طور باحثون مختصون في النرويج أول تقنية طبية تستخدم مقياس الطيف بالرنين المغناطيسى داخليا, لتمييز الأورام الحميدة عن السرطان. وأوضح العلماء فى مؤسسة البحوث العلمية والصناعية بالمعهد النرويجى للتكنولوجيا, أن بالإمكان استخدام التقنية الجديدة لاكتشاف سرطان الثدي, ومراقبة فعالية العلاجات المضادة له, وتخطيط الروابط الأيضية التى تحدث فيه, مشيرين إلى أنها المرة الأولى التى يتم فيها استخدام مقياس الطيف بالرنين المغناطيسى لرصد المواد الكيماوية الموجودة فى الورم السرطانى ومقارنتها مع تلك الموجودة فى النسيج السليم المحيط به.وأظهرت الاختبارات التى أجريت على ثلاثين مريضا, وجود اختلافات متعددة, وخصوصا فيما يتعلق بمحتوى السكر وبعض الأحماض الأمينية ومادة "كولين". وأفاد الأطباء بأن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسى تعتبر اليوم واحدة من أهم الأساليب المستخدمة فى تشخيص السرطان, فهى تسمح برصد التغيرات الطارئة على الثدي باستخدام مادة توضيح خاصة, وطريقة ظهور شبكات الأوعية الدموية فى الورم السرطاني, وكمية المادة التوضيحية المتسربة منها عند سريانها فى الدورة الدموية, وبهذه الطريقة يمكن تحديد طبيعة الورم إذا ما كان حميدا أو خبيثا بدقة كبيرة, لأن شبكات الأوعية الدموية فى الورم السرطانى الخبيث تكون أكثف وأكثر نفاذاً. ويرى العلماء أن هذه التقنيات الجديدة تلعب دورا مهما فى تشخيص الأورام , وتقييم فعالية العلاجات عند المريضات المصابات بأنواع معينة من سرطان الثدي, مثل السيدات الشابات المعرضات لخطر إصابة وراثية بالمرض, حيث تعطى تقنية التصوير بالرنين المغناطيسى نتائج أدق من التصوير الشعاعى التقليدى للثدي. ولفت الخبراء فى جمعية السرطان النرويجية, إلى أن مقياس الطيف المغناطيسى الذى يرصد التراكيب الكيميائية والحيوية فى الأورام, قد يمثل وسيلة مهمة أيضا فى علاج المصابات بسرطان الثدي, والكشف عن فعالية العلاج وآثاره على المستوى الجزيئي.