في الوقت الذي قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن القوى العالمية وايران على وشك التوصل لاتفاق مبدئي؛ للحد من البرنامج النووي الايراني، ويجب عليها ألا تضيع"فرصة عظيمة جدا" للتوصل لهذا الاتفاق، فضح عضو فريق المفاوضات النووية الإيراني المعتقل شاهين دادخواه "أنشطة نووية موازية" تمارسها بعض الأجهزة العسكرية. وأضاف لافروف -في مقابلة مع محطة تلفزيون "تي في تسينتر" التي تتخذ من موسكو مقرا لها ردا على سؤال عما إذا كانت محادثات جنيف ستنجح-، إن"انطباعنا المشترك هو أنه توجد فرصة عظيمة جدا يجب عدم تفويتها. "الخطوات التي ينبغي اتخاذها لنزع فتيل الموقف، وخلق الظروف للتوصل لحل نهائي للمشكلة النووية الايرانية، واضحة لكل من الدول الست وايران. "إنها مسألة تتعلق بكتابة هذا بشكل سليم ودقيق، وبأسلوب يحظى باحترام متبادل." ولم تسفر المحادثات التي جرت خلال الفترة من السابع إلى التاسع من نوفمبر، عن اتفاق، ولكنها "أكدت لأول مرة منذ سنوات كثيرة، استعداد كل من الدول الست وطهران ليس فقط لطرح مواقف لا تتقاطع في معظم الحالات؛ وإنما إيجاد نقاط تلاق. لم تسفر المحادثات التي جرت خلال الفترة من السابع إلى التاسع من نوفمبر عن اتفاق، ولكنها «أكدت لأول مرة منذ سنوات كثيرة، استعداد كل من الدول الست وطهران ليس فقط لطرح مواقف لا تتقاطع في معظم الحالات؛ وإنما إيجاد نقاط تلاق. "هذه النقاط حددت ولا توجد الآن خلافات جوهرية بشأن القضايا التي يتعين حلها عمليا." ولم يذكر تفاصيل. وتريد ايران اعفاء من العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة، والاتحاد الاوروبي، والاممالمتحدة؛ لخرقها قرارات الاممالمتحدة، التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم والأنشطة النووية الحساسة الأخرى التي يمكن استخدامها لصنع أسلحة. وتنفي إيران أنها تريد امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، وتصر على ان برنامجها النووي مخصص تماما للتوليد السلمي للكهرباء، والاستخدامات المدنية الأخرى. وتؤيد روسيا التي بنت أول محطة ايرانية للطاقة النووية، رغبة ايران في الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، وتعارض فرض اي عقوبات أخرى. مفاوض معتقل وفي السياق، كشف عضو فريق المفاوضات النووية الإيراني المعتقل شاهين دادخواه -في رسالة من سجن "إيفين"- عن خلافات كبيرة حول القضية النووية في إيران، مشيرا الى "أنشطة نووية موازية" تمارسها بعض الأجهزة العسكرية في البلد. وقال دادخواه في هذه الرسالة -بحسب "العربية.نت"-: إنه "لا يوجد أي إجماع بين المسؤولين حول الملف النووي، خلافا لما يروج له النظام، وإن الخلافات بهذا الشأن هي أكبر من باقي القضايا في البلد". وأضاف: "النظام لم يسمح لحسن روحاني بالتعاون مع أعضاء فريقه النووي السابق، من أمثال: حسين موسويان، ورضا البرزي، وأمير زمان نيا، وغلام علي خوش رو، وسيروس ناصري". وقال: إن ثلاثة من زملاء حسن روحاني في الفريق النووي السابق، يقبعون حاليا في سجن أيفين، وغادر حسين موسويان، ورضال البرزي، وسيروس ناصري البلد إلى الخارج. تلفيق اتهامات واتهم دادخواه مدعي عام البلاد غلام حسين ايجئي بتدبير اتهامات كاذبة، ضد أعضاء الفريق النووي السابق قائلا: "إن الخلافات بين المتشددين والمعتدلين حول الملف النووي، بدأت في عام 2007، بعد اعتقال حسين موسويان بتهمة التجسس، لكن لم يثبت هذا الاتهام ضده واعتقلت أنا ومدير نزع السلاح في مركز الأبحاث الإستراتيجية رحمان قهرمان بور في عام 2010". وقال دادخواه: إن روحاني أشار إلى بعض هذه الخلافات في كتابه "الدبلوماسية النووية والأمن القومي": حيث أكد أن "بعض المؤسسات، ومنها مؤسسة الطاقة الذرية خلال فترة رئاسة أقازاده، قدمت تقييما خاطئا حول أجهزة الطرد المركزي: ما أدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة". نشاط نووي عسكري وأضاف دادخواه: إن "منظمة الطاقة الذرية لم تتعاون في إرسال تقارير فنية الى الفريق النووي، كما أن بعض الأجهزة العسكرية كانت ترفض وقف أنشطتها النووية الموازية، وكانت المجموعات المتطرفة تخشى تحسين العلاقات بين ايران والغرب، لأنها تفقد مصالحها إذا ما حصل هذا التطور". وأكد أن "المجموعات المختلفة كانت تسعى لاستغلال الملف النووي؛ لتلبية مصالحها، ومن هؤلاء: أحمدي نجاد الذي كان قد أقال علي لاريجاني من فريق المفاوضات؛ عندما كشف بأنه يقترب من الاتفاق مع خافيير سولانا، واستبدله بسعيد جليلي الذي كان يفتقر إلى التجربة". وقال: إن السلطات أقصت أحمدي نجاد من الملف النووي في عام 2011، وقد اعترف في مقابلة تلفزيونية بأنه لم يتدخل في الملف النووي منذ فترة. وأضاف: إن المتطرفين كانوا يشرفون على الملف النووي قبل فوز حسن روحاني، وتم نقل الملف إلى وزارة الخارجية ليتم منع تأثيرهم على القضية. وحكم القضاء على الدكتور شاهين دادخواه بالسجن 7 سنوات؛ بتهمة التجسس لصالح الأجانب، وقد نشر عضو فريق المفاوضات النووية السابق رسالتين من معتقله، خلال الشهرين الماضيين، تطرق فيهما إلى تطورات هذا الملف وظروف اعتقاله.