@ هل فعلا تسبب اعلامنا الرياضي في اقناع الجماهير ومسئولي الأندية بنظرية (المؤامرة)؟! سؤال مهم يردده الكثيرون ممن يعملون في الوسط الرياضي. وقبل الاجابة عن هذا السؤال اوضح ان هذه النظرية اصبحت قاعدة يؤمن بها عالمنا العربي ابتداء من المعارك السياسية والتحالفات مرورا بالقضايا الاقتصادية ووصولا الى الامور البسيطة في العمل والحارة وربما الشارع ايضا حتى تخيلنا ان هذه النظرية هي من المقررات الدراسية لطلابنا في المرحلة الابتدائية. ولاعجب ان تسمع طفلا في العاشرة من عمره وهو يقول ان زملاءه يكيدون له او يتحدون ضده وان المدرس الفلاني ربما تآمر مع هذه المجموعة ليوقعوا بمجموعة اخرى. يبدو فعلا ان نظرية المؤامرة اصبحت من المسلمات في شارعنا العربي. وما دعاني لطرح هذا التساؤل ما قاله لي الامير تركي بن خالد المشرف العام على المنتخب الاول من ان اي قرار يتم اتخاذه يفسر من بعض الاعلاميين بقصد او غير قصد على انه قرار لمصلحة هذا اللاعب او ذاك النادي وان الامر لا يخرج عن نظرية المؤامرة ثم ينتقل هذا الاعتقاد او الايمان من الاعلام للقارئ العادي مما يضيع وقتنا لتوضيح او تبرير اي قرار نتخذه. ولانني اعمل في الاعلام الرياضي منذ اكثر من عشرين سنة فقد مرت علي احداث وقضايا ليست بعيدة فعلا عن المؤامرات واكتشفت ان البعض لا ينام او يرتاح اذا لم يشارك في صنع مؤامرة او التحريض عليها. ولهذا علينا الاعتراف بان نظرية المؤامرة فعلا موجودة في اعلامنا وان هذا الاعلام اثر في الوسط الرياضي فبات الجميع اسير هذه الافتراضات واصبح التشكيك في اي قرار يصدره هذا المسؤول او ذاك الاتحاد امرا واقعا ومؤثرا بقصد او غير قصد. ولعل قرار ابعاد الخوجلي من المنتخب واحد من القرارات التي اربكت جهاز الاشراف على منتخب الوطن فهناك من قال ان اعادته جاءت لانه ينتمي لنادي النصر ولايراد له البروز واخرون قالوا انهم اعادوه ليشارك ناديه وينقذه من النتائج السلبية التي تعرض لها. واعتقد ان شخصا بحجم تركي بن خالد اكبر من ان يكون قراره من خلال هذه النظرة الضيقة. ولكم تحياتي