عزيزي رئيس التحرير.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. اود ان اسألكم متى تصبح لصفحة أو زاوية بريد القراء تلك الأهمية والهيبة والسطوة التي نوليها لقراءة الافتتاحية أو كلمة رئيس التحرير أو المقابلات الساخنة , لنرى فيها ما يدور في خلد الناس وما يقبع في صدورهم , وما يحس به رجل الشارع المحصور بين تضليل الإعلام الغربي وتعليل الإعلام العربي؟ لسؤالي هذا أسبابه الوجيهة التي تحملكم على الاقتناع , فإذا كان عدد محرري جريدة أو مجلة بالعشرات أو المئات , فإن عدد القراء يبلغ عشرات الألوف وربما الملايين في المطبوعات الواسعة الانتشار ولكل قارئ من هؤلاء مذاقه الخاص ورأيه الشخصي فيمت ما يدور حوله من احداث , وقناعاته وشكوكه وقبوله او رفضه لما يقرأ , ونفر من كثير من هؤلاء حتى لو نحسن الظن على درجة عالية او معقولة من الثقافة والوعي والخبرة والتي قد تفوق قدرات بعض المحررين الذين تقتصر دربتهم على حقل معين او اختصاص محدد من دون التقليل من شأنهم أو الانتقاص من مواهبهم. كيف نجد هذا ( الكم) و(الكيف) من الخبرات للمساهمة في بناء المطبوع والتعويل عليه عندما يراد تحسس النبض العام وسماع الهمسات العالية والخافتة التي تدور بين الأروقة والمجالس وفي المقاهي والصالونات والمنتديات , وحتى على مقاعد الدراسة ومكاتب العمل؟ . تلك الملاحظات التي قد تفصح عن مخبوء أو تنبلج عنها حقيقة؟ في العام الماضي , نشرت جريدة (الغارديان) البريطانية استطلاعا سألت فيه القراء عما يستهويهم من مواضيع في الصحفية التي تضمنت حوالي عشرين بابا , جاءت النتيجة تحمل بعض الغرابة. الموضوعات الساخنة حظيت بالمقام الأول والصفحات الاقتصادية بالدرجة الثانية تليها العلوم والثقافة , وجاء بريد القراء في المرتبة الخامسة , تلك أول التقييمات التي يبدأ بها القارئ وجبته في واحدة من كبريات الصحف , فماذا عن صفحات او زوايا البريد في مطبوعتكم والمطبوعات العربية الأخرى , والتي معظمها مبتسر , يعاني فقر دم ؟ وهل نطمح الى قفرة يحظى فيها بريد القراء بالاهتمام الذي يستحق؟ وهل من أمل بأن يستقطب أسماء النخبة من القراء في جدلية التلقي والمتلقي , من دون ان يتحرج الكاتب من ظهور اسمه ضمن بريد القراء , أو يعتبرها سبة أو منقصة. ان الرسائل الحادة والموضوعية , هي البارومتر الذي ينبئ عن الأنواء! والترمومتر الذي تقاس به درجة الحرارة والبوصلة (القنباص) الذي يهدي الى الجهة أو الوجهة , وهي إذا شئت المبالغة قليلا التليسكوب الذي يقرب المسافات النائية أو المجهر الذي يظهر مالا يرى من دقائق الشياء . ترى.. لو جازفت جريدة او مجلة أو أية مطبوعة ما ونشرت استطلاعا عما يستهوي القراء العرب وما لا يستهويهم و سألتهم ان يرتبوا الاوليات , فأين سيجيئ موقع صفحة أو زاوية بريد القراء؟ هذا السؤال أترك الإجابة عنه لمن يهمهم الأمر .. من محررين وقراء وصحفيين ورؤساء تحرير. هذا وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.. @@ مشعل بن سحمي الفهري الظهران