تُعرف الدبلوماسية العامة أو دبلوماسية الشعب بالتواصل مع الشعوب الأجنبية لإقامة حوار من أجل الاطلاع والتأثير، وتتم ممارسة الدبلوماسية عن طريق مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب التي تتراوح بين الاتصال الشخصي والحوارات الإعلامية إلى التبادلات التعليمية والإعلامية الاجتماعية والحوارات العميقة مع النخب المؤثرة. دول الخليج تتعرض لهجمة اعلامية شرسة ليس فقط من دول معادية بل في دول كانت تعتبر صديقة، مثل تركيا، لذا لابد من اخذ الموضوع بجدية والتوجة للدبلوماسية العامة للتأثير على صانعي الرأي وقادة المجتمع وذوي النفوذ وعلى الذين يلعبون دوراً مؤثراً في توجيه الرأي العام في العالم وبلغة جديدةوتعمل الدبلوماسية العامة على التأثير على المواقف العامة وتكوين وتنفيذ السياسات الخارجية، بعيدا عن عمل الدبلوماسية التقليدية، أي انها تسعى للتواصل المباشر مع الرأي العام في الدول الاخرى والتفاعل مع المجموعات والمصالح الخاصة في إحدى الدول مع دولة أخرى، ورفع تقارير عن الشئون الأجنبية وتأثيرها على السياسة. وفي الأعوام الأخيرة بدأ استخدام مفهوم الدبلوماسية العامة كطريقة جديدة للعلاقات الدولية. حيث إن عوامل مثل الثقافة والفنون والسياسة والاقتصاد وكذلك الأنشطة التي تهدف إلى اكتساب تعاطف المواطنين أصبحت الأداة الأهم في السياسة العامة، فبدلاً من علاقة الدبلوماسية التقليدية، التي تم إقامتها بين الدول والوكالات الحكومية، تم استبدالها بالدبلوماسية العامة التي يتم تطبيقها مع الشعب ومنظمات المجتمع المدني والوكالات غير الحكومية المتنوعة. وما يميز الدبلوماسية العامة انها تحّول العوائق والاعباء إلى أصول استراتيجية في كل من السياستين الداخلية والخارجية. لذا فإن الدبلوماسية العامة تبنى على التوسع في القوة الناعمة في العالم. خاصة الدول التي تدخل مناطق جديدة وعوامل ناشئة وكذلك تستمر في علاقاتها مع حلفائها القدامى، ولذا فهي تقوم بتطوير إمكانيات جديدة من أجل العوامل المتنوعة من القوة الناعمة والتواصل الاستراتيجي في سياقاتها الإقليمية والعالمية. ونظرا للعوائق الرسمية امام الدبلوماسية التقليدية وسيطرة العمل البيروقراطي عليها فقد سعت كثير من الدول المتقدمة الى منح الدبلوماسية العامة دورا جديدا، وهناك دول كإسرائيل تخصص وزارة خاصة للدبلوماسية العامة، وهي متخصصة بالدفاع عن سمعة ومصالح اسرائيل في العالم. يتفق الكثير ان دول الخليج تعاني من ضعف –ان لم يكن انعداما– في الدبلوماسية العامة، وهذا يعود لاسباب عديده احدها ان الحكومات الخليجية غنية وبالتالي قد لا يرى معظم المسئولين اهمية في كسب عقول وقلوب الاخرين من الشعوب الاخرى، والامر الاهم هو غلبة المجاملات الشخصية على حساب المصالح الوطنية احيانا، ولذا يجب الاعترف، بمرارة، بغياب شبه كامل للاعلام الخارجي، السعودي والخليجي، عن الساحة العربية والاقليمية والدولية منذ اعوام، سواء اثناء احداث الربيع العربي او بعده. وهذا الأمر اتضح خلال العامين الماضيين وكمثال اخير الهجمة الاعلامية الشرسة التى تتعرض لها قطر بسبب عمال بناء المدن الرياضية والسعودية بعد حملة تصحيح وضع العمالة فيها. الخطاب الاعلامي التقليدي للاعلام الخارجي السعودي والخليجي ما زال ضعيفا، والخوف ان سبب ذلك عدم وجود الرغبة او ربما عدم وجود القناعة الذاتية، وبالتالي كيف يمكن اقناع الاخرين اذا لم يكن صاحب الرأي مقتنعا به، ولذا يمكن القول ان الساحة تخلو تقريبا من متحدثين خليجيين مجادلين بقوة وبمهنية للدفاع وبصورة موضوعية عن العديد من المواقف، وبعيدا عن المدح المباشر والذي تثبت الايام انه فاشل وربما يأتي بنتائج عكسية وخاصة على الرأي العام الأجنبي. دول الخليج تتعرض لهجمة اعلامية شرسة ليس فقط من دول معادية بل في دول كانت تعتبر صديقة، مثل تركيا، لذا لابد من اخذ الموضوع بجدية والتوجة للدبلوماسية العامة للتأثير على صانعي الرأي وقادة المجتمع وذوي النفوذ وعلى الذين يلعبون دوراً مؤثراً في توجيه الرأي العام في العالم وبلغة جديدة. نعم لقد حانت الفرصة امام دول الخليج للاهتمام ببناء مؤسسات الدبلوماسية العامة، وصولا الى تحويلها لوزارات تقوم بالواجبات المطلوبة منها.. abdulahalshamri@ تويتر