عزيزي رئيس التحرير: يتعرض المرء في الحياة لظروف صعبة وقاسية، فهي مليئة بالمشاكل والمصاعب التي تعترض طريقه، ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وانتشرت فيه الامراض النفسية حيث سيطرت المادة على كل شيء في الحياة مما جعلها اكثر صعوبة وبالتالي زادت ضغوط الحياة على الانسان وفي ظل هذه الظروف اذا لم يكن عند الانسان ايمان راسخ فانه حتما سوف ينهار امامها وربما اهتز ايمانه واختل توازنه والنتيجة ان يصبح هذا الانسان اسيرا للاحزان وصيدا سهلا للشيطان وتصبح حياته في خطر وعيشته في كدر. والحقيقة الواضحة كوضوح الشمس ان الانسان بلا ايمان سفينة بلا ربان ولله در الشاعر عندما قال: ==1== اذا الايمان ضاع فلا امان==0== ==0==ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دين==0== ==0==فقد جعل الفناء لها قرينا==2== ومما لاشك فيه ان للايمان اهمية كبيرة في حياة الانسان فهو عماد الحياة ومنبع الطمأنينة ومصدر السعادة، كيف لا وبالايمان ينشرح صدر الانسان: (فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام) وبالايمان يحصل الامن النفسي والامان الحسي: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) وبالايمان يسعد الانسان ولا يشقى: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى) وبالايمان تتحقق الطمأنينة والراحة النفسية: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب) والحياة بدون ايمان حياة قاسية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وهي بدون الايمان ليس لها طعم ولا معنى، فالايمان بالله له صلة وثيقة في ثبات القلوب وشفاء الصدور واستقرار النفوس. والحياة الطيبة والسعيدة في نفس الوقت مطلب عزيز وهاجس ثمين يتمناها كل انسان ويسعى اليها ويبذل من اجل الحصول عليها الغالي والنفيس حتى يحققها وهي موجودة بلا شك في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم: (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) وكذلك لاننسى اهمية العمل الصالح فهو من مقومات الحياة السعيدة: (من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون) وقال ابن قيم الجوزية: عنوان سعادة العبد ثلاثة امور اذا انعم عليه شكر واذا ابتلاه ربه صبرواذا اذنب العبد استغفر. وهذه وصفة لكل من بحث عن السعادة النفسية، والراحة القلبية تتمثل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن ان امره كله خير، وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له) وما اجمل قول الشاعر: ==1== يجري القضاء وفيه الخير نافلة==0== ==0==لمؤمن واثق بالله لا لاهي ان جاءه فرح او انتابه ترح==0== ==0==في الحالتين يقول الحمد لله==2== لذا يجب على المسلم ان يجعل هذا الحديث شعارا له في حياته وتاجا له على رأسه ووساما له على صدره وهو والله بلسم شاف من جراح الحياة وجرعة وقاية ضد الندم والأسف على ما فات ولكن لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.. محماس بن عايض بن رسل الدوسري/ الخرج