ينظم التليفزيون السعودي اليوم حملة لجمع التبرعات النقدية والعينية لصالح الشعب العراقي الشقيق تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد. وتأتي حملة التبرعات استجابة طبيعية من الشعب السعودي وقادته وتلبية لحاجة الاخوة العراقيين الذين يعانون ظروفا صعبة هذه الأيام، خاصة بعد أن بدأ مخزون المؤن ينفد من المنازل والمحلات. وزاد الأمر سوءا عمليات النهب الواسعة للثروات العراقية ومخازن الأغذية. وتنظيم حملة التبرعات السعودية هو توسم من القيادة لما يتمتع به مواطنو المملكة من حب الخير والجود والوقوف إلى جانب الاخوة العراقيين في ظروفهم الراهنة. ولم تكن حملة التبرعات جديدة أو المرة الأولى التي ينهض سعوديون بمثل هذا العمل الخير الرائع، فقد قدم المواطنون السعوديون عشرات الملايين من الريالات للاخوة الفلسطينيين والاخوة في البوسنة حينما تضافرت عليهم الظروف الصعبة وشراسة العدوان. ومساعدة الاخوة في العراق تعتبر من واجبات التكافل بين المسلمين والاخوة العربية، ودعم لهم حتى يستطيعوا إعادة بناء مؤسساتهم الوطنية وتنظيم العمليات الإنتاجية. والعراقيون اليوم بأشد الحاجة لعون إخوانهم المسلمين وأشقائهم العرب حتى تنجلي الغمة التي تلم بهم سريعاً بإذن الله تعالى. وليست حملة التبرعات هي اليد السعودية البيضاء الوحيدة التي تمتد إلى الاخوة العراقيين في ظروفهم الراهنة، بل قامت المملكة بتوزيع المساعدات العينية والإغاثة في مدن العراق. وأقامت مستشفى ميدانياً في بغداد يستقبل يومياً مئات الجرحى والمرضى الذين يحصلون الآن على رعاية طبية مخلصة، وكذلك استعداد مستشفيات المملكة لاستقبال الحالات الخطرة من الجرحى والمرضى العراقيين. كما تبذل المملكة جهودا دبلوماسية لمساعدة الاخوة في العراق على تجاوز ظرفهم وانتخاب حكومة وطنية، ورحيل قوات الاحتلال، وتضاف حملة التبرعات لهذا العمل لتكمل سلسلة الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة من أجل العراق الشقيق شعباً ووطناً وكياناً.