معركة أم الحواسم هو الاسم الذي اختاره رئيس العراق المخلوع صدام حسين لحرب الخليج الثالثة، ولعل هذا الاسم يحمل لدى كاتب هذه السطور الكثير من المعاني اهمها المعنى الاقتصادي. فالعراق يعيش هذه الايام اصعب مراحل حياته السياسية والاقتصادية وهي مرحلة الحسم الاخير. فالمتعمق في الأحداث التي تعيشها ارض الرافدين يعلم جليا أن الحرب الاقتصادية لاتزال تدور وهي اهم من الحرب العسكرية التي انتهت قبل اسبوعين. لقد ذكرنا في مقال سابق ان العراق يمتلك اكبر احتياطي نفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية، والنفط يعد اكبر قوة اقتصادية مؤثرة في عالمنا اليوم والولاياتالمتحدةالامريكية تجيد التعامل مع لعبة قوة الاقتصاد. فمنذ خروج الولاياتالمتحدة من الحرب العالمية الاولى والثانية بدأت تقتنع بان قوة الاقتصاد هي المحرك للعلاقات الدولية. ان قرار امريكا في الحرب ضد العراق لم يكن اساسه التخلص من سلاح الدمار الشامل الذي تزعم الولاياتالمتحدةالامريكية أن العراق يمتلكه او بسبب النظام الدكتاتوري الجائر في العراق او غيره من الاسباب وانما السبب الرئيس يكمن في ان موارد النفط الامريكي آخذة في النضوب وقد وجدت امريكا في حربها ضد الارهاب فرصة ثمينة على السيطرة على منابع النفط التي كانت تسيطر عليها دول اوروبية مثل بريطانياوفرنساوالمانيا وغيرها لتعزز بذلك مخزونها الاستراتيجي من النفط لينعكس ذلك على استقرار اسعار النفط في العالم وبالتالي يستقر الاقتصاد العالمي! ان العراق سيشهد في الفترة القادمة معركة كبيرة ستكون حاسمة بين الولاياتالمتحدةالامريكية من جهة واهم الدول الاوروبية وبعض الدول الشرق اوسطية من جهة اخرى وكذلك بين الولاياتالمتحدة وحليفتها العجوز بريطانيا، وذلك من اجل امتلاك الولاياتالمتحدة اكبر حصة من الغنائم العراقية. بدون دعم واستشارة ومباركة دول عريقة في استعمار الشعوب كبريطانياوفرنسا والتي بدورها سترفض اي دعم دون مقابل مادي واضح. امريكا يهمها شيء واحد فقط في معركة ام الحواسم الاقتصادية وهو تعزيز مصادر دخلها من منطقة الخليج من خلال العراق لتصل الى 26 مليار دولار سنويا بدلا من 13 مليار التي تتحصل عليه امريكا حاليا من دول الخليج بشكل سنوي. ورفع عدد الشركات الامريكية التي تعمل في الخليج من 700 الى اكثر من 1000 شركة امريكية، ليرتفع بذلك عدد الموظفين الامريكيين في الخليج من 16000 الى اكثر من 30000 موظف بشكل دائم. فهل تستطيع بريطانيا او فرنسا او المانيا وايطاليا او روسيا واليابان، او اي دولة عربية اخرى ان تنافس هذه الجهود الامريكية فاذا كانت الاجابة بنعم لاي من هذه الدول فسنقول لها - ان وزارة الخارجية الامريكية بالمرصاد.