تمكن الباحثون في المركز الطبي بجامعة دوك الأمريكية, من تطوير تقنية جديدة متقدمة تساعد في الكشف عن أورام سرطان الرئة بدقة كبيرة من خلال رصد المركبات البروتينية فيها. وقال الباحثون إن التقنية الجديدة مطورة من مقياس الطيف الكتلي، وتعمل على تحديد هوية بروتينات معينة يتم إنتاجها بكميات كبيرة جدا في الخلايا السرطانية والدم والبول أو أي مادة حيوية تحتوي على مركبات بروتينية، وقد استخدمت لأول مرة لتعريف البروتينات الموجودة في سرطان الرئة. وقام باحثو دوك للمرة الأولى بتعريف البروتينات المتورطة باستخدام التقنية الجديدة، وبدأوا بتحليل وظائفها في خلايا الورم, فنجحوا في تعريف نوعين من البروتينات MIF وCyP-A, اللذين يتواجدان بمستويات عالية في خلايا سرطان الرئة فقط، وليس في الخلايا الطبيعية السليمة. وأوضح خبراء الأشعة وعلوم الدواء وبيولوجيا السرطان، أن هذا الاكتشاف هو أحد الخطوات الأولى نحو اكتشاف أهداف دوائية جديدة تساعد في إعاقة تأثيرات البروتينات المؤذية, مشيرين إلى أن بالإمكان تطوير فحص بسيط للدم باستخدام بروتيني MIF وCyP-A, كعلامات جزيئية لتشخيص سرطان الرئة دون الحاجة إلى سحب الخزعات النسيجية المؤلمة. وفسر الخبراء أن التقنية الجديدة تمثل نموذجا جديدا لتعريف الأهداف البروتينية في خلايا السرطان، حيث يتم رصد البروتينات نفسها بدلا من البحث عن المورثات الجينية المعتلة ثم إضعاف بروتيناتها, لافتين إلى أن هذه التقنية تستخدم جهازا تحليليا معقدا يسمى مقياس الطيف الكتلي, الذي يعمل على شحن بروتينات الورم أو تأيينها، وتحديد الكتلة الدقيقة لكل جسيم منها وكميته الموجودة في العينة, ثم التركيز على البروتينات المتواجدة بمستويات عالية وتنقية العينات بصورة متكررة حتى يتم تحديد التركيبة الفريدة أو البصمة الخاصة للأحماض الأمينية لكل بروتين. وأكد العلماء في مجلة بحوث السرطان, أن التوصل إلى طريقة لرصد البروتينات المساهمة في نمو السرطان الخبيث أمر مهم وحاسم، لأن الوسائل المستخدمة حاليا لتشخيص وعلاج سرطان الرئة غير مجدية في تقليل الوفيات المتسببة عن المرض طوال السنوات الأخيرة.