بعد مرور فترة كبيرة على اختفاء محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي السابق عن مسرح الاحداث مازال اللغويون في حيرة لمحاولة تعريف بعض المصطلحات التي استخدمها الصحاف لتفسير وجهة النظر العراقية بشأن سير العمليات العسكرية. وقد اعتاد الصحاف إطلاق جرعة ثابتة من التعبيرات البلاغية النارية في المؤتمر اليومي الذي كان يعقده في بغداد ضد كل من الولاياتالمتحدةالامريكيةوبريطانيا والتي تتحدى أي محاولات للترجمة. وقد دفعت تلك التعبيرات والكلمات الجديدة التي استخدمها وزير الاعلام العراقي بالمراسلين إلى اللجوء إلى المعاجم اللغوية إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل حيث استخدموا المعاجم العربية المعاصرة. وقد فقدت تلك الكلمات الكثير من معناها وقوتها عندما خضعت للترجمة مما أعجزها عن إيصال الرسالة التي أطلقت من أجلها. وخصصت جريدة (الشرق الاوسط) التي تصدر في لندن في عدد صدر في الآونة الاخيرة مقالا كاملا لتعريف بعض من الكلمات الغامضة التي شكلت الجزء الاكبر من كلمات الصحاف قبل اختفائه. كلمة (العلوج) كانت احدى هذه الكلمات. فعلى سبيل المثال قد يصرح الصحاف قائلا: اسقطنا طائرة من طراز شينوك من النوع المخصص لنقل العلوج. تلك الكلمة كانت دائمة التكرار في مؤتمرات الصحاف الصحفية. وقد حاول اللغويون السعوديون الكشف عن هذه الكلمة في المعاجم العربية الا إن هذه المحاولات لم تسفر عن أي نتائج. وفي مصر اختلف الخبراء حول هذه الكلمة فقال احدهم إن كلمة العلوج تعني "دودة الارض" وأضاف آخر إنها تعني "الهمج" . وأسفرت الدراسات التي قامت بها جريدة الشرق الاوسط عن أن الكلمة تعود في أصلها إلى التاريخ الاسلامي القديم وبالتحديد إلى العصر العباسي، حيث كان المسلمون يستخدمونها للاشارة إلى أسرى الحرب في المعارك التي كانوا يخوضونها مع غير العرب. وقد وصف هؤلاء الاسرى بأنهم ذوو شعر احمر، يتمتعون بالطول والبنية قوية. وبمرور الوقت، كما توضح الجريدة، تقلص هذا المعنى إلى الاشارة إلي الكفرة أو غير المؤمنين. ومن ضمن المعاني المفضلة التي كان يحلو للصحاف استخدامها هي كلمة(الطراطير) وهي جمع كلمة(الطرطور) وهي كلمة عامية من أصل تركي. وقالت الصحيفة ان العديد من مشاهدي التلفزيون العرب وجدوا ان بعض هذه التعبيرات غريبة ومضحكة حتى إنهم يستمعون إليها لا لمعرفة وجهة النظر العراقية حول الحرب بل لسماع تلك التعليقات الغريبة. وقد اصبحت كلمة العلوج من أشهر الكلمات في العالم العربي الآن حتى أن البعض يعتقد انها لو كانت لاغنية لحطمت الارقام القياسية ليس فقط في الشرق الاوسط بل في العالم كله. وفي بريطانيا حققت الملابس التي تحمل كلمات الصحاف مبيعات كبيرة. كما أسس بعض المعجبين بأسلوبه موقعا خاصا على شبكة الانترنت يحمل اسما معناه (إننا نحب وزير الاعلام العراقي). ويضم الموقع مقاطع من المؤتمرات الصحفية التي أدلى بها الصحاف مثل اطمئنوا، بغداد آمنة،ومحصنة و لا يوجد كفرة في بغداد أبدا وأيضا سوف يشوي الله بطونهم في جهنم على أيدي العراقيين ويزود الموقع بآخر أخبار الصحاف بأنه لم يتأكد وجوده بعد حيث اختفي في ساعة متأخرة من مساء الثامن من ابريل بعد ان أكد عدم وجود أي قوات أمريكية في بغداد. وباتباع نظريات المؤامرة بشأن مصير الصحاف الذي اعتاد توجيه اللوم إلى ما سماها (العصابة الدولية من المجرمين الاوغاد) في احد أحاديثه الصحفية التي أدلى بها في الشارع بعد أن تم قصف مكتبه. وآخر هذه النظريات صورت الصحاف مرتديا حجابا أسود. والصورة توضح الوزير السابق بين مجموعة من النساء يلوح ببنادق أتوماتيكية ومرتديا نظارته الطبية المميزة.