دعوة المملكة إلى اجتماع الرياض لدول جوار العراق الذي عقد اول امس الجمعة وما خرج به من توافق في الآراء والتصورات لمستقبل العراق يمكن اعتباره ناجحا بكل المقاييس فهو اوضح رسالته الى الحكومتين الامريكية والبريطانية دون لبس أو غموض ووضع المسميات في موقعها الصحيح حين اوضح ان ماحدث لا يمكن اعتباره سوى احتلال والمطلوب من قوات الاحتلال كما تفرض اتفاقيات جنيف ان تقوم بمسئوليتها تجاه توفير الامن والاستقرار لشعب العراق وتوفير مستلزمات الحياة الطبيعية ليتمكن الشعب العراقي من لملمة احزانه وتضميد جروحه ومن ثم التركيز على المستقبل. مؤتمر الرياض لا يريد سوى ان يرى العراق المستقر المعبر عن طموح ابنائه في تشكيل حكومة حرة تأتي برغبة الشعب ويرفض التدخل في الشئون الداخلية له ويدعو الى المحافظة على ثرواته بما فيها البترول التي لا يحق للمحتلين التصرف فيها دون ارادة عراقية. الاولويات التي عني بها المؤتمر لا يختلف عليها أي عراقي خصوصا فيما يتعلق بانسحاب القوات المحتلة ليتمكن العراقيون من حكم بلدهم وهي مهمة ينظر اليها الشعب العربي بحساسية كبيرة. ايضا رفض المؤتمر التهديدات التي تطلقها امريكا تجاه سوريا وهي تهديدات ظالمة تنم عن سلوك غير متزن من قبل الادارة الامريكية المنتصرة في حربها خصوصا حين نفحص الاهداف الحقيقية للتهديدات التي تصدر من قبل مسئولين لا يرون الا القوة كمعيار للعلاقات الدولية وبالتأكيد فان الشقيقة سوريا ترى ان الحوار مع واشنطن هو المفتاح الذي يزيل سوء الفهم السياسي بينهما. امام دول الجوار للعراق مهمة تاريخية في الحفاظ على وحدة العراق وسلامة حدوده وأمن شعبه وتمهيد الطريق لبناء مستقبله وهذا ما ينشده الجميع للعراق وشعب العراق.