قبل ايام قليلة من حلول شهر رمضان المعظم اصبح الفنان محمد صبحي ومسلسله (فارس بلا جواد) الحديث المشترك في جميع أنحاء الوطن العربي .. بل تعداه ليصبح جدلا عالميا عندما هاجمت الصحف الأمريكية والاسرائيلية العمل واتهمته بمعاداة السامية ويحرض على كراهية اليهود. وبعد عرض العمل انتقد البعض اغفال محمد صبحي لحق الصاحب الأصلي للرواية وبطلها الحقيقي حافظ نجيب الذي كتب روايته (اعترافات حافظ نجيب) في ثلاثينيات القرن الماضي، كما انتقد البعض الحركة المسرحية في مشاهد عديدة للمسلسل.. حملنا هذه الانتقادات وغيرها إلى محمد صبحي لكي يرد عليها .. والإجابة في السطور التالية: @ هل كنت تتوقع هذه الضجة التي أثيرت حول المسلسل قبل عرضه؟ لا لم أتوقع أبداً أن يكون هناك ارهاب فكري بمثل هذه الدرجة واصدار أحكام قبل عرض ومشاهدة العمل وهذه الأحكام تمثل اضراراً بالعمل، لأنها توجه رأياً معيناً على عمل لم يشاهده أحد وكنت أتمنى أن تكون هذه الضجة بعد عرض المسلسل والمكسب الوحيد مما حدث هو الموقف المشرف لمصر التي رفضت كل الضغوط ولم ترضخ لهذا الارهاب الفكري وعرضت المسلسل في قنواتها الأرضية والفضائية .. كان أملي أن يرى الناس (فارس بلا جواد) أولاً ليكونوا ردود افعالهم نحوه لكنني بين يوم وليلة تعرضت لهجوم شرس من صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية ووجهوا الاتهام بمعاداة السامية ونسوا أننا ساميون ونفس الشيء فعلته الصحافة الاسرائيلية .. وقد استخلصت من هذا الموقف حقيقة واحدة هي أن سلاح الكلمة لا يزال سلاحاً قوياً إذا استطعت توجيهه باتقان وإحكام. @ وما تعليقك على تراجع بعض الدول العربية عن عرض المسلسل رضوخاً للضغوط الأمريكية؟ بالعكس لم تتراجع أي دولة عربية عن عرض المسلسل فالقطاع الاقتصادي قام ببيع العمل لجميع الدول العربية وبعضها أذاع العمل في النصف الثاني من شهر رمضان مثل تونس والجزائر والسودان لأن هذه الدول تشتري العمل بمبالغ أقل من الدول الأخرى لذلك تعرض بعد الدول التي اشترت العمل بمبالغ أكبر. @ وهل اعتمدت كما يقال على كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) في استلهام هذا العمل التاريخي ؟ العمل يتناول قضية الكفاح ضد الاحتلال اياً كان نوعه سواء ضد العثمانيين الذي كانوا يحتلون مصر في بداية أحداث المسلسل، ثم الانجليز الذي حلوا بدلاً من العثمانيين عقب ثورة عرابي .. وبينما يقوم بطل العمل حافظ بمقاومة الاحتلال يعثر على نسخة من كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) ودون أن نتعرض لمصداقية أو كذب هذا الكتاب نناقش كيف ضاعت فلسطين عقب صدور وعد بلفور سنة 1917 والذي يقضي بإقامة وطن للصهيونيين في هذه الارض العربية وخلال العمل نهاجم الارهاب وقتل المدنيين فطوال 41 حلقة يحرص البطل على عدم قتل أي انجليزي سواء كان عسكرياً أو مدنياً لرفضه قتل أي انسان، ويسعى لمقاومة العدو بتدمير بنيته الأساسية .. أنا لست عدو اليهود ولا أكرس الكراهية ضدهم من خلال المسلسل كما اشاعوا لكني ضد الصهيونية التي تمارس الارهاب بشكل يومي ضد الفلسطينيين ويشاهد العالم ذلك يومياً على الهواء. @ هناك من ينتقد محمد صبحي لأنه نسب تأليف العمل لنفسه متجاهلاً رواية (اعترافات حافظ نجيب) التي كتبها البطل الحقيقي للأحداث سنة 1936 وأعيد نشرها سنة 1996 احتفالاً بمرور 50 على وفاة مؤلفها؟ هذا الاتهام غير صحيح فاسمي على تترات المسلسل (كتبها محمد صبحي) وليس تاليف وقد صدرت المسلسل بثلاث جمل هي (هذه الأحداث منها ما تم بالفعل .. ومنها ما هو خيال يمكن أن يحدث .. ومنها ما نتوقع حدوثه) فنحن نفهم ما نقوم بعمله، ولا تزال (ملك) ابنة حافظ نجيب على قيد الحياة وحضرت تصوير بعض مشاهد المسلسل ولم نتجاهلها، كما أن العمل ملكية عامة لأن النصر مر على صدوره 50 عاماً .. وناقشت (ملك) في السيناريو وقراته تماماً ولم تبد أي اعتراضات ونحن لم نأخذ من حياة حافظ الحقيقية سوى علاقته بأبيه المصري الذي تزوج من تركية وذلك يظهر في الحلقات الأولى للعمل .. ونزعته في حب المغامرات. @ البعض انتقد وجود حركة مسرحية خاصة في الحلقات الاولى للعمل.. فما تعليقك؟ إذا كانوا يفهمون أن هذا عيب في العمل فذلك يعني أنهم لا يفهمون في الفن، فالتلفزيون يجمع بين المسرح والسينما فنأخذ من المسرح اتساع المشهد ومن السينما الحركة السينمائية والمهم وصول هدف العمل للناس وليس التكنيك المستخدم في تصويره. @ هل فعلاً كنت تحاول عرض العمل في رمضان الماضي لكنك وجدت عقبات أمام ذلك فأجلت عرضه ؟ لا .. فالعمل انتهى تصويره منذ 7 أشهر فقط . @ البعض يوجه لمحمد صبحي انتقاداً بأنه لا يحب وجود نجوم آخرين معه في أعماله ويفضل أن تدور كل الأحداث من خلاله ؟ لن أتناقش في ذلك، ومن يرد مناقشته فعليه أن يشاهد أعمالي ومسرحياتي، فقد خرجت للناس 114 ممثلاً أصبحوا من النجوم وأذكر منهم على سبيل المثال شريهان وسعاد نصر ومنى زكي وهاني رمزي وأحمد آدم وغيرهم. @ وما الجديد الذي سيقدمه محمد صبحي لجمهوره بعد (فارس بلا جواد ) ؟ أقوم هذه الأيام بعمل بروفات مسرحيتين جديدتين هما (ملك سيام) و(غزل البنات) لتضاف إلى الثلاث مسرحيات الأخرى التي أقدمها من خلال مشروع المسرح للجميع وأحاول خلاله تقديم اعمال من التراث سواء كان مصرياً أو عالمياً. @ نعود إلى (فارس بلا جواد) كيف تنظر إلى هذا العمل ؟ هذا العمل حلم راودني على مدى 18 عاماً وحقق إضافة كبيرة لي فالموضوع له قيمة كبيرة ويمثل إضافة للدراما التلفزيونية خاصة الأعمال التاريخية والوطنية، ويعتبر إضافة لفن التمثيل والمكياج والملابس. @ وكيف يختار محمد صبحي اعماله ؟ الفنان يجب أن يتمتع بالقدرة على استشعار ما يجب تقديمه للناس بما يتناسب مع الوقت الراهن، وأنا استشعر أي عمل أقدمه سواء مسرحياً أو تلفزيونياً مبكراً، ويحتل جزءاً كبيراً من تفكيري والصدق في الفكرة يوصلها إلى الناس .. والمهم أن يقدم الفنان أقصى ما لديه. @ لماذا نجد فريق تمثيل واحدا في كل أعمالك ؟ أنا أحب بشدة الالتزام وأقدر الفنان الحقيقي لذلك أجد صعوبة شديدة في ضم ممثلين جدد، ورغم ذلك أقدم في كل مرة مجموعة من الوجوه التي تشدني بموهبتها. @ بعد أن عدت للتليفزيون هل سنراك في السينما ؟ لن أقدم على عمل سينمائي إلا إذا وجدت نصاً يستفزني فهناك أعمال تقدم حالياً تتمتع بالجودة لذلك لا تستطيع إلا أن تحترمها وهناك أعمال أخرى تافهة، وما يضايقني أن البعض يشاهد هذه الأفلام ويقول انها جيدة وأفضل ما هو موجود لدينا.