من المؤكد أننا لا نستطيع إرغام الناس على حبنا ولكننا نستطيع أن نجذبهم إلينا إذا قمنا بإشباع ثلاثة أنواع من الجوع الإنساني كما يشير إلى ذلك صاحب كتاب (كيف تتمتع بالثقة والقوة في التعامل مع الناس) وهذا هو بالمناسبة سر الشخصية الجذابة أي عنصر الجاذبية الذي يجذب الناس إلينا ويحببهم فيما بعد. ونحن حينما نختار أصدقاءنا فإن تلك الصداقة لا تتم من تلقاء نفسها سواء كنا واعين أو غير واعين وإنما يتم اختبارنا لتلك الصداقة ولأولئك الاصدقاء على أساس الحاجة والجوع فقد يكون خالد مثلا ألطف من قابلت وأرقهم وأكثرهم تقديرا للآخرين عن كل في قابلتهم من حياتك كلها ومع ذلك فأنت لا تختاره صديقا شخصيا لك لسبب بسيط هو أنه لا يقدم لك أي طعام يغذي جوعك بل الأكثر من ذلك هو أنك ربما تماشيت وخالد مثلا وسلكت سلوكا غير الذي يسلكه. ولذلك فإن الكثير منا يعاني أنواعا معينة من الجوع وهي ثلاثة أنواع تحديدا. والتي لو استطعنا استخدامها بشكل واع وجيد وعملي لاستطاع كل منا أن يجد من يقبل عليه بشكل متزايد وتلك الوصفة الثلاثية لاجتذاب الناس كما يسميها صاحبها تتمثل في : 1. التقبل: يقول أحد علماء النفس: ليس بمقدور أحد أن يقوم إنسانا آخر, ولكن بحبك لهذا الإنسان الآخر على ما هو عليه تستطيع أن تمنحه القوة لتغيير نفسه.. فجميعنا نشعر بالجوع إلى تقبلنا على حالتنا فتقبل الآخرين لنا بمثابة فيتامين في حد ذاته أننا نريد ذلك الشخص الذي يمكننا أن نسترخي في وجوده ذلك الذي تستطيع معه أن نترك شعرنا على ما هو عليه دون تمشيط وباختصار شديد فإننا نحب أن يكون لدينا ذلك الشخص الذي نستطيع فيه أن نجعل أنفسنا على طبيعتها معه وذلك لأننا نعرف أننا مع مثله يمكن تقبلنا على ما نحن عليه. الشيء الغريب هو أولئك الذين يتقبلون ويحبون الناس على ما هم عليه يتمتعون بأكبر تأثير في تغيير سلوك الآخرين إلى الأفضل لذلك إن أردت أن تكون ذا شخصية جذابة احرص على تقبل الناس على ما هم عليه واسمح لهم أن يتركوا أنفسهم بلا تكلف ولا تصر على أن يكون الشخص كاملا قبل أن تحبه ولا تفرض فيما صارمة على الآخرين الالتزام بها حتى يحظوا بتقبلك لهم ورضاك عنهم. 1. القبول: ان المدى الذي يصل إليه القبول أبعد من ذلك الذي يصل إليه التقبل فالتقبل سلبي في معظمه عند المقارنة فنحن في حقيقة الأمر نتقبل الآخرين على علاتهم وأخطائهم وقصورهم مع ذلك نمنح صداقتنا أما القبول فيعني شيئا أكثر إيجابية أنه يصل في مداه إلى ما هو أبعد من مجرد التسامح عن أخطاء الآخرين أنه يصل إلى محاولتنا إيجاد أشياء إيجابية يمكن لنا أن نحبها فيهم. ومن الممكن لك أن تجد دائما ما توافق عليه في الشخص الآخر ومن الممكن أيضا أن تجد فيه ما لا توافق عليه فالأمر كله يعتمد على ما تبحث عنه فإن كانت شخصيتك من النوع السلبي فإنك تقوم بالبحث دائما عن الشوائب ودائم اليقظة لكل ما يمكنك ألا توافق عليه. أما لو كنت من اصحاب الشخصية الإيجابية فإنك تكون منتبها للأشياء التي يمكن أن توافق عليها. وباختصار ابحث عن شيء يتوافر في الآخرين ويحظى بقبولك وقد يكون ذلك الشيء بسيطا أو بلا قيمة كبيرة لكن عرفة بأنك تقبل هذا الشيء وترضى عنه. وتأكد بذلك أن عدد الأشياء التي سترضى عنها فيهم سوف تبدأ في النمو والازدياد وعندما يشعر الطرف الأخر بقبولك العادل ورضاك سوف يعمل على البدء في التغيير من سلوكه حتى يتسنى له أن يحظى بقبول تلك الأشياء الإضافية التي زادت والرضا عنها. 2. التقدير: وهي أن تقدر الشخص أي ترفع من قيمته وكي يكون التقدير كافيا وعمليا فلابد أن يعرف الآخرون أنك تقدرهم وتقدر قيمتهم وعاملهم على أساس أن لهم قدرهم لديك.