هل تحولت الولاياتالمتحدة الى دولة بوليسية ليس على مواطنيها فحسب كما اوضح برنامج اليقظة التامة الامريكى الذى يقضى بمراقبة سرية لاكثر من 35 مليونا تعتبرهم امريكا ارهابيين محتملين بمراقبة سرية لادق دقائق حياتهم فى انتهاك صارم لحقوق مواطنيها بل تحولت الى الشرطى المراقب للعالم باسره و هل اخطا الكاتب البريطانى ادريان هملتون عندما وصف امريكا بانها اكبر نموذج للدول المارقة فى العالم وهل انتهى بالفعل عصر القانون الدولى بانهيار برجي مركز التجارة العالمى فى الحادى عشر من سبتمبر.. و هل تحولت قرارات الحرب والسلم الدوليين من داخل اروقة الاممالمتحدة الى دهاليز البيت الابيض ؟ السياسة الامريكية فى حديث قريب له حاول الكاتب الصحفي الامريكي توماس فريدمان الدفاع عن تدخلات امريكا المحمودة بالعالم و قال حرفيا "رغم كل الحديث عن الولاياتالمتحدة كدولة مارقة فقد نكون قد غزونا العراق عند انتهاء النقاش ولكن حتى الان تمر الولاياتالمتحدة عبر قنوات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وتتصارع مع الاعداء اقصد فرنسا وروسيا حول الحرب". ولعل ما ذكره جون بولطن المسئول الامريكىالمعروف افضل رد على مهاترات فريدمان وقال حرفيا " ليس هناك شىء اسمه الاممالمتحدة.. فقط هناك مجتمع دولى تقوده الولاياتالمتحدة القوة العظمى الوحيدة الباقية فى العالم حين تدق ساعة مصالحنا و حين نستطيع سوق الاخرين معنا ". وأعلن مساعد وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز أن بلاده جمعت ما أسماه تحالفا قويا تحسبا للاضطرار إلى استخدام القوة ضد العراق، وقال خلال زيارة إلى مقر الحلف الأطلسي في بروكسل "يجب أن يدرك صدام حسين أننا جمعنا ائتلافا قويا". وتابع "الأهم بنظري هو أن عددا كبيرا من الحلفاء أعلنوا أنهم سيقفون إلى جانبنا مهما حصل. وهذه الرسالة يجب أن تصل إلى بغداد".كذلك حذر وولفويتز العراق من عواقب "وخيمة" في حال أصدر الرئيس العراقي صدام حسين ما أسماه "إعلانا غير نزيه" عن أسلحة الدمار الشامل التي في حوزته.و لعل تعهد العراق بتقديم تقريرها عن الاسلحة الى مسئولى الاممالمتحدة يتضمن عناصر جديدة لا تعتبر محظورة وانما فنية بالأساس و على العراق ان تقدم الأدلة والوثائق التى تثبت ذلك و الأغرب ان معظم هذه العناصر تتعلق بالسلع و العناصر ذات الاستخدام المزدوج.وتتجدد التحذيرات من بوش و رجاله و المطالبة لأمم المتحدة بتشديد عمليات التفتيش عن الأسلحة. وطالبت واشنطنالأممالمتحدة بجعل عمليات التفتيش عن الأسلحة في العراق أكثر فاعلية بحيث تكون متعددة ومتزامنة للتأكد من أن الرئيس العراقي صدام حسين سيفي بمطالب نزع السلاح. المفتشون بالعراقوامريكا تستعد لحرب و اعترف "روبرت فيسك" فى مقال حديث له ( ان المؤشرات الحالية لا تبشر بالخير وغير مشجعة على الاطلاق مما يعنى وبكل بساطة ان امريكا تخطط لخوض الحرب بغض النظر عما سيجده المفتشون الدوليين وان الاعلام الامريكى وعلى رأسه صحيفة النيويورك تايمز يحاول تغييب اذهان العالم والقول بان بعض الدول العربية تملك الاستعداد لتقديم الدعم العسكرى والمادى اللازم للضربة الامريكية المحتملة برغم من معارضة و تحذيرات معظم القادة و الحكام العرب بعدم خوض غمار حرب لا تعرف مداها. واشار فيسك ايضا الى دور الحكومة البريطانية واخر ملفاتها المشبوهة عن انتهاكات حقوق الإنسان التى أرتكبها صدام ونظامه وبالطبع لن تنسى الولاياتالمتحدة ان تصم صدام حسين بالارهاب وتحيك البراهين على وجود علاقات صلة بينه وبين القاعدة واسامة بن لادن فى محاولة يائسة لاعلان حربها من اجل البترول فى العراق باسم حرب ضد الارهاب.. ومازال ديك تشينى نائب الرئيس الامريكى يردد تلك المهاترات السياسية عن قادة الارهاب و صدام وبن لادن وعلى الرغم من عدم و وجود اى دليل على تورط صدام باعتداءات الحادى عشر من سبتمبر .ولكن امريكا ترغم العالم على سماع هذه الهراءات.. ويقول فيسك كل ما اعلمه اننا معدون للحرب التى ستشارك فيها بريطانيا لغزو العراق بغض النظر عما سيكشفه عمل المفتشين وللحقيقة اننا مستعدون لاحتمال سيء وهو ان المفتشين لن يجدوا اى دليل على تواجد اسلحة دمار على الاطلاق مما يجر امريكا الى استنتاج نهائى وهى ان المفتشين لم يقوموا بواجبهم على النحو الاكمل و كان يجب ان يدرسوا اقتصاديات البترول لكى يعدوا تقارير صحيحة. وشهد شاهد من اهلها وذكر رولف ايكيوس الرئيس السابق للجنة الاونسكوم للمفتشين الدوليين على الأسلحة العراقية ان هانز بليكس الرئيس الحالى للجنة الدولية للتفتيش ومحمد البرادعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتحملان عبئا هائلا وسترقى تصريحاتهما الى مستوى إعلان الحرب على العراق.