أكد الرئيس الامريكي جورج بوش مجددا أمس أن مفتشي الاممالمتحدة ليسوا في العراق لممارسة لعبة القط والفأر وأكد في حديثه للصحفيين عقب لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس الكيني دانيال آراب موي ورئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي أن الولاياتالمتحدة لديها اسباب وجيهة لاتهام العراق بامتلاك اسلحة دمار شامل. وكان المتحدث باسمه آري فلايشر قد أعلن ذلك في وقت سابق وأقر للصحفيين بأن الامريكيين يقدمون بالتأكيد المعلومات التي تملكها اجهزة المخابرات وتساعد المفتشين على القيام بعملهم. وحددت الولاياتالمتحدة اربعة مجالات رئيسية يمكن لمنظمة الحلف الاطلسي المشاركة من خلالها في الحرب الامريكية على العراق، وفق ما افاد مسؤولون في الحلف الاطلسي ومصادر دبلوماسية امس الخميس. وهذه المجالات الاربعة هي استخدام الوسائل العسكرية المشتركة التي في حوزة الحلف مثل طائرات اواكس، وتقديم مساعدة لوجستية الى الدول التي تقرر بشكل فردي تقديم قوات للمساهمة في الحملة، وتقديم مساعدة الى تركيا في حال تعرضها لهجوم عراقي، وتولي مهام انسانية في فترة ما بعد النزاع. وعرض مساعد وزير الدفاع الامريكي بول ولفوفيتز هذه المطالب خلال زيارة قام بها يوم الاربعاء لمقر الحلف والتقى خلالها بالأمين العام للمنظمة جورج روبرتسون ومندوبي مجلس الحلف. وقال روبرتسون لم يكن هذا مجرد بيان، بل كان قرارا. وهذه اول مرة يتم الحديث علنا عن دور عسكري محدد للحلف الاطلسي في حال شن حرب على العراق، ولو انه من المستبعد بنظر الجميع ان يشارك الحلف مباشرة في المعارك. ودعت واشنطنأنقرة أمس الى عدم التحرك بشكل منفرد للسيطرة على الاكراد في شمال العراق في حال نشوب الحرب، حسبما نقلت صحيفة حرييت التركية عن نائب وزير الدفاع الامريكي بول ولفوفيتز خلال زيارته لأنقرة التي هددت في الماضي باللجوء الى القوة لقمع كل محاولة يقوم بها الاكراد العراقيون لاعلان استقلالهم. واكد ولفوفيتز أن الامر الجيد هو التحرك في اطار اتفاق مع الولاياتالمتحدة والسكان (الاكراد) في شمال العراق. وقال نرغب ان تكون جهودنا منسقة في العراق خصوصا في شمال العراق. اعتقد انه سيكون اكثر فائدة لتركيا التحرك في اطار تحالف بدل التحرك بشكل منفرد لحماية مصالحها في شمال العراق. واضاف ان تركيا اكدت لنا انها ان تدخلت فلن تقوم باجتياح بل باجراء مؤقت لحماية مصالحها. وتخشى تركيا التي تمتد حدودها مع العراق على مسافة 400 كيلومتر ان يؤدي تفكك نظام الرئيس العراقي صدام حسين الى اذكاء التطلعات الاستقلالية للأكراد الذين يقعون تحت سيطرتها في جنوب شرق البلاد. وهدد رئيس الوزراء التركي السابق بولند اجاويد الاكراد العراقيين بالتدخل العسكري اذا اعلنوا استقلالهم او سيطروا على آبار النفط في الموصل في شمال البلاد. وفي موسكو، وصف باحثون روس اتهامات الصحف الامريكية التي اكدت ان عالمة روسية سلمت العراق نوعا خبيثا من فيروس الجدري بأنها عبثية كما ذكرت صحيفة ازفيستيا الروسية. وادعت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء الماضي ان نيللي مالتزيفا التي توفيت قبل عامين وعملت طوال 30 سنة في معهد ابحاث فيروسات في موسكو سلمت العراقيين نوعا من فيروس الجدري. وبحسب مسؤولين امريكيين اوردت الصحيفة اقوالهم، اعتبرت وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.آيه) انه يمكن لهذه المعلومات ان تكون صحيحة وبالتالي يجب ابلاغ الرئيس الامريكي جورج بوش بها. وقالت الاستاذة زفيلتانا مارينيكوفا التي كانت تشرف على المختبر التابع للمعهد وعلى مركز روسي للابحاث المتعلقة بالجدري كان يتعاون مع منظمة الصحة العالمية ان هذه الاتهامات عبثية. ونقلت صحيفة ازفيستيا عن مارينيكوفا قولها ان التعامل مع انواع خطيرة من الفيروسات منظم تنظيما صارما ومن المستحيل سرقة اي شيء من المختبر او الدخول اليه دون ان ابلغ مسبقا. واضافت الصحيفة نقلا عن فيتالي زفيريف مدير معهد الابحاث لدرس الفيروسات ان مالتسيفا عملت خلال العقدين الاخيرين في مجال بعيد عن فيروس الجدري وانها كانت تشرف على مختبر لكشف الامراض وتحديدها وهو مجال لا يهم الارهابيين. واضاف ان مالتسيفا زارت العراق في عامي 1971 و1972 عندما لم تكن بعد عبارة (الارهاب البيولوجي) متداولة بعد وكانت تساعد (العراقيين) على وضع لقاح مضيفا ان المرة الاخيرة التي سافرت فيها الى الخارج كانت الى فنلندا في العام 1982.