تحرك القوى الاجتماعية والسياسية في العراق لضبط الأمن ومنع حوادث السلب والنهب عمل يجب تشجيعه بل الاشادة به ففي ظل هذه الظروف الدقيقة والحرجة التي يمر بها العراق الجديد بعد زوال حكم الطاغية علينا ان نساند الشعب العراقي في محنته الكبيرة وان نمنحه الفرصة لالتقاط الانفاس والتفكير في مستقبله بروية وبالتأكيد ليس هناك احرص من الشعب العراقي على اعادة الأمن في مدن العراق. من المؤكد ان الفلتان الامني الذي بدأنا نشعر بانحساره خلال اليومين الماضيين هو أمر طبيعي حدث قبل ذلك في دول عدة احتلت ولعلنا نشير الى ما حدث حين احتلال دولة الكويت عام 90 من قبل النظام العراقي المخلوع وكلنا رأى على شاشات التليفزيون حوادث السلب والنهب في دولة الكويت في تلك الفترة مع فارق جوهري هو ان من قام بحوادث السلب والنهب وتدمير الممتلكات العامة هو المليشيات العراقية الغازية بتشجيع من قبل اركان نظام العراق المخلوع كذلك حدث مثل ذلك في كوسوفو ونيويورك وجنوب افريقيا حين حدثت هزات وثغرات امنية. العراق بلد يمتلك طاقات هائلة تستطيع ان تعيد الحياة الطبيعية في البلد بل وتستطيع ان تصنع من العراق نموذجا يحتذى به في الاعمار والتقدم السياسي والاقتصادي والعلمي وعلى كل هؤلاء الذين يشككون في مقدرة الشعب العراقي على تجاوز محنته ألا يجعلوا من العراق قميص عثمان آخر يحملون على اسنته شعاراتهم الكبيرة الفضفاضة التي ذبحت من خلالها الشعوب العربية واوصلتنا الى هذه المرحلة المرة. مصلحة العراق وشعب العراق هي الخيار الذي من المفترض ان نغلبه على أي خيار آخر فاستقرار العراق وامنه ورفاهة شعبه هي استقرار وأمن لكل شعوب المنطقة ويمكن اعتبار الماضي صفحة طويت للابد والمستقبل الآمن دون حروب هو مطلب كل دول وشعوب المنطقة.