أكد سفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة أسكار موسينوف أن الروابط بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كازاخستان بدأت منذ نيل كازاخستان استقلالها مبينا أن الروابط بين كازاخستان والعرب هى روابط تاريخية ولها اصول كثيرة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده موسنيوف أمس الاول فى مقر السفارة بالرياض وذلك بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاستقلال جمهورية كازاخستان. وأشار الى أن الروابط بين المملكة وكازاخستان هى روابط تاريخية وروابط ذات تاريخ عميق وقال لقد أعترفت المملكة باستقلال كازاخستان بعد اعلانها فى سنة 1991 وكانت من اول الدول التى اعترفت بكازاخستان وباستقلالها وكانت من اول الدول التى مدت يد العون والمساعدة لجمهورية كازاخستان. وقال السفير الكازاخستانى لدى المملكة : منذ عشر سنوات و منذ ان اصبحت كازاخستان مستقلة كان ذلك الوقت صعبا وكانت مرتبطة بالاتحاد السوفيتى ضمن خمس عشرة ولاية حيث كانت هذه الدول مرتبطة بالعلاقات القوية جدا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها وكان الاتحاد السوفيتى الاسبق يقوم بتقسيم الادوار .. بعض الجمهوريات كانت تزود الاخرى بالمواد الخام وبعضها كان له دور تحويل المواد الخام الى الانتاج الجاهز. وأضاف يقول : وكازاخستان كانت من الولايات التى تستخرج المواد الخام ولكن لاتوجد مصانع ولامعامل لتحويلها الى مواد جاهزة من اجل تسويقها فى السوق العالمية ولذلك بعدما اصبحنا مستقلين وجدنا انفسنا نحن جالسين على كنوز كثيرة من المواد الخام ولكن لانستطيع أن نصدرها ليس لدينا شبكة للتوزيع ولا نستطيع ان نحولها الى مواد جاهزة وجاءت الاستثمارات الاجنبية فى المجالات العديدة. وأوضح سفير جمهورية كازاخستان لدى المملكة أن المملكة العربية السعودية كانت من بين الدول الداعمة معنويا لجمهورية كازاخستان مدللا على ذلك بالزيارتين اللتين قام بهما كل من فخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزر بايف الى المملكة فى سنة 1995م والزياره التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى كازاخستان عام 2000 م. وقال : ان زيارة سموه هى أول زيارة لمسؤول سعودى كبير يمثل القيادة السعودية الى اى دولة من الاتحاد السوفيتى الاسبق. وأضاف يقول : المملكة العربية السعودية تدعمنا فى كثير من المشروعات منها مشروع تنمية العاصمة الجديدة وهناك عاصمة جديدة لكازاخستان تم الانتقال اليها منذ خمس سنوات وهى مدينة استانا ونحن نبنى فيها كثيرا من المشروعات مثل مبانى البرلمان كما تساعدنا المملكة فى اقامة المستشفيات وهناك مستشفيان لامراض القلب فى مدينة استانا ومدينة الماتى يتم تعميرهما بمساعدة من المملكة وهناك المشروعات الكثيرة تسيرعن طريق الصندوق السعودى للتنمية وهى مشروعات وضع الطرق الجديدة ووضع البنية الاساسية لكازاخستان . وعن سوءال يتعلق بمجالات التعاون بين المملكة العربية السعودية وكازاخستان بين السفير الكازاخستانى أن من أهمها التعاون فى المجال الاقتصادى وأن هناك تشابه فيما بينهما فى الاقتصاد أو فى تكوين الاقتصاد . وبين فى محور اجابته : أن المملكة تعد من أكبر منتجى النفط فى العالم وكازاخستان لها الثروات النفطية وتم انشاؤها حاليا وهناك مايعادل 50 بليون برميل موجودة فى كازاخستان وقال نحن أن شاء الله ندعو شركة أرامكو نظرا للتجربة الكبيرة جدا فى مجال استخراج وتصدير النفط والشركات المحلية فى كازاخستان .. كما توجد بعض الشركات النفطية السعودية الآن فى السوق الكازاخستانية وتستثمر فى الثروة المعدنية .. وطبعا بدأ استعمال النحاس المستورد من كازاخستان خلال عملية انتاج الكوابل. وأوضح أن أرض كازاخستان أرض صالحة للزراعة وتنتج كثيرا من القمح حيث تم هذا العام انتاج 18 مليون طن صدرت لمعظم دول العالم مبينا أنه يمكن فتح مجال للتعاون فى هذا المجال. وأضاف يقول: نعرف أن المملكة تنتج بعض القمح واذا كانت هناك اهتمامات من رجال الاعمال السعوديين فنحن مستمرون في فتح هذا المجال ومستعدون للتعاون فى مجال الادوية .. ونعرف أن فى المملكة مصانع لانتاج الادوية وكازاخستان دولة مستوردة مايقارب 300 مليون دولار من الادوية. وأشار سفير جمهورية كازاخستان الى الروابط الدينية بين المملكة وكازاخستان موضحا أن هناك طلبة كازاخستانيين يتعلمون فى المملكة بالاضافة الى الوفود العديدة التى تأتى للمملكة. وأوضح أنه يجرى حاليا التنسيق مع الغرف التجارية الصناعية السعودية حول تنظيم ندوة تتعلق بامكانيات الاستثمار فى كازاخستان حيث سيحضر هذه الندوة وفد رسمى من كازاخستان يضم الوزراء المسئولين فى مجالات الاقتصاد والاستثمار وبعض رجال الاعمال الكازاخستانيين. وقال : نأمل من خلال ذلك في أن يكون هناك انفتاح للتعاون بين البلدين ونعرف أن لدى رجال الاعمال السعوديين طاقة كبيرة استثمارية وقدرات استثمارية ونعرف أن الاحوال تغيرت فيما يخص الاسواق العالمية للاستثمار وكلنا يعرف مايدور هذه الايام فى أمريكا وأوروبا الغربية من حيث ظروف الاستثمار وطبعا الاستثمار فى كازاخستان هو سهل وراق وسوق يخدم مصلحة الطرفين. وعن تطلع جمهورية كازاخستان للانضمام للاتحاد الاوروبى مثل ماحدث فى بعض الجمهوريات أوضح السفير أن كازاخستان دولة يوروآسيوية وحوالى 12 فى المائة من مساحة كازاخستان تقع فى أوروبا. وقال : نحن نتعاون مع الاتحاد الاوروبى بصورة جيدة جدا لحجم الاستيرادات والصادرات للدول الاوروبية هى من أكبر الايرادات والصادرات الكازاخستانية فى تعاملها مع كل العالم وكازاخستان دخلت الى بعض المنظمات الاوروبية والعام الماضى اصبحت عضوا فى اتحاد كرة القدم الأوروبى بمعنى الاعتراف بكازاخستان كدولة لها الوضع الاوروبى ولكنها هى عضو كامل العضوية فى الاتحاد الاوروبى ونحن نسعى الى أن نوسع ونطور علاقتنا مع دول أوروبا ومع الاتحاد الاوروبى فى جميع المجالات. وفى سؤال حول تعاون جمهورية كازاخستان مع دول مجلس التعاون الخليجى وخاصة دولة الكويت ألمح السفير الكازاخستانى الى ان التعاون مع دول مجلس التعاون هو تعاون وثيق وجيد جدا أما بالنسبة للتعاون مع دولة الكويت فهناك المشروعات الاستثمارية لبعض الشركات الكويتية فى كازاخستان وكانت هناك زيارة مهمة للوفد البرلمانى الكويتى لكازاخستان منذ شهر وقد اتفق الطرفان على توسيع التعاون فى المجال البرلمانى وهناك روابط حية وروابط يومية وعلاقات يومية ونحن كسفارة لكازاخستان فى الرياض مسئولون عن تطوير علاقتنا مع كل دول الخليج . وفيما يتعلق بالترتيبات الخاصة بالحجاج الكازاخستانيين القادمين الى المملكة بين السفير الكازاخستانى أن امور المسلمين هناك تتولاها ادارة تعنى بشؤونهم وانه فى السنوات الاولى من الاستقلال كان يتم ايفاد الحجاج عن طريق السفارة او المنظمات الحكومية لان ادارة المسلمين الكازاخستانية لم تكن لها تجربة مسبقة ولا امكانات لوضع علاقاتها الخارجية والحكومية والآن ادارة مسلمى كازاخستان هى التى تضع العلاقات المباشرة مع الجهات المختصة فى المملكة العربية السعودية . وأضاف يقول : بخصوص هذا الموضوع سوف يقوم وفد يمثل ادارة المسلمين الكازاخستانيين فى 17 ديسمبر من العام الحالى ان شاء الله بزيارة للمملكة لاتخاذ الاجراءات والترتيبات المناسبة مع الجهات ذات العلاقة بالمملكة مبينا أن بعض الحجاج يصل الى المملكة لاداء مناسك الحج بدعوة خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز وأن ذلك من عاداته النبيلة والكريمة التى يحرص عليها سنويا. وتطرق السفير الكازاخستانى الى الجانب السياحى فى جمهورية كازاخستان مبينا أنها تقع فى منطقة تتنوع بها التضاريس الطبيعية من صحاري وغابات وبحيرات وأنهار مما يدعو الى استقطاب السياح والاستفادة من هذا الجانب وخصوصا بين أبناء المسلمين . وحول القضية الفلسطينية أوضح السفير الكازاخستانى أن بلاده أعلنت عدة مرات موقفها تجاه هذه القضية وأنها مناصرة لقرارات الاممالمتحدة حيث تؤيد جميع القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية مثل قرار (242 و 338) بالاضافة الى القرارات الاخيرة . وأفاد أن كازاخستان عضو فى منظمة المؤتمر الاسلامى وشاركت فى القمة الاخيرة التى عقدت فى العاصمة القطرية الدوحة كما وقعت أيضا على جميع الالتزامات التى كانت معلنة من خلال هذه المؤتمرات والمنظمات الدولية مؤكدا أن كازاخستان تقف بجانب القضية العادلة للشعب الفلسطينى من أجل استعادة حقوقه .