لسياسات تخطيط المدن أبعاد، منها: اقتصادية، واجتماعية، وبيئية، وصحية تؤثر في بعضها البعض، وهنا تبرز أهمية المخططات العمرانية، ومكوناتها من سياسات وبرامج تساهم في بناء الإنسان، وتنمية المكان وتحقق أهداف التنمية. وبمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكر الذي يوافق 14نوفمبر من كل عام، نشر إعلاميا تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هناك نحو 371 مليون شخص في جميع أرجاء العالم مصابون بمرض السكري، لافتا إلى أن هذا الرقم يكشف عن مشكلة خطيرة، وأوضح أنه من المخجِل أن الكثير من الناس يفتقرون إلى فرص الحصول على أغذية صحية في عالم يتسم بالوفرة، وأضاف: أنه ينبغي للبلدان والمجتمعات أن تشجِّع الناس على أكل منتجات صحية، وتدعم ممارسة النشاط البدني. وكشف رئيس جمعية القلب السعودية، واستشاري طب القلب التداخلي، الدكتور خالد الحبيب -خلال حضوره المؤتمر الدولي الذي نظمه اتحاد جمعية القلب السعودية، وجمعية القلب الأوروبية، برعاية المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، ممثلة في مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب-، أن ثلث الوفيات في المملكة سببه الإصابة بأمراض القلب، نتيجة نمط الحياة غير الصحي، على رأسه سوء تخطيط المدن السعودية بما فيها الكبرى منها، ما يحد من قدرة المواطنين على ممارسة الرياضة، في ظل تعذر اشتراك بعضهم في الصالات الرياضية، نتيجة عدم قدرتهم على تحمل تكلفة الاشتراك، لافتاً إلى أن ضعف التنسيق بين الجمعيات وبين الجهات التنفيذية في الدولة من وزارة الصحة ووزارة التربية؛ أحد أسباب ضعف فاعلية الجهود التوعوية التي تبذلها الجمعية، مبيناً أن أمراض القلب هي المسبب الأول للوفاة في المملكة بين النساء والرجال، وإن كانت الإصابات بين الرجال أكثر، وفي سن أصغر. وأطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة برنامج المدن الصحية، وقامت بتطبيق هذه المبادرة في مدن حول العالم منها: (26) مدينة بالمملكة من عام (1419ه)، وكان آخرها المدينةالمنورة قبل أيام. ويمكن الاستفادة من برنامج المدن الصحية، وما تحوي من أهداف ومقومات منها: «توفير المياه الصالحة للشرب، ونظام للصرف الصحي، وانتشار الحدائق والمنتزهات والمساحات الخضراء الكبيرة، ومشاريع التشجير، والتوزيع السكاني الجيد، والحد من ارتفاعات المباني، مع إيجاد مساحات خالية تحيط بالمساكن، ووجود المدن الصناعية خارج الإطار السكني، والخلو من مصادر التلوث البيئي»، في مراحل تخطيط وتنفيذ وتطوير المخططات العمرانية؛ للمساهمة في خفض نسبة الأمراض بالمدن والتى ساهم سوء التخطيط في وجودها. إن أخذ الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والصحية وفق معايير التخطيط بمراحل تخطيط المدن واستعمالات أراضيها؛ يوفر بيئة عمرانية صحية، تساهم في تقليل نسبة الأمراض، وتقليل نسبة الضغط على الخدمات الصحية، ورفع مستوى الجودة للخدمة المقدمة. وأخيراً، وليس بآخر، المدينة كما الإنسان، لها مركز كما قلب الإنسان، ولها طرق كما شرايين الإنسان، ولها أطراف كما للإنسان أطراف، ويتميز الإنسان بالعقل الذي يخططها بعلم؛ لتلبية حاجته دون أن يتسبب في مرض قلبه. [email protected]