ليس هناك انعكاسات إيجابية على سوق العقار في المنطقة الشرقية افضل من تلك التي يحققها مزاد متقن و محكم التنظيم وفي وقت مناسب ، فقد اثبت السوق ولأكثر من موسم مدى تفاعل وتأثر المتعاملين فيه ، بحركة المزادات التي تتفاوت مستوياتها بين موسم و آخر. وبالرغم من أن معظم المزادات التي يتم تنفيذها في المنطقة لا تخرج عن الإطار التقليدي، إلا أن قليلا من المزادات استطاعت أن تحدث وقعا كبيرا في السوق، وتطبع موسما عقاريا او اكثر بطابعها. من خلال متابعتي الشخصية لمعظم المزادات التي نفذت في المنطقة على مدى الثلاث سنوات الماضية يمكنني القول بان هناك ثلاثة مزادات حققت بالفعل نقلة للسوق، وكانت علامة فارقه في مسيرة الاستثمار العقاري، وساهمت في استقطاب مستثمرين جدد من خارج الشرقية إلى أسواقها، هذه المزادات هي بحسب تسلسلها الزمني، المزاد الذي نفذته شركة ركاز على مساهمة شاطئ "تالا" في منطقة العزيزية، وكان النقطة التي أكدت النقلة الحديثة لسوق الشرقية، من خلال ما سبقه وتلاه من زخم للسوق على مستويات عديدة لا يمكن تجاهلها، أما المزاد الثاني فهو الذي نفذته مجموعة الشبيلي على مخطط "الخبر نيو بيتش" جنوب مدينة الخبر نهاية موسم العام الماضي وحقق نسبة استقطاب كبيرة للمستثمرين من مختلف المناطق، و دشن الفكر التطويري الحديث، بالإضافة إلى جوانب تسويقية لم تكن مطبقة من قبل في السوق. أما المزاد الثالث فهو الذي نفذته الشركة الأولى للتطوير نهاية الأسبوع الماضي على مخطط "الثريا" شرق مدينة الظهران، وكان بدون شك الأبرز خلال الموسم في مستواه العام، و الظروف الإقليمية المحيطة بموعد اقامته مما زاد من أهمية انعكاسات نتائجه على السوق، بالإضافة إلى كونه أرسى مبدأ باعتقادي سيكون منهجا عاما في جميع المزادات القادمة هو البيع السريع ما جعله أسرع مزاد تم تنفيذه في المنطقة. ان أهمية المزاد تنطلق من أهمية المساهمة التي يقام عليها، وتميز موقعها، وجاذبية ومستوى التطوير الذي نفذ فيها، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية عنصرين آخرين الأول يتعلق بما يمثله أي مزاد عقاري (!) باعتباره الفعالية العقارية العلنية الأبرز وملتقى للمستثمرين والمهتمين، إضافة إلى ما يمثله للجهة القائمة عليه باعتباره المرحلة شبه الأخيرة للمشروع، وما بذل فيه من جهد طوال اشهر أو سنوات.