بدأ فتيان في بغداد تحمل مسئولية المشاركة في حفظ الأمن والممتلكات بعد الانفلات الامني الذي خلفه الاحتلال الانجلوامريكي للعراق انطلاقا من قناعة بسيطة تقول اذا اراد المرء حماية مجتمعه فما عليه سوى ان يفعل ذلك بنفسه. ويقوم الشبان تحت اشراف وتنظيم شيوخ عشائر بحراسة المستشفيات ومناطق الاعمال والتجمعات السكنية في محاولة لوقف عمليات النهب والسلب التي اعقبت انهيار حكم صدام حسين.وتجدهم في الاماكن التي تخشى القوات الامريكية دخولها .. لا يرتدون زيا عسكريا لكنهم يحملون سلاحا. وفي مستشفى الكندي في غرب بغداد يوجد 50 من حراس الامن هؤلاء معظمهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف يزاولون مهامهم في نوبات عمل. ويقول العاملون في المستشفى انهم لا يمكنهم العمل بدون هؤلاء الحراس. وقال الممرض احمد حسين منذ ثلاثة أو اربعة ايام جاء بعض فدائيي صدام الى المستشفى يبحثون عن اشخاص وهم يطلقون الرصاص في غرفة الطواريء. واضاف كان هناك اشخاص يرتكبون اعمال سلب ونهب ولم نتمكن من حماية انفسنا أو المرضى. والآن بعد ان اصبح لدينا متطوعون اصبحت الامور أكثر هدوءا. وبينما مازال غالبية العاملين في المستشفى خائفون من الحضور الى العمل فقد بدأ متطوعون القيام ببعض المهام الدنيا في المستشفى مثل تنظيف الارضيات واصلاح النوافذ المحطمة والمعدات. وزهير موسوي رجل قوي البنية عمره 24 عاما قال انه طلب اليهم ان يأتوا الى هنا وان يساعدوا في انهاء حالة اللاشرعية وجلب السلام. ولذلك اتينا الى هنا ونفس القصة تتكرر في العاصمة. وفي الطريق المؤدي الى حي المنصور حشد الشيخ ناظم البراديلي وهو رجل اعمال محلي بارز مئات من الشبان لحماية السكان المحليين. واقيمت حواجز الطرق لمنع مرتكبي اعمال النهب من التجول بحرية. ولا يشاهد أي أثر في تلك المنطقة للقوات الامريكية التي دخلت المدينة. وقال البراديلي لماذا افعل هذا ... انني اقوم بذلك لانني عراقي ولحماية اسرتي ومنطقتي.واضاف اننا لا نحتاج الى الامريكيين ليساعدونا. نحن عراقيون ويمكننا ان نهتم بأنفسنا ولا يتلقى حراس الامن رواتب وجميعهم من المنطقة المحلية. وتدوي اصوات طلقات رصاص خلف صف من المتاجر التي نهبت ويقول البراديلي ان رجاله يلاحقون اللصوص. وقام لصوص انتهازيون بتجريد بنوك ومتاجر ومبان عامة من كل محتوياتها في موجة سلب ونهب دون رادع لايام عديدة بعد ان استولت القوات الامريكية على بغداد. والان تحول معظمهم الى باعة يحضرون السلع المسروقة مقابل اسعار مخفضة مثل مولدات الكهرباء ومحركات السيارات والمعدات الكهربائية حيث تعرض هذه السلع على جانبي الطريق.وقال البراديلي انه يأمل في ان يكون الجانب الاسوأ قد انتهى. ويختتم كلامه بقوله هؤلاء اللصوص "علي بابا" لا يمثلوننا ولا يمثلون العراق. المواطنون سيقضون عليهم ثم سنبدأ في اعادة بناء هذه الضاحية.