شجر صاف وسماء خضراء وبرائحة من مومباسا يبتل الماء وبرائحة من حناء البحر عرفناك وسميناك . مدينتنا ! أيام أتيناك تعلمنا كيف يدور الفطر خبيئا بين الظل وبين النخل تعلمنا كيف نؤذن في العيد وكيف نلاعب أسماكنا هادئة كيف نراوغ حيات الماء .. تعلمنا أن نجلس أحيانا والغيم ... كبارا كنا ؟ وكبارا كانت قطرات المطر؟ استروحنا زهر النوار عرفنا كيف تكون توجيات الزهرة كاللحم. بعيدا في أنهار غامضة الأصوات نخوض ومن أنبت هذي العنبة عند مسناه الجامع؟ مكتبة المخطوطات الأولى في جيب الدشداشة سافرت بعيدا حتى باب سليمان اميري في قلعته النهرية كان سجينا. حين تظاهرنا طلاب المحمودية قالوا ستطاردنا الشرطة دخلنا في البستان المهجور وبكينا من خوف رائحة الاشنات السمك الميت في القيظ ... قناطر تحملنا وقناطر تركلنا وقناطر تغسلنا , شرفات أميرات الهند بعيدة والبستان بعيد باب سليمان بعيد والبيت بعيد .. والشمس التفت بالسعف اللدن ونامت. ونسمع في العتمة خطو السعلاة .. وفي الدمع انطفأت نار سجائرنا الأولى يا حلو ., يامصطفى يا قرة العين نون الهنا .. مصطفى يا أشهل العينين .. غمض علي خيلنا والبصرة الصوبين يحميك بعد البني .. والسادة الألفين يحميكح يا مهجتي مختار كوت الزين 2 ورد أزرق وسماء حمراء وبأسنان الكوسج يبتل الماء لا بأس , سأفتح جرحا في كفي لأخبئ نجما ثم أذرف دقيق الليف عليها وأقول سلاما يا حمالي سفن العالم يا عمال قطارات لم تمنحي تذكرة أو ذاكرة.. في الليل نجوب درابين الصيف ونفتح في جدران رطوبته ثقبا نتنفس منه ويا أوحال صرائفنا , يا مطر الأمطار فساتين تزين بالأمطار وتكتم نجما وعباءات تعتمر البصرة كوخا كوخا ومناشير تخفق تحت سماء حمراء ... وبين القرنة والفاو: بستانين النخل , وأزهار الملح سلاما للطلع للطلع لكل أمرأة تحمل نجما قطبيا وتطوف بين القرنة والفاو: مدينتنا! سبع عرائس ماء جئن الينا في ليل شتوي, قلن لنا: أبصرنا سرب كواسيج يأتي من جهة الغرب فأبحرنا نلقاه... لكن بزوارق من بردى من ورق من سعف هش ابحرنا... لكن البلطة كانت تحتز زوارقنا كالماء .. الماء... سماء حمراء دم يتدفق مطولا بين القرنة والفاو , وهذا الكوسج يبحث عن نجم قطبي يأكله انفتحت بوابات الغرب .. مدينتنا ! أي طبول نسمع في الليل الهامد .. اي حكايات يسمعها حتى النخل فيذوى منكفئ الجذع , وأي خريف سيطول الى آخرة الدنيا .. يا حلو , يا مصطفى يا زينة الشبان مرت غيوم العدا مرت على حمدان يا حلو , يا مصطفى هان الذي ما هان بعد الندى والندامى ضعضعوا البنيان يا حلو يا مصطفى يا سدرة البستان يا ليت شمس الضحى حنت على الولهان 3 تابوت أخضر وسماء بيضاء وبطلع النخلة يبتل الماء في الضفة الأخرى : عمى في شاطئنا : كان أبي في شط العرب: الزورق مختبئ بين البردى وحيدا لم يبق من النخل سوى اعجاز خاوية إن سماء بيضاء سماء كانت خضراء تمد يديها نحو سماء ثالثة: أنا عريانة انا عريانة ذهبت بالنخل مدافعهم ذهبت بالأهل مدافنهم انا عريانة والبصرة يدخل تحت شوارعها تدخل تحت الماء أجاجا تدخل تحت الكتب المصفوفة تدخل في الروح ولا تخرج الا والروح .. مدينتنا ! من ضيع عادات النورس ؟ من جاء بغربان الجثث الأولى ؟ من جاءك بالأكياس الرملية يا فيروز الشطآن؟ من غطى سباخك بالقتلى ؟ نهر عباسي يحفر مجراه قرونا هذا النهر العباسي يتابع مجراه من أسباخ الزنج يتابع مجراه ونحن , حلمنا , يوما ان نوقف بالأيدي مجراه .. سنظل وإن شبنا أطفالك نحمل طلعك في جيب الدشداشة نشربه في حشرجة الماء... مدينتنا ! ما ضعت وما ضعنا , لكن , ضيعنا الأعداء.... يا حلو ? يا مصطفى يا زينة البصرة نوم الهنا , مصطفى ... ما أضيق الحفرة !