نزعم جميعا اننا نحب ابناءنا اكثر من انفسنا واننا نشقى من اجلهم ونتمنى ان يكونوا افضل منا بكل المقاييس وقد نغدق عليهم الاموال ونحقق لهم كل ما يطلبونه ولكننا نخفق في اهم امر وهو التربية! ولذا لا نعجب من تصرفات هوجاء نراها امام اعيننا كل يوم ولست اعني ملابسهم وقصات شعورهم والدخان الذي يكاد يخرج من آذانهم فقد قيل الكثير حتى مللنا من التكرار، وانما نعجب من جرأة الشباب في التعرض للعائلات والتحرش بهم بشكل وقح كماحدث في مجمع الراشد مرارا ومن الانصاف ان نقول ان الذي دفع الشباب هو لباس وتغنج النساء ممن تعجب منها ومن بلادة زوجها الذي يسير بجانبها! اما جلسات المقاهي في البنايات البعيدة عن الاماكن العامة فانك لا تكاد تصدق ما تراه فيها! يتربى شبابنا في مقاهي الانترنت التي يكفيها شبهة انها مظللة على هيئة كبائن تثير الريبة بينما لا تجد ذلك في مقاهي الانترنت في اوروبا وامريكا وقد شاهدتها بنفسي، ورغم اللقاءات والاستبيانات الصحفية العديدة التي يعترف فيها الكثيرون باساءة استخدام الانترنت في امور معروفة خاصة من بطالة الشباب وفراغ الشابات، فان بعض الكتاب ورسامي الكاريكاتيرات لا يزالون يسخرون من جهود حجب المواقع ثم تأتي القنوات الفضائية لتخرج لنا الجيل الجديد وتعلمون ماذا تعرض القنوات الاوروبية والمشفرة فقنوات الرقص والافلام المكسيكية بالنسبة لها غاية في الادب! ذكر مساعد وزير المعارف ان 30% من المراهقين لدينا يعانون اضطرابات نفسية او العنف او المخدرات اما في واشنطن فقد اكدت دراسة حديثة ان لجوء المراهقين الى الوشم (التاتو) وهو مابدأ ينتشر لدينا، يدل على امراض نفسية وسلوكية خطيرة وللاسف ان كثيرين يهملون تربية ابنائهم ثم يشتكون من سوء تصرفاتهم. وعلى النقيض يحيل بعض الوالدين حياة ابنائهم الى سجن كبير لا يغتفر فيه الخطأ والنتيجة ان الوالدين يدفعان الابناء الى الانحراف فهذا تعلم التدخين نكاية بوالده الذي كان يراقب مكالماته الهاتفية وآخر ادمن الغراء وترك المدرسة لان ابيه كان يشك فيه دون سبب فقط لانه كما يقول كل الشباب منحرفون! وتلك الفتاة تعلمت الشيشة لان امها تصر على انها مازالت صغيرة.. وبالطبع هذه بداية ثم تكبر الاخطاء! وفي حين نخشى على شبابنا من تقليعات الغرب وتقليدهم الذي بلغ حد عبادة اللاعب مارادونا في كنيسة ارجنتينية فان شابا في الرياض اثار استهجان المارة بلصقه عملات ورقية من فئة ال100 و200 و500 ريال يبلغ مجموعها 10000 ريال على زجاج سيارته ولا يكفي ان ندعو الله ان تبقى تصرفات شاذة لا تتكرر ولكن يجب ان نسأل انفسنا ماذا قدمنا لتربية ابنائنا وكيف نعالج تصرفاتهم الخاطئة ولدينا الكثير في الكتب والاشرطة الرائعة ولكن للاعلام والصحافة والمرشدين في المدارس دور كبير لم يقوموا به بعد وعلينا ان نتدارك ابناءنا قبل ان يربيهم الآخرون!!