله يعطى سيارة مفخخة ليفجر نفسه بها ويموت بثمن بخس، وهناك عصابات في تلك المناطق تستغل الشاب السعودي لتصفية حسابات فيما بينها. الشاب السعودي يصل إلى العراق مثلاً وهو لايعرف من عدوه من صديقه وللأسف ذهب هناك بثقافة الموت والهلاك، وعند وصوله تلتقطه احدى الجماعات وترسله ليموت في أي جهة تريدها، فهل هذا الجهاد الشرعي الحقيقي. شبابنا يدفع هناك ليكون وقوداً رخيصاً للحرب ويستغل أبشع استغلال وتنتهك انسانيته فقط لأنه يريد الشهادة. إذاً علينا فعلاً أن نقف وقفة جادة وقوية في وجه من يريد تدميرشبابنا وإرسالهم للمحرقة هناك، للأسف الشديد يتعلق الشاب بالانترنت فهذه التقنية تعطيه إحساساً بالقوة (وهذه احدى مترادفات مرحلة المراهقة) وإنه ليس وحيداً، وهذه المواقع يجب أن نعترف أن كثيراً منها لديها جاذبية لهذا الفكر الفاسد لأنه يضرب على الوتر الحساس، هنا يقتنع الشاب بالذهاب لمناطق القتال لنصرة هذه الفئة أو تلك وأحياناً كثيرة يقع الشاب طعماً لعصابات في طريق ذهابه حيث إنه ذهب سراً ويختطف ويطلب من أسرته وسفارات المملكة دفع فدية كبيرة لاسترجاعه وإلا قتل من تلك الجماعات المجهولة. شر كبير كذلك تفتح الانترنت باب شر كبير من حيث تعليمها للشاب الصغير كيفية صنع واستخدام المتفجرات والشاب المراهق يبحث عن هذه المتعة ويحاول أن يجربها، وهنا يتحول الشاب المسالم لقاتل، كذلك يتحدث الشاب لأناس غير معروفين يتعرف عليهم عن طريق غرف المحادثة في الغالب بأسماء رمزية ويدخلون على الشاب من باب التوبة وأنه قد ارتكب من الذنوب والجرائم والخطايا ما الله به عليم وأن السبيل الوحيد للتخلص من هذه الأوزار هي الشهادة في سبيل الله ومن هنا تبدأ رحلة للموت للتخلص من هذه الذنوب والآثام. هنا يقع الشاب المراهق فريسة أطماع كبرى تبحث عن كبش فداء ليقدم نفسه وماله قرباناً لتلك الجهات المجهولة فقط باسم التوبة من الذنوب وكأن الذنوب لايستطيع أن يتوب عنها هنا، مع أننا نحتضن في وطننا الكريم هذا الحرمين الشريفين ومع ذلك يقنع أرباب الفكر التكفيري والضال شبابنا بالتوبة في أماكن بعيدة عن طريق قيادة صهريج مليء بالمتفجرات أو يتحزم بحزام ناسف يتحول فيها ساعد من سواعد بناء هذا الوطن لأشلاء مترامية في بلاد غريبة لسبب غريب. وهناك مشكلة مرتبطة بهذا الموضوع فعندما يهرب الشاب من تلك المناطق الساخنة بالحروب الفتن ويعود لوطنه فهل يعود بعقل وقلب جديد ولكن مثل ما يقال (مات قلبه) من عدد من رأى من القتلى والموتى ويأتي لهذا الوطن الآمن وهو بثقافة وعقل الموت فلا يستغرب أن يقتل أو أن يفجر وأقل ما فيها أن يصاب بمرض نفسي ويعتزل المجتمع. الشاب الصغير لايستطيع تصور قسوة وهول الموقف هناك وعند العودة للوطن فإني يأتي بثقافة العنف والإرهاب. خطأ فادح هذا الشاب بلا شك مخطئ وما فعله خطأ فادحاً ولكن هل هو فقط المسؤول عن هذا الخطأ، والصحيح أن هناك أكثر من جهة تتحمل الخطأ هي بالترتيب كما يلي: الأسرة خاصة الوالدين يجب عليهما الحفاظ على الشاب ومنعه من السفر حتى وإن اضطر الوالدان للاستعانة بالجهات الأمنية. ويجب على الوالدين نشر ثقافة المرح والمحبة في المنزل والبعد كل البعد عن العنف الأسري لأن العنف الأسري من أهم أسباب دفع الشاب للهرب من المنزل عندما يمارس على الشاب أو يشاهد عنفاً داخل المنزل ويهرب للابتعاد عنه لأماكن القتال والفتن فقط لاثبات الذات لأنه شاهد عنفاً في أسرته وهو شاب مراهق يطلب إثبات الذات بين أقرانه والذهاب باسم (الجهاد) حيث إنه أحد الطرق لإثبات الذات. كذلك على الأسرة دور محوري في تعليم الشاب عن فساد مواقع الانترنت وألا يكون صيداً سهلاً لها وبيان طرق أهل الشر في التقاط الشاب بوساطة الانترنت. المؤسسة الثانية هي المدرسة ويجب على المدرسة والمعلمين نشر روح المرح بين الطلاب وإبعاد الطلاب عن ثقافة الموت. للأسف عدد قليل من المعلمين يحاول دفع شبابنا للذهاب لأماكن القتال والحروب، ولو طلب من هذا المعلم الذهاب هناك أو ارساله ابنائه لتغيرت الصورة ولكن لامانع لديه من إرسال ابناء وطنه ليكونوا وقوداً لتلك النار المستعرة هناك. المدرسة يجب أن تكون حصناً وملاذاً للفكر المستنير البعيد عن التطرف والتشدد. كذلك يجب على المدرسة نشر فكرة محبة الوطن والفداء للوطن وتنمية الولاء للوطن في عقول الناشئة لأنها من أهم أدوار المدرسة الاجتماعية. ومع انتشار فكر وروح حب الوطن بين الشباب نضمن بمشيئة الله أن نضع حواجز ضد من يرغب في الهرب من الواقع للخيال ومن الأمن الذي يعيشه في وطنه للفوضى والدمار في تلك الديار، الوضع في العراق وغيره من أماكن القتال والحروب يجب أن يكون مادة علمية دسمة وغنية للطلاب لبيان أثر الأمن وأهميته في المجتمع المجتمعات. وعلى المعلم في المدرسة بيان خطورة المواقع في الشبكة العنكبوتية وكيف يمكن تجنبها أحياناً يكون تأثير المعلم أكثر بكثير من الأسرة وهنا دور المدرسة الوقائي للتحذير من خطر المواقع الفاسدة في الانترنت. دور المسجد المؤسسة الثالثة هي المسجد وله دور أساس في التربية الفكرية فعلى إمام المسجد حيث أنه قدوة للعديد من الشباب عدم حثهم مطلقاً للسفر لأماكن القتال والحروب والفتن وبيان خطر الوضع هناك وبيان وجوب طاعة ولي الأمر في المنع لوجود عدد هائل من المفاسد في الذهاب ولانعدام المصلحة وولي الأمر أعرف بالمصالح العامة وتجب طاعته ويجب على إمام المسجد بيان حكم التعامل مع هذه المواقع المنحرفة والمتطرفة التي تدفع شبابنا للموت في الديار البعيدة. كذلك ينبغي على إمام المسجد تعليم جماعته بأهمية الحفاظ على أولادهم من أخطار الانترنت وشرح خطورة التعامل معها وأن الأفضل تجنبها نهائياً. ويجب على إمام المسجد وكذا المعلم في المدرسة وقبلهما الأسرة بيان حال الشباب الذين ذهبوا لأفغانستان وانتهى بهم الحال في سجون قاعدة جوانتانامو ويجب أن تعلمنا هذه الحادثة الدروس الكثيرة والعبر من مخالفة تعليمات ولي الأمر، الشباب الصغار السجناء في قاعدة جوانتانامو ذهبوا لأفغانستان بدافع من عاطفة دينية قوية لم يحكمها العلم الشرعي، وللأسف من ذهبوا للدفاع عنهم هم من اصطادهم كالحيوانات وباعوهم للجيش الأمريكي بثمن بخس ثم نقلوا لقاعدة جوانتانامو. إذاً قبل أن يتم السفر فعلياً وقبل أن يدفع أولادنا لنهاية مأساوية يجب فعلاً التفكير بالعواقب المترتبة على ذلك، ووسائل الإعلام أيضاً هي إحدى المؤسسات التي تلعب أدواراً محورية في حياة الشاب ويجب أن نهتم بأولادنا من بعض وسائل الإعلام المنحرفة والقنوات الفضائية التي تدعو الشباب لهذه النهاية المأساوية التي همها الشاب السعودي ليكون وقوداً للحروب هناك. كذلك من أخطر المؤسسات الفاعلة على الشاب هم الأصدقاء وهنا دور مؤسسات المجتمع كافة مثل الأسرة، المسجد، وحتى الإعلام في بيان خطورة أصدقاء السوء خاصة الأصدقاء الذين يكسبهم الشاب عن طريق الانترنت، وهنا دور الحماية الوقائية أو لنقل الحس الأمني حتى يحفظ شبابنا من الانخراط في هذه المحرقة القذرة. كل هذه المؤسسات تلعب أدواراً مهمة وأهم وأكبر واجباتها هو حماية الشباب من المواقع الفاسدة في الانترنت وهذا واجب الأسرة، المدرسة، المسجد، وسائل الإعلام وغيرا لبيان حرمة معصية أمر ولي الأمر والذهاب لأماكن القتال والحروب والفتن، كذلك البعد عن المواقع الفاسدة المفسدة في الانترنت حيث إن الانترنت قد تكون وسيلة خطرة إن لم نقل قاتلة في تشكيل عقول الشباب والمراهقين. خطر المواقع المشبوهة ويجب على الجهات الأمنية مثل وزارة الداخلية أن يكون لها دور واضح ومميز في التعامل مع الانترنت ومن هذا إصدار تعليمات واضحة للأسر للحفاظ على أولادهم من خطر المواقع المشبوهة وإبلاغ الأسرة بهذه المواقع الخطرة، كذلك على وزارة الداخلية أن تعلن وبوضوح عن عقوبات صارمة لمن يثبت تورطه في متابعته وعلاقته مع تلك المواقع الالكترونية الفاسدة والمنحرفة. إعلان هذه العقوبة الصارمة من وجهة نظر المتخصصين في الجريمة والإرهاب سوف تضع حصناً وحاجزاً أمام بعض مرضى النفوس لمراجعة أنفسهم ومواقفهم. ومن هنا فهنالك عدد من الاستراتيجيات والتي يجب فعلاً تطبيقها في مجال الانترنت لمحاولة تطويق هذا المدى الإرهابي الالكتروني ولعل أول هذه الاستراتيجيات هي سن قوانين فعالة وصارمة للتعامل مع الجرائم والإرهاب الالكتروني وهذا حدث فعلاً في المملكة العربية السعودية والتي صدر قرار مجلس الوزراء الموقر بعقاب يصل إلى السجن لحد عشر سنوات وغرامة تصل لخمسة ملايين ريال. ولكن للأسف الشديد المملكة هي البلد العربي الوحيد الذي سن قوانين لمكافحة الجرائم والإرهاب الالكتروني والمصيبة هي أن الإرهابي قد يكون في أي بلد في العالم فالشبكة العنكبوتية أو الانترنت يستطيع وكأنه داخل الحي أو المصنع أو القاعدة العسكرية أو غيرها لأن يدمر ويفسد وينشر الفزع والخوف. ولقد سبقت المملكة عدداً من الدول المتقدمة لعل منها السويد والتي كانت أول دول تسن قوانين لمثل هذه الجرائم منذ عام 1973ه وبعدها الولاياتالمتحدة عام 1958م وفي نفس العام سنت كل من كندا والدنمارك قوانين مشابهة ولحقتهما بريطانيا في عام 1986م وأخيراً فرنسا في عام 1988م، وما زالت عدد من الدول تدرس هذه الجرائم ومن المتوقع صدور قوانين صارمة بهذا مثل هولندا واليابان وهنا نحتاج فعلاً لمكافحة الإرهاب الالكتروني إلى تعاون دولي فعال واضح وقوي لهذا الغرض تقوم به جميع دول العالم بلا استثناء. تدمير سلاح الإرهاب من الاستراتيجيات أيضاً أن هذه المواقع الإرهابية يجب أن تكون مصدر معلومات كبيرة للأجهزة الأمنية من حيث علاقات الإرهابيين والفكر الإرهابي والخطط الإرهابية ودراسة البيانات الصادرة من أرباب الإرهاب وهنا نحن نستفيد من خلال سلاح الإرهاب لندمرهم به أو على الأقل لندرس خططهم واستراتيجياتهم حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من أن تقف مع الإرهاب في نفس المستوى الفكري والآجستي إن لم تتفوق عليهم بواسطة استخدام أسلحتهم ومواقعهم، أتمنى أن تكون هذه المواقع الإرهابية مصدر معلومة أمنية ولو فقط للجهات الأمنية للاستفادة منها وحربها من الداخل ولا مانع في رأيي كمتخصص في الإرهاب من إدخال عناصر أمنية للكتابة لهذه المواقع وإفساد الخطط أو حتى لو وصل الأمر لتدمير المواقع أو على الأقل حتى لايثق من يدخل هذه المواقع بالعاملين فيها فلا يدري هل هم أهل فكر أم جهات أخرى وهنا تفقد هذه المواقع بريقها ولمعانها وتصبح بدلاً من أن تخترق هي المواقع الرسمية تصبح هذه المواقع نفسها مخترقة من قبل بعض الشباب الموثوق به دينياً ووطنياً وفكرياً للدخول والمحاورة وتشتيت جهود أهل الفكر الضال والإرهاب وإدخال عناصر غير منضبطة لهذه المواقع مما يفقدها الثقة والقوة ويجعلها متأرجحة مشكوك في أمرها وفي سريتها وفي ولائها لفكر التنظيم الضال ويجعل من الدخول لها مخاطرة ومجازفة غير محسوبة العواقب. رقابة المواقع أيضاً من الاستراتيجيات أن نهتم بالتمويل الالكتروني فعدد كبير من المواقع الالكترونية تقدم دعايات وإعلانات وخدمات وتقبض أموالاً طائلة في مقابل ذلك وقد يكون الموقع عادياً لا شائبة حوله ولكنه واجهة لخلية إرهابية ودلت بعض الدراسات أن بعض هذه المواقع يصل دخلها إلى ملايين الريالات وهذه المواقع (العادية) تبهر المتصفح بالإعلانات المصممة تصميماً أقرب للخيال العلمي وهي بذلك تربح الملايين من الريالات من هذه الدعايات والإعلانات والخدمات المقدمة وللأسف الشديد لايعرف أين تذهب هذه الأموال ولا أدري شخصياً هل هناك جهات محاسبية أو رقابية تشرف على هذه المواقع مالياً على الأقل وهذا يجب إذا إلم يكن موجوداً فيجب أن يفعل حالاً فالأمر لايحتمل أي تأخير. كذلك يجب أن لانغفل العوامل التي قد تساعد أو تؤثر على بعض الشباب فالشباب هم المناخ الخصب لزرع المفاهيم التكفيرية تساعدهم في ذلك بعض العوامل مثل البطالة والحالة المالية واللتان يجب أن نوجد برامج فاعلة لمساعدة الشباب بالأعمال وبالمال لنقضي على أحد أهم العوامل المساعدة على الدخول والتأثر بتلك المواقع التكفيرية ألا وهو وقت الفراغ. الشباب هم الشريحة الملائمة للتجنيد ويبدأ التجنيد بغرس الأفكار والتي تستغرق وقتاً متفاوتاً يعتمد على ما توفره وسيلة نقل المعلومات من مواد سمعية وبصرية ثم بعدها تبدأ مرحلة تبادل الحوارات من خلال غرف الدردشة والتي تتيح للمدبر كشف شخصية من يتحاور معه ومدى إمكانية اختياره وتجنيد وخطر ذلك أنه يتم بسرعة شديدة وبتكلفة قليلة وأخطر أنواع الشباب الذين تحرص عليهم المنظمات والخلايا الإرهابية كما ورد في بعض الدراسات هو الشباب المتفوق ولكنه المنطوي على نفسه حيث يحاول الهرب من المجتمع لأن لديه عدم رضى عن كل شيء ولذلك فيمكن اجتذابه بسهولة ولديه استعداد نفسي لتنفيذ ما يطلب منه. إيقاف الفكر الخبيث كذلك من الاستراتيجيات الفعالة التنسيق مع محركات البحث أمثال جوجل، وياهو، ويوتيوب، ووندوز لايف، ومكتوب، والفيس بوك، وغيرها لمنع دخول الإرهابيين لهذه المواقع وعدم استخدام مواقعهم كوسيلة نشر للفكر الإرهابي، والحذر من أن تكون هذه المواقع حامية وحاملة للإرهاب، وهذا بلا شك يتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً ومحاصرة حقيقية للفكر الإرهابي حيث أن هذا الفكر الخبيث سريع التشكل سريع الالتفاف وسريع التخفي ويغير جلده كالأفعى القاتلة بكل حذر وهذا يوجب أن تلاحق هذه المواقع والمحركات كل دخيل إرهابي للبحث والتدمير عاجلاً حيث أن الفكر الإرهابي داخل الانترنت هو بالضبط مثل الخلية السرطانية إذا أهملت لبعض الوقت فستتوالد ويصعب حلها وحينها تكون قاتلة ومدمرة. من الاستراتيجيات كذلك محاولة إنشاء هيئة وطنية تهتم بمكافحة الإرهاب والجرائم المرتبطة بشبكة الانترنت تابعة لوزارة الداخلية أو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. هذه الهيئة تعطي صلاحيات واسعة لملاحقة هذه المواقع المشبوهة وملاحقة المشبوهين والمرتبطين بها. ولامانع من حجب المواقع المشبوهة ولكن أهم من ذلك بكثير فيجب على كل عالم متخصص أن يتخلى عن الصمت المطبق وكأن الأمر لايعنيهم وأن يتركوا السلبية ويجب مقارعة الفكر بالفكر، يجب علينا جميعاً أن نقضي على المحرك الفكري والايديولوجي للإرهاب فإنه يستحيل مقاومة الإرهاب والحد من خطره بدون أن نحارب الفكر بالفكر ونقارع الحجة بالحجة. يجب أن نعرف أن عدداً من أرباب الإرهاب والفكر الضال لايحاول الاتصال بالانترنت بالمواقع الإرهابية وإرسال رسائل فكرية مدمرة وملوثة وخطرة وقاتلة من منازلهم حيث أنه ليس من الصعب ملاحقة الرقم الهاتفي فيلجأ عدد من أرباب الإرهاب والفكر الضال وحتى عدد من الشباب المغرر بهم والملعوب بعقولهم دائماً يتعاملون مع الانترنت في المقاهي. وهنا أهمية تدخل جهات أمنية وعلمية في السيطرة على هذه المقاهي وهنا يجب أن نعرف أنه وحتى في أكثر دول العالم حرية وتحلل وأكثرها حفاظاً على خصوصية الأفراد نجد أن مقاهي الانترنت في تلك الدول مصممة بطريقة مفتوحة وبدون حواجز وليست مظلمة بينما لدينا نجد الحواجز المرتفعة بل هي غرف مغلقة بذريعة إعطاء الخصوصية لمستخدمي الانترنت وهذه الغرف أيضاً مظلمة مما يعطي الشاب قدراً هائلاً من الخصوصية ويفتح لهذا الشاب أن يصبح صيداً سهلاً لأرباب الإرهاب لذا فللأسف المقاهي هي بؤر للانحراف الفكري والفساد الأخلاقي. كذلك يجب أن نعرف جميعاً أننا نعيش في ظروف استثنائية قاهرة وصعبة بسبب ما صنعه أرباب الإرهاب والفكر الضال لذلك لايمنع من وجود بعض الأنظمة لمثل هذه المقاهي وحتى تنتهي أزمة الإرهاب إن شاء الله لعل منها أن تصمم الحاسبات على الاحتفاظ بالمعلومات الموجودة بها والمواقع التي دخلت لمدة لاتقل عن 72 ساعة مما يعطي الوقت للرجوع للمعلومات فيما لو احتيج لها من الجهات الأمنية. كذلك ما المانع من ربط هذه المواقع إلكترونياً مع جهات أمنية وعلمية أمثال وزارة الداخلية أو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بحيث تستطيع الجهات الأمنية من الاشراف على المقاهي والتأكد من عدم الدخول لهذه المواقع المشبوهة وأهم من ذلك عدم إرسال رسائل أو شفرات لأرباب الإرهاب ولنعلم أنه فقد الربط الالكتروني وفكر الرقابة الأمنية سوف بإذن الله يمنع الكثير جداً من الفساد والشرور. كذلك من الأمور التقنية تستطيع الجهات الأمنية انشاء عدد من المواقع الوهمية الإرهابية حيث تتيح للجهات الأمنية أمرين مهمين الأول معرفة من يدخل لهذه المواقع ويتفاعل معها ويكتب ويرسل لها والأمر الآخر هو أن نخلق جواً من عدم الثقة في المواقع الإرهابية الأساسية فجميعها سوف يكون عليه علامة استفهام هل هي إرهابية أم دمية لاختبار الجمهور وهذا بحد ذاته مكسب استراتيجي. تدمير المواقع الضالة كذلك في حالة مقاهي الانترنت يجب إصدار تعليمات واضحة لأصحاب المقاهي في أخذ هوية أي شخص يدخلها وأن تكون لصاحب المحل شاشة مركزية يستطيع من خلالها مراقبة جميع الشاشات في محله وإن دخل أحد لأحد المواقع المشبوهة يكون صاحب المحل مكان تساؤل من الجهات الأمنية، كذلك يجب أن يكون هناك دور واضح لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركات الاتصالات لمنع وحجب مثل هذه المواقع الخطرة. كذلك يجب تشغيل عدد من الشباب من هواة الانترنت للبحث عن هذه المواقع والابلاغ عنها وإن أمكان تدميرها وتخريبها حتى لاتكون سبباً في هلاك وموت أولادنا وشبابنا حيث إن هذه المواقع لاشك أنها ترتكب جريمة فظيعة في حق شباب هذا الوطن الكريم. يجب أن نجند عدد من الشباب من لهم هويات في الحاسبات والبرمجيات ليؤسسوا لنا مواقع شيقة قوية وديناميكية تدافع عن الوطن وتفند الإرهاب وفكره بطرق شبابية بعيدة عن الطرق التقليدية. يجب أن تبقى مقاهي الانترنت واضحة تحت أشعة الشمس وابعادها عن الظلام الحسي والمعنوي والفكري ومفتوحة كما هو حاصل في مقاهي الانترنت حتى كما ذكر في البلاد المتحررة والإباحية والتي تفتح المقاهي وتجعلها مشاهدة من قبل الجميع لأن المخفي يثير علامات استفهام كبيرة. كذلك يجب الإكثار من المواقع الجيدة والتصحيحية والتي تواجه المواقع المتطرفة والتكفيرية وتظهر الجانب المعتدل المشرق من الإسلام العظيم بعيداً على فكر التكفير والقتل والتطرف هنا لابد من مواقع ديناميكية مؤثرة شيقة وليست للأسف مثل بعض المواقع الرسمية التي تحارب الإرهاب بفكر جامد روتيني. كذلك يجب الإكثار من المواقع التي تنشرفكر حب الوطن وتنشر العلم الشرعي وأحكام الجهاد الصحيحة حتى تغلق الباب على أرباب الفكر الفاسد بوساطة إشاعة الفكر الجيد الايجابي عبر مواقع الانترنت. عدد من أرباب الإرهاب لهم ذراع طويلة في المواقع الالكترونية لذا يجب أن نحاربهم بهذا السلاح التقني الالكتروني بمواقع شبابية هادفة وجذابة ترسل الرسائل التي نرغبها بروح عصرية لنحارب الإرهاب بالفكر والكلمة النيرة والهدف الواضح. استاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة المشارك جامعة القصيم والمستشار بإمارة منطقة القصيمة