"حاول"، "جرب مرة أخرى، يجب أن لا تكف عن المحاولة" كلمات سمعتها وستسمعها من الكثيرين، لكن اليوم سأقول لك: لا تحاول ولا تجرب مرة أخرى! فلا تحاول أن تبحث عن نفسك في عيون الآخرين، لا تحاول إرضاءهم على حساب شخصيتك، على حساب أحاسيسك، على حساب وقتك؛ على حساب اهتماماتك! صدقني إن هذا مضيعة للوقت. كن كما أنت، كما تريد، ارتد ما تحب أن ترتديه من ملابس بدون أن تحاول أن تبهر الآخرين برونقها أو ماركتها اوثمنها أو لونها بدون أن تحاول أن تحصل على عبارة إعجاب منهم أو كلمة تذكرك بأنك مقبول اجتماعيا أو أنك في دائرة الاهتمام، لذكائك أو تفوقك أو تفانيك في العمل أو لروحك الحلوة أو لأنك شخص أنيق أو متحدث جيد أو لأنك محط الأنظار لشخصيتك الجذابة أو لملابسك التي بهرت الجميع أو لماركة الشنطة التي تحملها أو لنوع النظارة آخر موديل أو السيارة التي تقف أمام الباب أو في عهدة سائق تتباهى به وأنت مضطر للتعامل معه. نحن نريد أن نكون مقبولين اجتماعيا ونحن ككائنات نحب أن نكون محط الأنظار، محط أنظار عيون كثيرة أو حتى عينين فقط ترفضان أن تريانا أو أن تعترفا بنا، لذلك قد نرضخ للضغط الاجتماعي وننجرف وراء التأثيرات الاجتماعية لأن رغبتنا في أن نكون ضمن منظومة اجتماعية من الاصدقاء والاقارب الذين يحبوننا قوية، فنحن نريد ان نحصل على القبول الاجتماعي ورغبتنا هذه لا تقف عند ضغوط الاصدقاء التي نتعرض لها في فترة المراهقة والتي تمحو شخصيتنا أو تجعلها مستنسخة من الشخصية المحبوبة من أصدقائنا فنحاول أن نقلده كي نكون ضمن الشلة! بل يكبر معنا كلما كبرنا ووصفنا نفسنا بالنضج والحكمة! كل منا يريد من الآخرين أن يتقبلوه لذلك نخفي شيئا منا داخلنا وكل منا يريد أن يكون مقبولا اجتماعيا لذلك نحاول كثيرا كي ننصهر ضمن النسيج الاجتماعي المحيط بنا أو الذي نتطلع اليه٫ لكننا قد نسرف في محاولاتنا باحثين هذا القبول لنصاب بالخيبة! في خضم محاولاتك للحصول على شيء من الاهتمام من عيون لا تريد ان ترى ومن نفوس لا تريد ان تعرف لا تسرف في المحاولة لانك ستخسر نفسك وستتعب، فقط كن انت كما تحب، البس الجديد كي تفرح به لا كي تحصل على كلمة اعجاب، اعمل بجد لأن العمل واجبك لا لكي يقال عنك انك مميز، اقرأ كي تعرف، كي تتثقف كي تثري عقلك لا كي يقول الناس عنك إنك مطلع، كن أنت ولا تضيع وقتك باحثا في عيون ترفض أن ترى، وعقول لا تعرف كيف أن تستوعب.