يعتبر مرض التوحد عند الاطفال من الامراض التي لم يعرف سببها حتى الآن - ومع ان بعض العلماء يعتقدون ان هناك عنصرا وراثيا الا ان هذه النظرية لم تثبت قطعيا وقد يكون لارتفاع النحاس في الانسجة والدم عامل في مرض التوحد والمشاكل العقلية الاخرى - كما يحدث ايضا في حالة التعرض الكثير للزئبق والرصاص والذي يصاحب ذلك تلف في التطور العقلي والمشاكل السلوكية، ومرض التوحد عبارة عن خلل عقلي يتميز بعدم استجابة الاطفال للبيئة المحيطة بهم - كما يظهرون اختلافا كبيرا في السلوك عند الآخرين من بداية صغر سنهم ومرض التوحد يصيب تقريبا 1 من ثلاثة آلاف فرد - ومع انه لاتوجد لدينا احصائيات دقيقة لعدد مرضى التوحد، الا اننا نجد ان بالولايات المتحدة الامريكي ما يقارب من مائة ألف طفل متوحد والطفل المتوحد لايهتم بالحب والعاطفة كما يفعل باقي الاطفال وباستطاعة الطبيب تشخيص المرض قبل سن الثالثة من العمر ويقوم هؤلاء الاطفال بتصرفات غريبة، ولايمكن بأي حال من الاحوال اعتبار مرض التوحد ناتجا عن اهمال الوالدين كما كان سائدا في الماضي ويعتبر الطفل المتوحد معاقا عقليا ومعدل الذكاء لديه اقل بكثير من الطبيعي حيث تظهر عليه صعوبة في التعلم - ويتميز التوحد بعدم استجابته تماما للاشخاص الآخرين - كما انهم يميلون للعزلة ومع الكبر يفشل هؤلاء الاطفال في التعلق بالآخرين وينسحبون الى داخل انفسهم ويصف بعض العماء مرض التوحد بأنه عبارة عن عدم الاتزان العصبي الذي يجعل المصابين اكثر حساسية من ناحية الألم الكثير من المثيرات الخارجية وعلى العموم فان مريض التوحد لايختلف عن الاطفال الآخرين من الناحية العضوية ولايوجد علاج شاف لمرض التوحد الا انه ينصح بتناول مركبات فيتامين ب والماغنيسيوم والتي قد تعطي نتائج جيدة في المتوحدين من الاطفال - والحقيقة انه من الصعب التكهن بسير حالة مرض التوحد في الاطفال - وهناك بعض الحالات التي طرأ عليها تحسن ملحوظ بعد البلوغ الا ان بعض الاطفال قد يبدو انهم يتقدمون بشكل جيد تم يصلون الى مرحلة تدهور مرة اخرى ولايستطيع الطبيب تفسير ذلك - الا ان الكثير من مرضى التوحد قد يصلون الى ما يقارب الاعتماد على النفس او قد يستقلون بذاتهم، ومع ذلك فان معظم الاطفال المصابين بمرض التوحد يحتاجون في النهاية الى رعاية خاصة مدى الحياة. استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان