كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن امراض السرطانات ومدى انتشارها رغم ما يصرف من بلايين الدولارات في جميع انحاء العالم والمخصصة للابحاث والعلاج ومع ماتم احرازه من تقدم علمي في مكافحة السرطان الا ان احصائية منظمة الصحة العالمية تشير الى ان حوالي ستة ملايين شخص يموتون سنويا نتيجة الاصابة بالسرطان كما ان نسبة الوفيات نتيجة هذه الامراض قد زادت خلال السنوات الاخيرة - فرغم التقدم الكبير في مجال الاكتشاف المبكر والتشخيص والعلاج والذي جعل نسبة بعض انواع السرطان تنخفض بشكل ملحوظ مثل سرطان هودجن وسرطان عنق الرحم والمثانة والغدة الدرقية والقولون والبنكرياس الا ان نسبة الوفيات جراء هذه الامراض تزيد بشكل عام - ويعتقد العلماء ان كثيرا من السلوكيات البشرية تساعد على هذه الزيادة - فسرطان الرئة والذي يعد التدخين من اهم اسباب حدوثه قد زادت نسبة الوفيات نتيجة الاصابة به بنسبة تفوق 150% وعلى الرغم من ان التدخين له علاقة مباشرة بحدوث 30% من انواع السرطان القاتل فان هناك عوامل بيئية وسلوكية اخرى بخلاف التدخين يمكن ان تؤدي الى الاصابة بهذا المرض الى جانب وجود عوامل وراثية وجينية في جسم الانسان والتي تزيد من قابلية خلايا الجسم للنمو في اتجاه الورم الخبيث فاسلوب التغذية من العوامل الهامة التي يمكن ان تقلل او تزيد من الاصابة ببعض الأورام ولقد تبين ان لبعض الاغذية علاقة بازدياد وحدوث السرطانات المختلفة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي مثل المشويات على الفحم والاغذية المدخنة والمواد الحافظة وبعض الالوان التي تدخل في الاطعمة وكذلك الخمور التي تسبب سرطان الكبد, ولعل الفواكه والخضروات التي ترش بمبيدات بطرق عشوائية تحتوي على اجزاء من هذه المواد المسرطنة والتي تزيد من نسبة حدوث السرطان لمن يأكلها, كما ان بعض الامراض المعدية تزيد من نسبة حدوث السرطان مثل الالتهاب الكبدي (بي وسي) والذي ثبت ان لهما علاقة بسرطان الكبد وكذلك البلهارسيا لها علاقة بسرطان المثانة كما ان كثرة التعرض لاشعة الشمس بما تحتوي عليه من اشعة ضارة تعرض الانسان للاصابة بسرطان الجلد وكذلك التعرض للانواع المختلفة من الاشعاعات والموجات الكهرومغناطيسية وكذلك ملوثات البيئة بالرصاص, الاسبستوس والبنزين وغير ذلك والتي تكثر في الاجواء الصناعية فالعوامل الخارجية مثل التعرض للاشعاع والمواد المسرطنة المختلفة تؤدي الى انقسام غير طبيعي في الخلية ومن ثم تكون الاورام السرطانية كما ان جهاز المناعة يضعف نتيجة للعدوى او الوراثة او التلوث البيئي وعندما يضعف جهاز المناعة فانه يفشل في التصدي لهذه الخلايا السرطانية التي كانت في وقت قريب خلايا طبيعية ولكنها توحشت بعد تعرض الانسان للمواد المسرطنة المختلفة وملوثات البيئة وملخص القول ان الوقاية من السرطان تكمن اساسا في تجنب مسبباته من خلال الامتناع عن التدخين والابتعاد عن ملوثات البيئة واتباع نظام غذائي سليم. @@ د. باقر حمزة العوامي استاد طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان